سؤال ظل يشغل العالم.. كيف تملأ ميركل وقتها بعد اعتزالها السياسة؟
تستمتع المستشارة الألمانية المنتهية ولايتها، أنغيلا ميركل في وقت فراغها من العمل بصنع حساء البطاطس وخبز كعكة البرقوق الذي تنثر عليه طبقة متفتتة من الزبد.
هذه أطباق نموذجية في ألمانيا خلال أشهر الخريف. وخلال زيارة لها لواشنطن في يوليو سألها بعض الصحافيين عن تصورها لوضعها خلال تقاعدها.
وعلى الرغم من أنها تهربت من الإجابة على هذا السؤال في مناسبات عدة، إلا أنها قالت ستأخذ قسطا من الراحة وتركن إلى القراءة، ولن تقبل أي دعوات.
وردت في صراحتها المعهودة «بعد ذلك، ربما سأحاول قراءة شيء ما، ثم تبدأ عيناي بالانغلاق لأنني احس بالتعب، ثم آخذ قيلولة صغيرة، وبعد ذلك سأرى إلى أين سأذهب».
مؤلف الرواية البوليسية الشهير، أندرياس موهي رسم صورة للأيام المقبلة للمستشارة بعد أن تخيل شخصية شبيهة بها تنعم بأوضاع هادئة، أما كاتب رواية الجريمة، ديفيد سافير يعتقد أن ميركل من دون جدول أعمالها المزدحم، ستصاب بالملل بسرعة.
وفي روايته البوليسية التي أطلق عليها «الآنسة ميركل»، تنشغل المستشارة السابقة بحياتها الريفية الهادئة بعد انتقالها إلى منزل عطلاتها في براندنبورغ، وتذهب في نزهة على الأقدام وتخبز الكعك ما يبقيها مشغولة لفترة طويلة.
الا أن سافير يستلهم روح قصص الجريمة للمؤلفة البريطانية، أغاثا كريستي ليجعل ميركل طرفاً في قضية قتل لتجد نفسها في خضم التحقيق.
راتبها التقاعدي:
بلغت ميركل 67 عامًا في 17 يوليو، وليس لديها أي مخاوف مالية. وبصفتها تشغل منصب المستشارة في بلادها، تتلقى راتباً يبلغ 25 ألف يورو في الشهر.
علاوة على ذلك، تكسب حوالي 10 ألف يورو مقابل دورها كعضو في البوندستاغ، وهي وظيفة ظلت تشغلها منذ أكثر من 30 عامًا. وعندما تتوقف ميركل عن العمل، ستستمر في تلقي راتبها كاملاً لمدة ثلاثة أشهر ثم تتلقى نصف راتبها لمدة أقصاها 21 شهرًا.
وستتقاضى راتباً تقاعدياً يبلغ حوالي 15 ألف يورو شهريًا. بالإضافة إلى أنها مؤهلة للحماية الأمنية على حساب الدولة مع سيارة رسمية وسائق لبقية حياتها. كما يحق لها الحصول على مكتب في مبنى البوندستاغ في برلين، وتحصل أيضاً على إدارة مجانية لمكتبها، مع مستشاران، وسكرتيرة.
وهناك سؤال يبحث عن إجابة: هل تلتحق ميركل بوظيفة جديدة أم منصب فخري؟ حتى الآن، لم تقرر أي شيء حول هذا الموضوع. ومن المحتمل على الأقل أن تبقى في برلين في الوقت الحالي.
ولم يفكر زوجها، الكيميائي يواكيم سوير، بعد في التوقف عن عمله. وبوصفه أستاذ فخري في جامعة هومبولت في برلين، فقد مدد الرجل هذا البالغ من العمر 72 عامًا عقده كباحث أول - على الأقل حتى العام المقبل.
المسؤولون الحكوميون السابقون ظلوا مشهورين في عالم الأعمال كمستشارين، لأسباب ليس أقلها اتصالاتهم السياسية الواسعة. وانتقل عدد قليل من أسلاف ميركل إلى القطاع الخاص.
واصبح هيلموت شميدت عندما تخلى عن منصبه كمستشار في عام 1982- أصبح ناشرًا مشاركًا لصحيفة «دي تسايت» الأسبوعية وكان متحدثًا شهيرًا. في مقابلة عام 2012، قال: «لا ألقي محاضرة بأقل من 15 ألف دولار».
واستطاع المستشاران السابقان، هيلموت كول وغيرهارد شرودر، أن يحولا ماضيهما السياسي وشهرتهما إلى أموال، حيث أسس كول شركة للاستشارات السياسية والاستراتيجية وحصل على أموال جيدة للغاية كعضو ضغط ومستشار.
أما المستشار السابق غيرهارد شرودر فقد تسبب في الكثير من المتاعب في عام 2005، عندما تم تعيينه في شركة خطوط أنابيب الغاز نورد ستريم، وهي شركة تابعة لشركة غازبروم الروسية، بعد أشهر قليلة من مغادرته المستشارية.
كان شرودر قد دافع عن خط الأنابيب عندما كان مستشارًا. وفي غضون ذلك صدر قانون يقضي بأنه قبل أن يلتحق السياسيون بشركات خاصة يجب أن يؤكدوا أن عملهم «لا يضر بالمصلحة العامة».