بعد تحرير فواز قطيفان.. قلق شعبي سوري من احتمالات تصاعد نشاط عصابات الخطف

بعد تحرير الطفل السوري "فواز قطيفان" عقب ثلاثة أشهر من اختطافه، مقابل فدية مالية، وعودته إلى عائلته في بلدة بريف درعا الأوسط في سورية، أصبح القلق في البلاد متجها إلى احتمالات "تصاعد لنشاط عصابات الخطف في سوريا بهدف تحصيل الأموال"، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد إن "كون السلطة الحاكمة غير قادرة على ملاحقة (العصابات) وكبح جماحهم في ظل الفوضى والانفلات الأمني المستشري في عموم الأراضي السورية عامة وعلى وجه الخصوص مناطق سيطرة الحكومة السورية التي لا تنعم بأدنى مقومات الأمن والأمان يجعل الأرضية خصبة لنشاط تلك العصابات".

وكشف المرصد عن وجود حالات اختطاف أخرى في سورية، بعضها مر عليه سنوات.

وقال إن الإفراج عن الطفل فواز "أعاد إحياء قضية مئات الأطفال المختطفين والمختفين قسريا في سورية على مدار سنوات الحرب، إذ أن الكثير من ذوي هؤلاء الأطفال لا يفصحون عما حل بأبنائهم، آملين بعودتهم يوما ما إلى أحضانهم".

ويروي المرصد قصة الطفلة "سلام حسن الخلف" التي تنحدر هي الأخرى من درعا، والتي تبلغ من العمر ثماني سنوات.

واختطفت الخلف في مارس من العام 2020 خلال عودتها من المدرسة.

وقال المرصد "اعترضها مجهولون يستقلون سيارة من نوع فان H1 وجرى اقتيادها إلى جهة غير معلومة وانقطعت أخبارها منذ تاريخ خطفها وحتى لحظة إعداد الخبر".

وعثر أهل الطفلة على ملابسها وحقيبتها المدرسية في مزرعة مجاورة لبلدتها، بعد مرور أسبوع على اختفائها، كما أن بعض المتصيدين حاولوا إقناع أهلها بدفع مبالغ مالية لإعادتها، لكن بدون أن يقدموا أدلة على وجودها حية معهم.

وتعود التقارير عن تزايد عمليات الاختطاف في سورية إلى مراحل مبكرة بعد قيام الثورة فيها ضد الحكومة السورية.

وسجل موقع منظمة العفو الدولية Amnesty  شهادات تتحدث عن اختفاء "الآلاف" منذ عام 2011 وحتى عام 2015.

وقالت المنظمة إن "مئات الآلاف في سجون قذرة في جميع أنحاء البلاد - نتيجة التعذيب والمرض والظروف المروعة. وهناك عدد لا يحصى من الآخرين محشورين في الزنازين، بمن فيهم أطفال لا تتجاوز أعمارهم سنتين".

ولا يعلم الكثير من أهالي هؤلاء عن أماكن احتجازهم، أو إذا كانوا محتجزين أو مختطفين، مما يعقد جهود إحصاءهم.

وعمدت بعض الجماعات التي تحارب الجيش السوري كذلك إلى اختطاف مدنيين، من بينهم أطفال.

وقالت هيومن رايتس ووتش إن داعش اختطف آلاف الأشخاص خلال سنوات سيطرتهم على البلاد، ما يزال مصيرهم مجهولا، ومن بينهم أطفال.

ونقلت تقارير المنظمة حالات عن أشخاص احتجزهم التنظيم ولم يعرف مصيرهم بعد ذلك، كما إن التنظيم قام بشكل موثق بتدريب الأطفال الذين اختطفهم وحولهم إلى مقاتلين.

وسجل موقع منظمة Relief Web الإغاثية شهادات عن اختطاف أطفال بعمر 11 عاما على يد مجموعات مسلحة أخرى مثل قوات سورية الديمقراطية.

وقالت المنظمة، نقلا عن مصادرها، إن الطفلة اختطفت في يوليو 2020، على يد جنود من تلك القوات.

وأضافت المنظمة أن هناك العشرات من الأطفال يقاتلون مع قوات سورية الديمقراطية.

وتقول المنظمة الدولية للأشخاص المفقودين ICMP إن التقارير تشير إلى اختفاء نحو 100 ألف شخص في سورية بدون معرفة مصيرهم، حتى عام 2019.

تويتر