عانت 14 عاماً من مرض ليس له علاج.. وفاة الطفلة السعودية ريتاج الشهري
توفيت الطفلة السعودية ريتاج الشهري بعد معاناة 14 عاماً من مرض نادر عام في الجسم، وليس له علاج، فالمرض كان عبارة عن تليف رئوي، وحرمان القدرة على التنفس الطبيعي مع انحناء في الظهر، والعمود الفقري، وتغير صبغة الجسم كاملاً، والغدة الدرقية.
ونقل الموقع الإلكتروني لقناة العربية عن والد الطفلة قوله: "اللهم إنا نشهدك على صبرنا على فراقها، بعد أن ألهمت الناس بقصتها وإصرارها، وتغلبها على صعوبة مرضها النادر".
ووصف الأب حياة ابنته الراحلة بـ"المعاناة"، وقال: "منذ أن بلغت من العمر 9 أشهر عانت من ارتفاع في درجة الحرارة، وعند مراجعة المستشفى تم اكتشاف المرض، وتم إبلاغي أن الحالة خطرة، وأنها تعاني من الجفاف، ومن ذلك الحين بدأت رحلتها مع الألم ومعاناة الأسرة لمحاولتها التخفيف عنها، ونقلتها من مستشفى لآخر ومشوار طويل من الألم والتحاليل، حتي ظهر هذا المرض الذي حول حياتها لمتاعب لا تنتهي".
وتابع: "لم يكن لدينا رغبة في نشر قصتها على وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن إصرارها على زرع الابتسامة جعلنا نقوم بدعمها بكل ما أوتينا من قوة، تقديراً واحتراماً للرسالة الإنسانية التي كانت تبثها للناس، فقد كانت تقول: أنا إنسانة قوية، والإنسان لا يقف أمامه شيء، والمعاق هو المعاق فكريا، وفي النهاية سيشفيني الله من هذا المرض، ولو ظللت في حالة بكاء وحزن فلن يفيدني ذلك".
لم تكن الطفلة ريتاج تعيش كغيرها من الأطفال، فقد كانت أنبوبة الأكسجين ملازمة لها تمنعها من اللعب ومن الحركة، وعلى الرغم من ذلك استبسلت في معركة الحياة، وكانت صابرة وتنشر الأمل والتفاؤل أينما ذهبت.
وأضاف والد الطفلة: "يا ليتني سمعت صوتها فقد كانت في غيبوبة 25 يوماً، وفي إحدى المرات استيقظت فجأة وأشارت بأصابعها لي ولوالدتها، وكأنها تقول نحن سوياً مهما حصل، وكانت سعيدة بوجودنا بقربها، وكان ذلك آخر عهدنا بها، ورأينا آخر ابتسامة وعادت للغيبوبة".
واختتم والد الطفلة حديثه قائلا: "نحن صابرون ومحتسبون للأجر، فقد عانت من نقص الأكسجين، ومعاناتها الشديدة من التنفس الصناعي والتهاب الأنف والجيوب الأنفية، وأشياء وتفاصيل مؤلمة ومحزنة، إلا أنها كانت تزرع الابتسامة في كل مكان، غفر الله لها، والحمد لله على قضائه وقدره".