«مذبحة البط».. عادة ينفرد بها أهل بورسعيد في استقبال رمضان
تعود أهالي مدينة بورسعيد المصرية على استقبال شهر رمضان الكريم بأكل البط في اوائل ايامه، وقد توارثوا هذه العادة أجيالا متلاحقة منذ اكثر من قرن ونصف القرن من الزمان.
ترجع العادة إلى سكن العمال الأجانب، وخصوصا الإيطاليين في المدينة والذين تم استقدامهم للعمل في حفر قناة السويس منذ 1859، فانقسمت المدينة سكانيا إلى حيين، «الحي الإفرنجي» الذي يسكن فيه الأجانب، و«حي العرب» الذي يسكن فيه المصريين.
ونظرا لاعتياد الأجانب على اكل الديك الرومي في احتفالات رأس السنة والمناسبات المختلفة، نشأت عند المصريين بالتوازي عادة شراء وذبح البط، والذي كانت تربيه عادة السيدات في المنازل، واختاروا رمضان لتكون مناسبة كبرى تبرز فيها هذه العادة، واطلقوا عليها اسم «مذبحة البط».
وتطور طهي البط في مطلع كل رمضان مع مرور الزمن، ففي البداية كان يتم ذبحه وطهيه بشكل بسيط، لكن تطور الأمر بعد ذلك، و لتصبح الأكلة المفضلة في أول رمضان هي البطة المحشوة بالزبيب والمكسرات.
وطبقا لأرقام وثقتها صحيفة الأهرام في رمضان 2016، بلغ عدد البط الموجود في سوق بورسعيد صبيحة مطلع الشهر الكريم وقتها 250 ألف بطة، ولا توجد أرقام موثقة لاستهلاك العام الجاري.
من المعروف أن بورسعيد تتميز بعادات خاصة اكتسبتها كمدينة ساحلية احتكت بالأجانب على مستويات مختلفة، تكمن وراء هذه العادات حكايات يرويها البورسعيدية بلهجتهم الخاصة، من بين هذه العادات حرق دمية أو رسم يجسد فيها الشخص رمز ما يعتبره خصمه ويسميه «اللنبي»، ويخرج الأهالي في مسيرات جماعية يشعلون هذه الدمية وهم يهتفون بعبارات، تقول الروايات أنها كانت موجهة للحاكم الانجليزي الورد اللنبي بعد نفيه للزعيم الوطني سعد زغلول عام 1919 و أثناء الاحتلال الانجليزي لمصر.