الصين تتصدر سباق الوصول إلى لقاح "كورونا " بطريقة "منبوذة في الغرب"

تركز الصين جهودها على اتباع الأسلوب التقليدي لتطوير اللقاحات لإنتاج تطعيم ضد فيروس كورونا المستجد، رغم ما يكتنف هذه الطريقة من تساؤلات مشككة بجدواها.

فمن بين 10 لقاحات من المحتمل أن تظهر هذا العام ضد فيروس كورونا المستجد، تطور الصين خمسة منها ووصلت إلى مراحل متقدمة، كما أنها تطور سادسا منها بالتعاون مع شركة ألمانية للتكنولوجيا الحيوية وهو الوحيد من بين الستة الذي يتبع الأسلوب الحديث في تطوير اللقاحات، بحسب تقرير لموقع "إنكستون" الصيني.

والطريقة التقليلدية، المنبوذة في الغرب حسب الموقع، تعتمد على حقن الجسم بفيروس معطل بحيث يتم تعريض جهاز المناعة لصورة مشابهة من فيروس (سارس-كوف-2) أي قريبة من العدوى التي قد يصاب بها الشخص في المستقبل من خلال فيروس كورونا مما يعطيه الخبرة والتدريب الكافيين لمقاومة كورونا.

وفي هذه الطريقة يتم إزالة كل الأنزيمات التي تجعل الفيروس قادرا على التكاثر داخل الخلية من خلال الحرارة والمواد الكيميائية، وهو نفس الأسلوب الذي استخدم في تطوير لقاحات ضد فيروس الالتهاب الكبدي الوبائي والإنفلونزا وشلل الأطفال.

لكن هذه الطريقة تم تجنبها على نطاق واسع من بين الـ126 لقاحا التي يتم تطويرها على مستوى العالم بسبب ما تكتنفها من شكوك حول مدى فاعليتها.

أحد أسباب عدم إقبال الكثير من الدول والشركات لهذه التقنية القديمة هو أن تقوية المناعة لتصبح قادرة على مقاومة فيروس كورونا يكون لفترة محدودة، ومع مرور الوقت يحتاج الجسم لجرعات أكبر.

هناك مشكلة أخرى في هذه التقنية القديمة أيضا، بحسب العلماء، مما يجعل الدول تبدي اهتماما أقل بتطوير لقاح من خلالها، وهي أنها قد تزيد من خطر حدوث رد فعل سلبي من الفيروسات المعطلة والتي قد تحتوي على مواد غريبة أو ضارة تثير المناعة بشكل عكسي.

وينصح ستانلي آلان بلوتكين الذي اخترع لقاح الحصبة الألمانية، منظمة الصحة العالمية والشركات المصنعة لهذا النوع من اللقاح بالتأكد من سلامة لقاحاتهم قبل توفيرها للناس مضيفا أنه "سيكون هناك حاجة إلى الكثير من بيانات السلامة وإثبات فاعلية اللقاح".

وجدير بالذكر أن لقاح أوكسفورد أيضا الذي من المتوقع أن يكون جاهزا بحلول سبتمبر المقبل يستخدم نفس الطريقة، وقال مطوروه إنه سيتم إتاحته قبل التأكد التام من فعاليته.

ويتحول معظم العلماء الغربيين حاليا إلى تقنيات أحدث من خلال التعديل في الجينات (المادة الوراثية) الخاصة بالحمض النووي للفيروس، وهو ما سيكون الأول من نوعه في العالم، حيث لا يوجد لقاح موجود حاليا تم استخدام هذه الطريقة فيه من قبل.

وهذه الطريقة الحديثة تستخدمها شركة مودرنا في لقاحها mRNA والذي سيدخل مراحله النهائية من التجارب السريرية الشهر المقبل بمشاركة 30 ألف شخص.

ويرى عالم اللقاحات في جامعة أوكلاند هيلين بيتوسيس-

تويتر