تفاصيل القبض على «سمكري البني آدمين» في مصر.. من ضحاياه نجوم ومشاهير
تصدرت واقعة القبض على، صاحب أحد أشهر مراكز العلاج الطبيعي بمدينة نصر بالقاهرة، والشهير بلقب «سمكري البني آدمين»، مواقع التواصل الاجتماعي وأثارت ضجة كبيرة، بعدما قررت النيابة العامة حبسه، وغلق المركز الخاص به، بتهمة تزوير بطاقة الرقم القومي وشهادة التخرج، وممارسته مهنة العلاج الطبيعي بدون ترخيص للزبائن الذين كان أغلبهم من النجوم والمشاهير.
وفي التفاصيل التي نشرت في مواقع وصحف مصرية عدة، تمكنت الأجهزة الأمنية المصرية من تشميع وغلق مركز للعلاج الطبيعي ملك صاحبه يوسف خيري الشهير بـ«سمكري البني آدمين»، لعدم حيازة تصريح، فيما اتضح أن مالكه غير مسجل كعضو داخل نقابة العلاج الطبيعي، وقررت السلطات المصرية، حبسه 15 يوماً على ذمة التحقيق.
وأشارت التحريات، إلى أن المتهم غير المهنة في بطاقة الرقم القومي من خريج تربية رياضية إلى مهنة طبيب علاج طبيعي، حيث زوّر شهادة التخرج الخاصة به، ليكتب بها أنه خريج جامعة كامبريدج.
وكان صاحب المركز دائم الظهور في وسائل الإعلام المختلفة للدعاية لنفسه، بقدرته على علاج مرضى آلام العمود الفقرى والرقبة والمفاصل وعلاج التهاب الأوتار والأعصاب والديسك عن طريق «الطقطقة والطرقعة» لأجزاء من الجسد.
«سمكري بني أدمين»، لقب أطلقه على نفسه واصفا ممارسته لعلاج العظام بنظام «الطقطقة»، مسوقًا نفسه عبر الكثير من الفيديوهات المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، التي تعرض كيفية علاج فقرات العظم بضغط عليها يدوياً.
وحسب «العربية نت» نجح المتهم في خداع عدد من الفنانين والمشاهير واستغل حاجتهم للعلاج، وحصل منهم على مبالغ مالية كبيرة، والتقط صوراً لهم داخل المركز وروج لنفسه من خلال هذه الصور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما دفع العديد من المرضى للتعامل معه والاطمئنان لكفاءته.
من جانبه أوضح نقيب أطباء العلاج الطبيعي، سامي سعد، أن النقابة تلقت العديد من الشكاوى ضد المتهم، منها شكوى لإحدى الفنانات الشهيرات التي أكدت أنها كادت تتعرض للشلل.
وأضاف سعد أن النقابة اكتشفت أن المتهم ليس مقيداً بجداولها، ولم يتخرج أساساً في كلية العلاج الطبيعي، لذلك تم إبلاغ السلطات التي سارعت وشنت حملة داهم للمركز وألقت القبض على يوسف خيري وأغلقت مركزه.
وفي تصريحات لموقع «سكاي نيوز عربية» سلطت الفنانة المصرية ساندي الضوء على مأساتها وتجربتها المريرة مع «سمكري البني آدمين»، وغردت عبر حسابها في «تويتر»، بأن يوسف خيري «شخص محتال وليس طبيب علاج طبيعي».
وكتبت ساندي: «لقد تسبب لي في إصابة كادت تودي بي إلى شلل رباعي، لأن الغضروف لمس النخاع الشوكي، ولو قُطع لكنت قد أصبت بالشلل لا قدر الله».
وتعليقًا على هذا الشأن، قال الدكتور عزت الحاوي، أستاذ جراح عظام وعمود فقرى جامعة عين شمس، إن ما فعله الشخص الذي يسمي نفسه بـ«سمكري البني آدمين» خطأ كبير جدا، ولا يستند إلى علم أو تجربة، فضلا عن أنه مضر جدا بالعظام والصحة بشكل عام.
وأضاف الحاوي لصحيفة «الوطن» المصرية، أن العبث بعظام الجسم من خلال «الطرقعة» لا تفيد سوى من كان معافى من الأمراض، وإذا أفاد فهو يفيد الناس الذين ليس لديهم مرض، من كان لديه مجرد إرهاق، ولكن «الطقطقة» لا تعالج أي مرض.
ومن جانبها، قالت الدكتورة سلوى علاء، أخصائية العلاج الطيبيعي، إن الشخص الذي يمارس أي شكل من أشكال العلاج الطبيعي، يجب أن يكون مؤهلا ومتعلما، لأن الحركة الخطأ يمكن أن تضر بالنخاع الشوكي.
وأضافت لـ«الوطن»، أن من يدعي أنه «سمكري للبني آدمين» كان يمكن أن يصيب أحد زبائنه، بشلل نصفي أو رباعي، نظرا لأنها حركات خطيرة وغير مسموح بتنفيذها.
ومن جانبه، أوضح المحامي أشرف فرحات، الخبير القانوني، أن العقوبة التي تنتظر صاحب الواقعة المعروفة إعلاميًا باسم «سمكري البني آدمين» يجري تحديدها حسب التهمة الموجهة لصاحب المركز إن كانت تهمة انتحال شخصية أو فتح مركز بدون ترخيص أو عقوبة تزوير بطاقة الرقم القومي، وفق صحيفة الوطن المصرية.
ولفت إلى أن قانون المحال العامة الصادر برقم 154 لسنة 2019، نصّ على أن عقوبة كل من قام بتشغيل محل دون ترخيص، غرامة لا تقل عن 20 ألف جنيه ولا تجاوز 50 ألف جنيه، كما صت المادة 30 من ذات القانون على أن تصل العقوبة للحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر ولا تزيد على سنة أو بإحدى هاتين العقوبتين، فضلًا عن غلق المحل على نفقة المخالف.
وحول العقوبة المنتظرة، حال قيام شخص باستخدام منشآت طبية غير مرخصة، أبان المحامي محمود الحديدي، إن العقوبات التي نص عليها القانون المصري، في مثل هذه الوقائع، إن القانون نص على عقوبة تصل إلى الحبس.