حر شديد وجفاف وصواعق وحرائق... الغرب الأميركي يستعد للأسوأ
تستعد منطقة غرب الولايات المتحدة التي ضربها جفاف شديد لمزيد من الدمار جراء حرائق الغابات، مع فشل الجهود المبذولة لاحتواء حريق هائل في جنوب ولاية أوريغون وتوقع حصول صواعق جافة خطيرة في كاليفورنيا.
وامتد حريق "بوتليغ فاير" قرب حدود ولاية أوريغون مع كاليفورنيا بين عشية وضحاها إلى 240 ألف فدان، أي أكبر من مساحة مدينة نيويورك وأكبر حريق نشط في الولايات المتحدة، فيما تم احتواء سبعة في المئة فقط منه.
وقال قائد فرقة الإطفاء روب ألين: "يبلغ طول محيط حريق بوتليغ فاير أكثر من مئتي ميل (322 كيلومترا تقريبا) وهي مسافة ضخمة تصعب محاصرتها".
وأضاف: "نحن مستمرون في استخدام كل الموارد المتاحة، من جرافات إلى طائرات إطفاء الحرائق للوصول إلى الأماكن التي يكون من الآمن استخدامها فيها خصوصا في ظل الظروف الجوية الحارة والجافة والرياح التي يتوقع أن تزداد قوة في نهاية الأسبوع".
وصدرت المزيد من أوامر الإخلاء فيما اضطر الإطفائيون للانسحاب بسبب سرعة امتداد النيران وظروف الحرائق الشديدة إلى منطقة شرق الحريق الذي اندلع قبل 10 أيام وتوسع بمعدل ألف فدان في الساعة منذ ذلك الحين.
ويشكل الحريق أيضا خطرا على إمدادات الطاقة في ولاية كاليفورنيا المجاورة، كما يهدد بإغراق السكان في العتمة، مثلما حدث في السنوات الماضية عندما تسببت موجات حر في إجهاد شبكة الكهرباء في الولاية.
وأعلن حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم أنه سيتم إرسال مزيد من التعزيزات للمساعدة في مكافحة حريق ولاية أوريغون حتى فيما تحاول كاليفورنيا إخماد حرائقها، كما أفادت خدمات الطوارئ في مكتب الحاكم في بيان.
وأضاف البيان أن "تأثيرات تغير المناخ تساهم في حرائق الغابات التي تزداد خطورة وحدة في كل أنحاء غرب الولايات المتحدة".
وحذّر عالم المناخ دانيال سوين من أن خطر اندلاع حرائق غابات بسبب الصواعق الجافة المتوقعة في كاليفورنيا في نهاية هذا الأسبوع "مرتفع جدا".
وفي أغسطس العام الماضي اندلع حريق "كومبلكس فاير" وهو الأكبر في تاريخ كاليفورنيا الحديث دمر منطقة بحجم ولاية ديلاوير، عن طريق سلسلة ضخمة من آلاف الصواعق.
وحذّر سوين من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس من أنه بسبب "فترة طويلة من درجات الحرارة المرتفعة التي تسجل أرقاما قياسية"، تكون أحراج كاليفورنيا أكثر جفافا مما هي عليه عادة في ذروة أغسطس أو سبتمبر.