الطفرات الجينية لـ«كورونا» لا تزيد المرض سوءاً لكنها تفاقم العدوى
قال أطباء وأخصائيون أميركيون في مجموعة «أسانسيون ميدكال غروب»، بمدينة بنساكولا، إن «كوفيد 19» يتحور لصالح الإنسان، مؤكدين أن «الفيروس الذي ينتشر في المجتمع، حالياً، أقل عدوانية.»
ويقول العلماء في مختبر «سكريبس» للأبحاث، بولاية فلوريدا، عكس ذلك تماماً، بأن سلالة الفيروس التاجي الجديد، الذي ينتشر في الولايات المتحدة، حالياً، أكثر عدوى من قبل؛ على الرغم من الحاجة إلى مزيد من الدراسات.
تقول أستاذة علم الأحياء الدقيقة في كلية العلوم الطبية في «نوفا ساوث إيسترن»، بيندو مايي، إن هذا لا يعني أن ملاحظات أطباء «أسانسيون ميدكال غروب»، خاطئة؛ وقد يحتاج العلماء إلى بعض الوقت لفهم ما يجري، موضحة، «مع كل البيانات التي لدينا حالياً، لا يوجد دليل على أن الفيروس أقل قابلية للانتقال أو أقل ضراوة.»
ولكن عندما يتعلق الأمر بأبحاث مختبر «سكريبس»، تقول الدكتورة مايي، إن تحليل البيانات صائب، موضحة أن «الطفرة الوحيدة التي يبدو أنها مهمة هي تلك التي تم تحديدها من قبل معهد سكريبس،» متابعة، «إنها تزيد من عدد تلك النتوءات على سطح الفيروس، وهذه النتوءات مهمة للالتصاق بالخلايا المضيفة». وهذا يعني أن الفيروس أكثر كفاءة.
الوقاية الجماعية:
لذلك، في حين أنه لا يزال هناك الكثير مما لا نعرفه، تقول مايي إنه يجب علينا التركيز على ما نعرفه، «أفضل شيء يمكننا القيام به هو الوقاية، والطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها الوقاية هي بشكل جماعي.»
من جانبهم، أكد الباحثون في «سكريبس»، أنه لا يوجد دليل، حتى الآن، على أن «أي تغييرات في الفيروس لها تأثير كبير على عدد الوفيات أو الاستشفاء لدينا.»
في المقابل، لا يبدو أن الطفرات تجعل الناس أكثر مرضاً، لكن عدداً متزايداً من العلماء يخشون من أنها جعلت الفيروس أكثر عدوى. ولكن منذ تحديد تسلسل جينوم الفيروس، لأول مرة، في يناير، بحث العلماء عن تغييرات ذات مغزى. ويمكن أن تكون بعض الطفرات الجينية أكثر أهمية من تلك التي تؤثر على ارتفاع البروتين، وهو أقوى أداة للفيروس.
لا يبدو أن الطفرة تؤدي إلى نتائج أسوأ عند المرضى. وقال باحثون إنه لم يغير من استجابة الفيروس للأجسام المضادة من المرضى، ما يشير إلى أن اللقاحات التي يتم تطويرها بناءً على النسخة الأصلية من الفيروس ستكون فعالة ضد السلالة الجديدة.
توقيعات جينية:
عندما ظهرت أولى حالات الإصابة بالفيروس، في شيكاغو، في يناير، كان «كوفيد 19» يحمل نفس التوقيعات الجينية التي ظهرت في الصين، قبل أسابيع.
ولكن بينما قام أخصائي الأمراض المعدية في كلية الطب بجامعة نورث وسترن فينبرج، إيغون أوزر، بفحص البنية الجينية لعينات الفيروس عند المرضى المحليين، لاحظ شيئاً مختلفاً.
لقد ظهر تغيراً في الفيروس مراراً، وهذه الطفرات، المرتبطة بالتفشي في أوروبا ونيويورك، سيطرت على المدينة في نهاية المطاف. وبحلول شهر مايو، تم العثور عليه في 95% من جميع الجينومات المتسلسلة، وفق أوزر.
وتشير أربع تجارب معملية على الأقل إلى أن الطفرة الجينية تجعل الفيروس أكثر عدوى.
وتؤكد دراسة أخرى غير منشورة يقودها علماء في مختبر لوس ألاموس الوطني، أن عدد من المرضى لديهم، بالفعل، المزيد من الفيروسات في أجسادهم، ما يجعلهم أكثر عرضة لنقله إلى الآخرين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news