0% جريمة منذ 11 عاماً.. حادثة قتل غيرت حياة قرية وحولتها إلى مزار سياحي
وقعت جريمة قتل عام 2011 في إحدى القرى الهندية، حيث أقدم 6 أشخاص على قتل رجل، حينها اشتعلت القرية بالمشاحنات والخلافات التي أسفرت عن حرق وتدمير منازل، واعتقال القتلة وعدد من مثيري الشغب.
وفي عمق الأزمة اتخذت "البانشيات"، وهي مجالس قروية تتكون من شيوخ ووجهاء القرى تفصل في النزاعات بين الأفراد وعي غير معترف بها قانونيا ولكنها ذات تأثير كبير، قراراً بالسيطرة على الوضع في قرية "كيولاجهير" والقسم بمنع الجرائم وتحويل القرية إلى قرية خالية من الجرائم بنسبة 100%، أو 0% جريمة.
ومنذ 2011 لم تسجل الشرطة الهندية أي جريمة أو شكوى رسمية في هذه القرية التي يديرها "البانشيات"، حيث وضعوا نظاماً يمنع وصول أي أزمة أو مشكلة في القرية إلى ملاتبة جريمة، حيث يتم الفصل في النزاعات والمشاكل بشكل عرفي، من دون تدخل أجهزة الدولة.
وتم تكريم القرية بإعلان "كيولاجهير" قرية خالية من الجريمة من قبل مركز شرطة شاهبور، حيث تحولت القرية إلى مزار سياحي يفد إليها المواطنين من جميع أنحاء الهند للإطلاع على طريقة سير الأمور فيها، ومشاهدة القرية التي تخلو من الجرائم منذ 11 عاماً على أرض الواقع.
قرية "باتشا بيتول"، سمعت بتجربة قرية "كيولاجهير" في بدايتها، فأرسلت وفداً أطلع على نظام سير الأمور فيها، ومن ثم بدأت في تطبيقها لديها، لتصبح هي الأخرى نموذجاً لـ 0% جريمة.
ونظام إدارة "البانشيات" لبعض القرى يثير المخاوف، خاصة بسبب تأثيرها الكبير بعيداً عن سيطرة الدولة، حيث تفرض عقوبات وغرامات مالية على كل من يخالف نظامها وأوامرها، بعيداً عن رقابة الدولة.
وقد تسببت العديد من جرائم اغتصاب النساء وطريقة تعامل "البانشيات" معها، إلى إثارة الكثير من علامات الاستفهام حول دور هذه المجالس، خاصة أن أحكامها في هذه الجرائم جاءت في صالح مرتكبيها وليس الضحايا، بالإضافة إلى ممارستها سلطة خارج سلطة الدولة بلا رقابة، وهو ما أثار مخاوف الكثيرين من غياب الدولة في مناطق سيطرتها.