علاج مرضى كورونا بدواء "ريميدسفير".. نتائج مبشرة ولكن !
أكد أحد الأطباء في شيكاغو في فيديو تم تسريبه أن عقار ريميدسفير، الذي تطوره مؤسسة جيلاد ساينسيس كمضاد لفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، قد جاء بنتائج إيجابية مبشرة بعدما اختبره على عدد من المصابين بشدة بفيروس كورونا، وأن جميع من تناولوا هذا العقار تعافوا من الفيروس وغادروا المستشفى، وجاء ذلك في تقرير نشرته "ستات نيوز" يوم الخميس، وأثار ضجة كبيرة. وعلى الفور استجاب السوق كما لو أن العقار قد تم طرحه تجاريا ليرتفع سهم جيلاد إلى نحو 12% في المعاملات المبكرة في أسواق المال.
ولكن "بلومبيرغ" ذكرت أنه ينبغي على المستثمرين أن يتأكدوا أولا أن هذا التقرير يشير إلى تباشير وليس تأكيدات بأن الدواء يشفى مرضى كورونا، كما أن هناك معلومات محدودة جدا عن شفاء عدد محدود من المرضى، وأن الوقت لا يزال مبكرا جدا للحصول على تأكيد قاطع بفعالية هذا العقار على مصابي كورونا.
قبل بضعة أسابيع، أشارت تقارير مماثلة إلى أن عقار هيدروكسي كلوروكوين، وهو دواء قديم للملاريا، يمكن أن يحقق المعجزة في شفاء مصابي كورونا، إلا أن تجارب أكثر تمحيصا كشفت أن له آثار جانبية كبيرة وفعالية محدودة.
قبل ظهور هذا الفيديو، كانت البيانات المتعلقة بعقار ريميدسفير مختلطة. كما أن التقرير الوارد في صحيفة "نيو إنجلاند جورنال أوف ميديسين" حول هذا الدواء الواعد، كان بالمثل مبالغا فيه. ويثير اهتماماً خاصًا لأنه يسلط الضوء على التأثير الإيجابي على مرضى يعانون من مرض شديد، وان هذا العقار أعادهم من أبواب الموت.
ولكن من خلال اختيار المرضى المصابين بأمراض شديدة فقط فإن هذه التجربة أغفلت أولئك المرضى الذين يحتاجون إلى تنفس بواسطة الأجهزة وأولئك الذين يعانون من فشل متعدد في الأعضاء أو ضعف في الكلى أو الكبد. حيث أن هذه التجربة أغفلت من البداية مجموعة من المرضى الذين لديهم فرصة أفضل للتعافي بوساطة ريميدسفير أو بدونه.
وأوضحت "بلومبيرغ" أنه على العالم أن ينتظر مدة أطول لتأكيد جازم بشأن تجارب سريرية يجريها المعهد الوطني للأمراض المعدية على العقار. وحتى لو نجحت تجارب المعهد الوطني فليس من المؤكد أن يلقى عقار ريميدسفير هذا الاهتمام الطبي والتجاري، قد يجري استخدام الدواء في وقت مبكر نسبيًا فقط في سياق الإصابة بفيروس كورونا. ولأن الأطباء يجب أن يتاكدوا من فعاليته على مدار عدة أيام، فإن استخدامه سيكون محدود إلى حد ما. عملية التصنيع نفسها طويلة ومعقدة، كما أن الضغط السياسي سيمنع جيلاد من وضع تسعيرة عالية للعقار.
وفي غياب بيانات حقيقية دقيقة أو اختراق صناعي، فمن الصعب أن نتخيل أن مبيعات الدواء تبرر إضافة المليارات إلى القيمة السوقية لشركة جيلاد. وبحلول الخريف، سيكون لدينا بيانات من الأدوية المثبطة للمناعة التي اختلقت بنفسها بيانات قصصية واعدة خاصة بها. أفضل أمل لدواء جيلاد هو أن يصبح جزءًا من مجموعة الأدوات لمحاربة فيروس كورونا. وتحقيق هذا الوعد سيستغرق أكثر بكثير مما ورد في ذلك الفيديو.