قياس درجة الحرارة وحده لا يكفي لإيقاف انتشار "كورونا"

بدأت الشركات والمحلات الكبرى في فحص درجات حرارة الموظفين والزبائن، بحثًا عن حالات  فيروس "كوفيد 19" المحتملة، منذ مارس، وتم تبني هذه الممارسة في إطار التأهب لمواجهة الجائحة. ومع قيام المزيد من الدول بتخفيف القيود، قد يصبح التحقق من وجود حمى، أمراً صعباً.  ويتساءل خبراء عما إذا كانت هذه وسيلة فعالة لوقف انتشار "كورونا"؟

هل الفحوصات موثوقة؟

يقول المسؤول الطبي الأول في "ميموريال كير" في فاونتين فالي، بكاليفورنيا، الدكتور جيمس ليو، إن أدوات قياس الحرارة الرقمية الفموية، هي الأكثر دقة، على الرغم من أنها ليست مصممة لفحص أعداد كبيرة من الناس، تليها أدوات القياس عن طريق الأذن؛ ولكن يمكن أن تكون عرضة للخطأ، خاصة إذا كانت قناة الأذن مسدودة بالشمع.

ووفقاً للدكتور ليو، فإن أدوات قياس الحرارة بالأشعة تحت الحمراء (على الجبين)، تتميز بدقة أقل، بينما الكاميرات الحرارية التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء، والمستخدمة في الفحص بكثافة، تظهر دقة متغيرة.

ومن جهتها، قالت أخصائية الأوبئة والمدير الطبي في "جراند راوندز"، تيستا غوش، إن عمليات الفحص التي تتم بدون اتصال أو التي تتم بشكل ذاتي، توفر المزيد من الأمان؛ موضحة أنها تقلل الاتصال بين الأشخاص، إذ قد يختار بعض أصحاب العمل أن يقوم الموظفون بالقياس المسبق لدرجات الحرارة الخاصة بهم، قبل القدوم إلى العمل، بينما قد يختار البعض الآخر الفحص في موقع العمل.

وأوضحت الخبيرة أن مقياس الحرارة بالأشعة تحت الحمراء، يمكن أن يكون دقيقاً، اعتمادا على الشركة المصنعة، ولا يتطلب تدخل أي شخص للإشراف عليها، وقد يتم إرسال بيانات درجة الحرارة مباشرة إلى المدير. وهذه النماذج عادة ما تكون أكثر تكلفة من مقياس حرارة محمول باليد أو ماسح حراري.

هل توقف فحوصات الحرارة الفيروس التاجي؟

إذا اختار الأشخاص، الذين يتبين أن حرارتهم عالية، العزل الذاتي واستشارة الطبيب، فقد يساعد ذلك في منع انتقال الفيروس التاجي. ومع ذلك، لا يرصد مقياس درجة الحرارة جميع أنواع الحمى المرتبطة بـ "كوفيد 19"، ولا يمكن، أيضاً، تحديد الأشخاص المصابين بفيروس "كورونا".
عدد كبير من الأشخاص الذين يصابون بالفيروس الجديد، لا يصابون بالحمى. بالإضافة إلى ذلك، فإن الاستخدام المتكرر للأدوية الخافضة للحرارة، قد يخفي، حمى محتملة مرتبطة بـالفيروس.
وقد تخلق فحوصات درجة الحرارة الجماعية، أيضاً، شعوراً زائفاً بالأمان. ويقول الخبراء إن هذه الفحوصات، ليست موثوقة للكشف على "كوفيد 19"، إذا اعتُمد عليها لوحدها. وقال ليو: "في الواقع، نحن نعلم الآن أن العديد من الأشخاص المصابين بالفيروس لا تظهر عليهم أعراض لافتة، على الإطلاق، أو يحدث ذلك متأخراً، وخلال ذلك الوقت يمكنهم نقل العدوى إلى الآخرين".
وأوضح أن 37.8 درجة مئوية تستخدم بشكل عام، لرصد الحمى المتعلقة ب"كوفيد 19".

ما هو دور الشركات والأفراد؟

بالنسبة للشركات، يقول الخبراء إن التحقق من وجود حمى عند العمال والموظفين، يجب أن يكون جزءاً من استراتيجية شاملة لمنع انتقال "كوفيد 19"، إضافة إلى الحد من التفاعل الشخصي. وقالت غوش: "من المهم أن يحافظ الناس على مسافة لا تقل عن 6 أقدام قدر الإمكان، ولمساعدة الناس على القيام بذلك، يجب على أصحاب العمل استخدام علامات مرئية لتوضيح المسافة".

إلى ذلك، يلعب الأفراد دوراً أساسياً، في الحد من انتقال الفيروس التاجي. ويقول ليو: "التحكم الشامل في مصدر المرض، يعني أن يرتدي الجميع غطاء وجه عندما يكونون في الخارج، وهذا يعني، أيضاً، استمرار الاهتمام الدقيق بغسل اليدين، وتجنب لمس الوجه أو الرأس قبل غسل اليدين، مع الحفاظ على مسافة لا تقل عن 6 أقدام".

تويتر