لن توقف الوفيات والعدوى خلال تفشي الفيروس

«مناعة القطيع».. حقائق يجب معرفتها فيما يتعلق بـ«كورونا»

منذ بداية جائحة فيروس «كورونا»، انتشر استخدام مصطلح «مناعة القطيع»، الذي يعني «مناعة المجموعة»، بنفس سرعة انتشار الفيروس. ولكن استخدامه محفوف بالمفاهيم الخاطئة.

في المملكة المتحدة، نظر المسؤولون لفترة وجيزة في استراتيجية «مناعة القطيع»، لحماية الأفراد الأكثر ضعفاً، من خلال تشجيع الآخرين على أن يصبحوا عرضة للخطر ويطوروا مناعة ضد الفيروس. لكن محاولة الوصول إلى مناعة المجموعة، بدون لقاح، ستكون استراتيجية كارثية للاستجابة للجائحة.

ما هي مناعة القطيع؟
يحدد علماء الأوبئة عتبة مناعة المجموعة، لفيروس معين، بنسبة مئوية من السكان، الذين يجب أن يكونوا محصنين، للتأكد من أن الاعتماد على هذه المناعة الجماعية، لن يسبب تفشي المرض.

وإذا كان هناك عدد كاف من الأشخاص المحصنين، فمن المحتمل أن يتعامل الشخص المصاب، فقط، مع الأشخاص الذين لديهم مناعة، بالفعل، بدلاً من نقل الفيروس إلى شخص معرض للإصابة.

عادة ما تتم مناقشة «مناعة القطيع» في سياق التطعيم. وعلى سبيل المثال، إذا تلقى 90٪ من السكان (القطيع) لقاح جدري الماء، فإن نسبة 10٪ المتبقية (غالبا ما تشمل الأشخاص الذين لا يمكن تطعيمهم، مثل الرضع وأصحاب المشاكل الصحية)، ستكون محمية خلال العرض لشخص مصاب بجدري الماء.

علاوة على ذلك، لا يعرف العلماء، حتى الآن، مدى حصانة الأشخاص الذين تعافوا من عدوى «كوفيد 19» المستقبلية. ويظل اللقاح هو الطريقة الوحيدة للانتقال مباشرة إلى المناعة.

«مناعة المجموعة» لا توقف انتشار الوباء:
لا تتوقف الجائحة في الانتشار بمجرد الوصول إلى عتبة «مناعة القطيع». وعلى النقيض من سيناريو اختلاط شخص مصاب بجدري الماء بمجموعة محصنة من السكان، فإن في هذه الحالة، سيصاب العديد من الأشخاص، ب«كورونا»، في أي وقت خلال تفشي الوباء.

وعندما يتم الوصول إلى عتبة مناعة المجموعة، خلال الجائحة، سينخفض عدد الإصابات الجديدة، في اليوم، ولكن العدد المعدي من السكان، في تلك المرحلة، سيستمر في نشر الفيروس.

وكما لاحظ عالما البيولوجيا والأوبئة، كارل بيرجستروم وناتالي دين، «لا يوقف القطار الجامح اللحظة التي يبدأ فيها المسار في الانحدار، ولا يتوقف الفيروس سريع الانتشار، عند الوصول إلى مناعة القطيع».

وإذا لم يتم التحقق من الفيروس، فإن النسبة النهائية للأشخاص المصابين ستتجاوز بكثير حد «مناعة القطيع»، ما يؤثر على ما يصل إلى 90٪ من السكان في حالة «كوفيد 19».

وتعمل استراتيجيات التخفيف الاستباقية مثل التباعد الاجتماعي والكمامات، على تسطيح المنحنى، عن طريق تقليل المعدل الذي تتسبب فيه العدوى النشطة في حالات جديدة. وهذا يؤخر النقطة التي يتم عندها الوصول إلى «مناعة القطيع»، ويقلل، أيضاً، من عدد الضحايا، والذي يجب أن يكون هدف أي استراتيجية استجابة.

مناعة القطيع لا تحمي الأشخاص الضعفاء:
حثت السلطات الصحية الأشخاص المعرضين بشكل خاص لـ «كورونا»، مثل الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً، على البقاء في الداخل لتجنب التعرض.

ومع ذلك، يعيش العديد من هؤلاء الناس ويتفاعلون في مجتمعاتهم. وحتى لو تم الوصول إلى عتبة «مناعة المجموعة»، في مجتمع ما، فإن الشخص المصاب الذي يتعامل مع أشخاص ضعفاء، يمكن أن يسبب في نقل المرض. وقد دمر الفيروس التاجي دور رعاية المسنين، والتي ستظل عرضة للخطر حتى تتوفر اللقاحات.

كيفية الاستجابة لوباء بدون لقاح :
دون توفر لقاح، يجب ألا نعتبر «مناعة القطيع» كضوء في نهاية النفق. لأن الوصول إلى هناك، سيكلف الكثير من الضحايا، في الولايات المتحدة، ولن يحمي الأشخاص الأكثر ضعفاً.

وفي الوقت الحالي، يظل غسل اليدين وارتداء الأقنعة والتباعد الاجتماعي، أفضل الطرق لتقليل تداعيات "كورونا، من أجل تسوية المنحنى، لكسب الوقت لتطوير العلاجات واللقاحات.

تويتر