كورونا يزيد مضايقات العمل والتمييز في اليابان
تلقت النقابات العمالية في اليابان عددًا متزايدًا من التقارير من عمال يواجهون التمييز من قبل رؤسائهم ومن قبل العملاء المحبطين من نقص البضائع في ظل أزمة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
وتقول امرأة تعمل في شركة تصنيع بمحافظة نارا، غرب اليابان، إن رئيسها في العمل يصرخ في وجه زملائها للتوقف عن دعوتهم لها للانضمام إليهم لتناول وجبة الغداء معًا. كما اكتشفت أن نفس الرئيس طلب من زميلها الآخر الابتعاد عنها.
أضافت: "اعتقد أن كورونا هو السبب لأنني أتنقل يوميا بين منطقة عملي وأوساكا حيث يتزايد عدد الإصابات بالفيروس".
وأصيب في محافظة أوساكا أكثر من 1200 شخص بالفيروس، مقارنة بما يزيد قليلاً عن 60 في محافظة نارا. وتقول المرأة إنها كانت تجربة مؤلمة لها حيث أجبرت على التوقف عن تناول الغداء في مكان عملها.
ويقول اتحاد النقابات الياباني، وهو أكبر منظمة عمالية في البلاد، إنه يتلقى تقارير عن مضايقات مرتبطة بالفيروس من بينها شكوى بأن احد رؤساء العمل اعتاد على رش المطهر على أحد المرؤوسين، وموظف جديد شاب يطلب منه رب العمل الحضور إلى الشركة كالمعتاد بدلا عن الإقامة في بيته لأن الشباب، حسب زعمه، أقل عرضة للإصابة بالفيروس.
ويقول مسؤول في النقابة مختص بالتعامل مع المضايقات في مكان العمل: "رد الفعل المبالغ فيه والتصريحات والأفعال الجارحة جميعها تدخل تحت مطلح التحرش في مكان العمل".
وكشفت دراسة استقصائية أجرتها الجمعية الوطنية لأسواق السوبر ماركت اليابانية في مارس أن المضايقات من قبل العملاء في ازدياد أيضًا حيث يفرغ الناس شحنة إحباطهم على العاملين في المتاجر عندما تنفد المنتجات التي يريدون شراءها مثل أقنعة الوجه.
وذكر آخرون أن العملاء يقدمون شكاوى على المتاجر بناءً على الشائعات. ويقول مسؤول في النقابة: "هناك العديد من المتاجر التي تفتقر إلى الموظفين ولكنها تضطر إلى التعامل مع الشكاوى".
كانت هناك أيضا حالات من التمييز ضد العاملين في المجال الطبي وهنا اعتقاد شائع بين الناس أن الأشخاص يصابون بالفيروس بسبب خطأ العاملين الطبيين.
وتقول المسؤولة بالمعهد الياباني لتمكين المرأة وإدارة التنوع، كيكو فوجينو، إن على الناس الإبلاغ عن المضايقات المتعلقة بالفيروس مثل أي شكل آخر من أشكال المضايقة وطلب المشورة.
وتضيف: "قد تكون هذه مشكلة جديدة على الشركات، لكننا بحاجة إلى التأكد من كيفية حدوث (المضايقة) والتعامل معها بشكل مناسب"، كما حثت فوجينو الأشخاص الذين يطلبون حاجياتهم الضرورية من المنزل على توخي الحذر بشأن اختيار الكلمات عند التواصل عبر الإنترنت."
وتابعت: "قد لا يستطيع البعض التعبير عن مشاعرهم عبر الإنترنت بشكل مناسب لذلك عليهم احترام مشاعر الآخرين على الطرف الآخر".