بالفيديو.. أسوار عكا التي هزمت نابليون شامخة في وجه التهويد
بين أسوارها الأثرية وبحرها ومعالمها الإسلامية والمسيحية التاريخية، تشد مدينة عكا أقدم مدن فلسطين التاريخية، عضدها في وجه كل محاولات التهويد الإسرائيلية، وتقف شامخة أمام مخططات الاحتلال التي تهدف لنهب تاريخها، وطمس هويتها العربية والإسلامية.
وتستهوي مدينة عكا الواقعة على البحر الأبيض المتوسط على الرأس الشمالي لخليج حيفا، في فصل الصيف قلوب الفلسطينيين، وخاصة أصحابها الأصليين المهجرين، والذين يقصدونها من القرى المجاورة، ليكونوا على موعد مع قصة شغف يمتزج فيها المشهد الحضاري والتجوال والاستجمام السياحي.
فالقادم إلى عكا سواء من البحر أو البر يهتدي إليها من خلال الأسوار الشامخة التي قهرت نابليون وجنوده، ومآذن المساجد وأجراس الكنائس تخبره بأنه في مدينة الأسوار وظاهر العمر.
جولة في أحضان التاريخ:
عدسة «الإمارات اليوم» جالت شوارع وأزقة عكا العتيقة وأسوارها التي عندها توقف زحف جيش نابليون، كما شقت عباب بحرها عبر ميناء عكا، حيث المشاهد التي تجمع بين جمال الطبيعة وعبق التاريخ.
قبالة ميناء عكا تتجسد حضارة العمارة الإسلامية حيث مسجد أحمد باشا الجزار، فصوت الأذان يصدح جميع أزقة وأرجاء البلدة القديمة في مدينة عكا، عبر مئذنته الشامخة حتى يومنا هذا رغم كل محاولات الإهمال والتهميش التي يتعمدها الاحتلال بحق المعلم الإسلامي الخضاري، إلى جانب محاولات تهويده المستمرة منذ سنوات طويلة.
ويعد مسجد الجزار الذي بني عام ١٧٨١ أهم وأبرز مساجد عكا بضخامته، وعلوه وجمال قبته الخضراء، يأخذ المسجد المبني على الطراز العثماني شكلا مستطيلا جلبت حجارته من خرائب قيسارية وعتليت في فلسطين، وهذا ما جعل المسجد حارس مدينة عكا وهويتها التاريخية، بموازاة المخططات التهويدية التي تنهش بعكا ومعالمها.
ومن المعالم الأثرية التي تزخر بها عكا الساحلية قلعة المدينة العثمانية، وبرج الساعة الذي بني سنة 1900، ومسجد المجادلة الذي بناه صالح آغا الكردي عام 1750، وجامع الرمل «جامع ظاهر العمر» القريب من سوق الخياطين ويعود تاريخ بنائه إلى القرن الثالث عشر، ويحوي ضريح ظاهر العمر، أما جامع البحر فيقع بمحاذاة الميناء، وجدد بناؤه سليمان باشا العادل عام 1816.
إرث حضاري:
هذه المعالم الباقية إلى يومنا هذا، والتي تتفاخر بها عكا كإرث حضاري زاخر، لا تلغي الحقيقة المرة لواقعها في وقتنا الحالي، فهي كالابتسامة التي تخفي وراءها مأساة كبيرة حتى لا يضيع رونقها الذي شهدته الحضارات الماضية، وتكتم في داخلها صرخات التاريخ التي تدوي في كل مكان في المدينة.
ويؤكد الشيخ عباس إمام مسجد ظاهر العمر في مدينة عكا، أن مساجد عكا ومعالمها الحضارية والأثرية تجسد الفترات التاريخية المتعاقبة، منذ فتحها في العصر الأموي، مشيرا إلى أن بنودها حتى اليوم يثبت هويتها العربية الإسلامية، في مخططات التهويد الإسرائيلية.
ويقول زكور،«إن الاحتلال ينهب مئات الدونمات وعشرات العمارات الوقفية في عكا، منها، خان العمدان، والسوق الأبيض، والسوق العتم، وسوق الشونة، إلى جانب مساحات واسعة من الأراضي سرقت بذريعة»قانون أملاك الغائبين، والتي يستغلها الاحتلال لتحقيق أهدافه الاستيطانية، دون تعويض أصحابها الأصليين.
يبلغ مساحة مدينة عكا الساحلية التاريخية والتي كان جميع سكانها من الفلسطينيين ما يقارب ١٤ كيلو متر مربع، ويعيش فيها اليوم من تبقى من سكانها الأصليين والبالغ عددهم ١٧ ألفا، ويعملون ٣٥% من إجمالي عدد السكان الحاليين في عكا، والبقية من اليهود المستوطنين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news