سمير صبري.. رحلة إعلامية كادت تدمرها السياسة
ودع الوسط الفني المصري أخيراً الفنان والمذيع الراحل سمير صبري عن عمر ناهز 86 عاماً، وكتبت وفاته نهاية رحلة فنية وإعلامية طويلة بدأها منذ سن العاشرة حين تبناه الفنان الراحل عبدالحليم حافظ، وقدمه للفنانة لبنى عبدالعزيز، بعد أن التقاه في عمارة أطلق عليها اسم عمارة النجوم، لسكنى أهل الفن بها، واشتهر الفنان الراحل بتقديمه في زمن مبكر أول برنامج «توك شو» على الشاشات العربية، وهو «النادي الدولي»، والذي تعرض لأزمة سياسية كادت تطيح به، وقد تبعت سمير صبري ضجة إعلامية عقب وفاته، حيث تفجر جدل حول رواية إنجابه لطفل يقيم حالياً في لندن بعد أن شب عن الطوق، وهي رواية تلقفها البعض ليؤكدها، بينما نفاها كثيرون من أصدقائه.
وكانت الفنانة بوسي أعلنت الجمعة الماضية وفاة سمير صبري، بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان ثم إصابته بالصمام الميترالي بسبب كثرة الأدوية التي يتعاطاها.
عمل صبري في مطلع حياته مذيعاً في الإذاعة المصرية الناطقة بالإنجليزية، ثم اتجه للسينما فمثل فيلم (البحث عن فضيحة) مع الفنان عادل إمام، و«قضية رأي عام» مع ميرفت أمين، ثم واصل مسيرته الفنية حتى بلغ مجموع أفلامه 138 فيلماً، ونحو 40 مسلسلاً تلفزيونياً، و11 مسلسلاً إذاعياً، وثلاث مسرحيات، وستة برامج أبرزها «النادي الدولي» و«هذا المساء»، بحسب سيرته الموثقة.
وقال الصحافي منصور الحامدي إن «برنامج (النادي الدولي) يعتبر إلى حد كبير برنامج (توك شو) قبل أن يظهر هذا النوع من البرامج في الإعلام العربي، وقد قدم سمير صبري في البرنامج، والذي شاركته فيه سلمى الشماع وفريدة الزمر، حلقات مميزة، منها حلقة عن معرض توت عنخ آمون في لندن، حيث افتتحته ملكة بريطانيا، وحوار مع وزير خارجية بريطانيا السابق، ديفيد هيوم، وحوارات مع عبدالحليم حافظ، وسعاد حسني، لكن الحلقة الأكثر إثارة للجدل في تاريخ البرنامج، هي تلك التي التقى فيها الجاسوسة المصرية التي حكم عليها بالإعدام ثم تم العفو عنها، إنشراح موسى، وانفرد (النادي الدولي) بأنه أول برنامج تلفزيوني مصري يتم خارج الاستوديوهات».
وتابع الحامدي أن «برنامج النادي الدولي كاد يتوقف تماماً بسبب أزمة سياسية، لم يكن سمير صبري طرفاً فيها، حيث استضاف البرنامج الراقصة فيفي عبده، والتي حين سألها صبري عن بلدها وأين عاشت، ردت بأنها جاءت من (ميت أبو الكوم)، والتي تصادف أنها بلد الرئيس الراحل أنور السادات، فصدر أمر فوري بوقف البرنامج بعد إذاعة الحلقة، لما اعتبر بأنه ربط غير محبب».
يذكر أن الفنان سمير صبري نفى قبيل وفاته مع الإعلامي الراحل وائل الإبراشي في حوار مع برنامج «التاسعة» على القناة الأولى المصرية، أن يكون هذا الأمر سبب إيقاف البرنامج، مؤكداً أنها كانت مجرد حجة.
وقال صبري للإبراشي في الحوار «سبب إلغاء البرنامج لم يكن الجملة الشهيرة التي قالتها الفنانة فيفي عبده، ولكن هذه الجملة استغلت. لقد قمت بعد انتهاء تسجيل الحلقة، وإدراكاً مني أن هذه العبارة قد تثير مشكلات، بطلب حذفها، لكن هذا لم يحدث سواء بحسن نية أو سوء نية، وأن الرئيس الراحل أنور السادات قام بالتحقق بنفسه بهذا الأمر وانتهى إلى عدم وجود قصدية وأمر بإعادة البرنامج».
وأضاف أن «الحوار المهم الذي أجراه سمير صبري مع الجاسوسة المصرية إنشراح التي تم تجنيدها وزوجها، وتم القبض عليهما وحكم عليهما بالإعدام عام 1974، وتم تنفيذ الحكم بزوجها بينما خرجت هي في صفقة تبادل أسرى، كانت من أبرز المحطات الإعلامية في تاريخ صبري، وخصوصاً أنها تمت في وقت اشتداد الحرب بين مصر وإسرائيل».
الجدير بالذكر، أن الإعلامي والفنان الشهير، الذي شهدت حياته جملة معارك، تفجرت معركة غير متوقعة بعد ساعات من رحيله. فقد أعلن الماكيير محمد عشوب، وهو جار سمير صبري، أن الأخير أنجب طفلاً لم يعلن عنه، وأنه يقيم مع والدته في بريطانيا، حيث أكد أن الفنان الراحل له ابن آخر من فنانة معروفة، لم يعلن عنه من قبل، وطلب من والدته ذلك، وهو ما امتثلت له الفنانة الشهيرة.
وقال عشوب، على صفحته على «فيس بوك» معلقاً «أحب أن أوضح بوصفي شاهداً مع صديقي وجاري المرحوم سمير صبري، أنه بالفعل له ابن طبيب من زوجة إنجليزية، ويعيش في لندن».
اشتهر الفنان الراحل بتقديمه في زمن مبكر أول برنامج «توك شو» على الشاشات العربية وهو «النادي الدولي»، والذي تعرض لأزمة سياسية كادت تطيح به.