العلماء يحذرون.. «كورونا» ينتقل من خلال الكلام والضحك
الكلام والغناء والضحك جميعها وسائل للتعبير عن المشاعر لكنها في ذات الوقت تشكل تهديدا للبشر لأنها تساعد على انتشار فيروس كورونا بشكل أسرع، حسب تحذير من العلماء.
ذلك لان الحديث والضحك والغناء بصوت عالي ينشر مزيدا من رذاذ الفم في الهواء والذي قد يحتوي على فيروسات كورونا التي قد تبقى في الجو لفترات طويلة، فكلما كان الصوت عاليا كلما شكل ذلك خطرا على الحياة البشرية.
وتقول عالمة الوبائيات، ساسكينا بوبيسكو «من الأفضل أن نشجع على الحديث بصوت منخفض خلال هذه الأزمة» لكنها تؤكد في ذات الوقت أن الالتزام بهذا السلوك لا يعتبر بديلا عن وضع الكمامات أو الالتزام بالتباعد الاجتماعي، وتجنب أماكن الازدحام.
ولم يستطع العلماء بعد تحديد الجرعة من الفيروسات التي قد تسبب العدوى لكن من المسلم به هو انه كلما تعرض الشخص لمزيد من الفيروسات كلما زاد احتمال إصابته بها.
وتقول أستاذة علم اللغة في جامعة جورجتاون، ديبورا تاني، «إن التوقف لفترات أقصر خلال الحديث، والوقوف قريبا من المتحدث، والتحدث بصوت أعلى، وبشكل مباشر نسبيًا، والتحدث عن المزيد من الموضوعات الشخصية، والوصول إلى النقطة بشكل أسرع، كل هذه أشياء تساهم في تعرض الأشخاص للإصابة بالفيروس».
كمية رذاذ البصاق التي نتبادلها مهمة للغاية، واللغة التي نتحدثها هي كذلك أيضًا. على سبيل المثال، تعتبر الصينية والإنجليزية عمومًا أكثر قوة في نشر رذاذ الفم بطبيعتها أكثر من اليابانية.
حتى أن هناك بعض الاقتراحات من قبل الباحثين أن هذا أحد أسباب عدم وجود حالات محتملة لمرض السارس في اليابان خلال تفشيه عالميا في عامي 2002 و2003.
ومع فيروس كورونا المستجد أيضًا، كانت معدلات الإصابة منخفضة بشكل مثير للدهشة في اليابان، ما أثار التساؤلات حول ما إذا كانت اللغة اليابانية وآداب التحدث بها يلعب دورًا في منع انتقال العدوى.
وشاهد علماء من المعاهد الوطنية للصحة وكلية الطب بجامعة بنسلفانيا مؤخرًا الناس وهم ينطقون العبارة الإنجليزية «stay healthy» «حافظ على صحتك» مع أصوات حرف «t» و «th» المتفجرة، والتي افترضوا أنها قد تنشر الفيروس أيضًا.
ويقدر العلماء أن دقيقة واحدة فقط من الحديث الصاخب تولد ما لا يقل عن 1000 جزيء يحمل جسيمات فيروسية تظل محمولة في الهواء لأكثر من ثمانية دقائق، ما قد يؤدي إلى الإصابة بفيروس كورونا إذا استنشقها الآخرون.