مُفجر "ووترغيت": ترامب اعتاد "إهانة وتخويف" تيريزا ماي
درج الرئيس الأميركي، دونالد ترامب على "تخويف وإهانة" رئيسة الوزراء البريطانية السابقة، تيريزا ماي خلال مكالماته الهاتفية معها، واصفا إياها بـ"الحمقاء والضعيفة" فيما يتعلق بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وظل يهاجمها بسبب موقفها من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو) والهجرة وغير ذلك من القضايا التي اختلف عليها الاثنان.
ورد ذلك ضمن كتاب نشره أحد الصحافيين اللذين فجرا فضيحة "ووترغيت"، وهو كارل بيرنشتاين، والذي نقل تفاصيل كتابه عن مسؤولين في البيت الأبيض ومسؤولي مخابرات على دراية بمحتويات مكالمات ترامب مع قادة العالم.
ونقل برنشتاين عن مسؤول قوله إن تلك الاعتداءات اللفظية "أقرب للسادية"، ويضيف المسؤول: "يبدو أن ترامب انزعج من شيء ما خلال حديثه مع تيريزا ماي، ثم علت نبرته معها خلال مكالمة هاتفية دون أي اكتراث أو تعقل".
وقال برنشتاين وفقا لما استقاه من مصادره، أن ترامب لم يكن مهيأ التفكير، ويسهل التلاعب به، ويتوجس خيفة من الحلفاء، وببساطة كان "مسكونا بأوهام غريبة"، لدرجة أن كبار المسؤولين يعتقدون أنه "مصاب بالوهم" ويمثل خطرا على الأمن القومي للولايات المتحدة.
بعض قصص برنشتاين كانت مجرد مواقف مبتذلة، مثلما حدث عندما وصف ترامب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، الحاصلة على دكتوراه في الكيمياء الكمية بأنها "غبية". ولكن كان تعامله مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مختلفا تماما، فقد وصف مساعدون لترامب بأن "الرئيس معجب أشد الإعجاب ببوتين ويسعى على ما يبدو لاسترضائه". وكان ودودا معه، ومحترماً أمامه. وقال مسؤول لم يُكشف عن اسمه: "بعض الأشياء التي قالها لأنغيلا ميركل لا تصدق: فقد وصفها بأنها غبية، واتهمها بالسقوط في جيب الروس".
وقيل إن ترامب رفض أيضاً مطالبة ميركل - بناء على طلب المملكة المتحدة - مساءلة بوتين علنًا عن حالات التسمم التي تعرض لها الجاسوس الروسي السابق، سيرغي سكريبال، وابنته يوليا في ساليسبري.
هذه الادعاءات التي استقاها برنشتاين- وهو مراسل سابق لصحيفة واشنطن بوست وكشف مع بوب وودوارد فضائح أدت إلى استقالة الرئيس السابق، ريتشارد نيكسون- مماثلة لتلك التي نشرها مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون في كتابه. ومع ذلك، فإن المكالمات الهاتفية التي ذكرها بيرنشتاين في كتابه تغطي فترة أطول بكثير من فترة عمل بولتون في البيت الأبيض وهي أكثر شمولًا.