"البريك دانس" رفيق أطفال غزة للقضاء على صدماتهم النفسية
داخل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين المنتشرة في كافة مدن قطاع غزة، وخاصة مناطق المنازل المدمرة، يتجمع عشرات الأطفال حول الشاب أحمد الغريز الذي يعمل منسقا ومستشارا لعلاج الصدمات النفسية، ومجموعة من رفاقه في ذات التخصص، الذين ينفذون مبادرات شخصية لإنقاذ براعم القطاع البريئة من آثار الانتهاكات والحروب الإسرائيلية.
وعلى الفور يندمج الصغار مع فقرات الرقص العالمي "البريك دانس"، و"الهوب هوب"، والتي تنجز حالياً كعلاج نفسي، داخل مركز مختص بذلك في مخيم النصيرات للاجئين وسط القطاع، وداخل أزقة مخيمات غزة المحاصرة، وتحديدا للأطفال الذين تعرضوا في الخامس من شهر أغسطس الماضي لحرب إسرائيلية قاسية، استمرت على مدار ثلاثة أيام متواصلة.
رصدت كاميرا "الإمارات اليوم" العديد من جلسات العلاج النفسي المخصصة لأطفال المخيمات، والتي شهدت مع تكرار تنظيمها المتزايد، ارتفاع أعداد أصحاب الأعمار البريئة المشاركين في عروض رقصات تحريك الجسد الاستعراضية، وهي ذات المعنى لفن رقص "البريك دانس"، الأمر الذي ساهم في رسم الابتسامة على محياهم، رغم الانتقادات الموجهة لهذا الفن الغربي، داخل مجتمع قطاع غزة الشرقي.
ويقول أحمد الغريز صاحب فكرة استخدام الرقص الاستعراضي في علاج صدمات أطفال غزة النفسية: "في ساعات الصباح أعمل مع الأطفال معالجا نفسيا، من خلال الاستماع إلى الأزمات التي ضاقت بهم ذرعا، وأثناء جلسات البريك دانس التي ننظمها باستمرار، يقدم الدعم النفسي للأطفال، حيث يفسح المجال أمامهم لتفريغ الطاقات السلبية، من خلال تأدية الحركات الجسدية الراقصة".
ويمضي الغريز بالقول: "إن هذه العروض الفنية الاستعراضية، تخفف من شعور كل طفل بوصمة الصدمات النفسية تدريجيا، مع مرور أيام مشاركته في جلسات البريك دانس الدائمة".
وإلى جانب استخدام البريك دانس كعلاج فعال لصدمات أطفال غزة النفسية، يسعى الغريز لتشكيل مجموعة دائمة تخوض غمار المنافسة العالمية، وتشارك في أولمبياد 2024 في العاصمة الفرنسية باريس، لاسيما أن هذا الفن الراقص اعتمد كواحد من أنواع الرياضة الأولمبية.