انقطاع واسع النطاق للكهرباء في دول البلقان وسط درجات حرارة شديدة الارتفاع

انقطع التيار الكهربائي بشكل كبير عن معظم أنحاء منطقة البلقان، يوم الجمعة، مع تعرض جنوب أوروبا لموجة حر أدت إلى ارتفاع درجات الحرارة إلى ما يصل إلى 40 درجة مئوية.

وقالت سلطات الجبل الأسود إن انقطاع التيار الكهربائي خلف البلاد بأكملها تقريبا بدون كهرباء، في حين تم الإبلاغ عن مشاكل مماثلة في الجزء الساحلي من كرواتيا والبوسنة وألبانيا.

ووصفت ندى بافيسيفيتش، المتحدثة باسم شركة توزيع الكهرباء الحكومية في الجبل الأسود، الانقطاع بأنه "اضطراب ذو أبعاد إقليمية"، وقالت إن السلطات لا تزال تعمل على تحديد السبب.

لم يكن السبب الدقيق لهذا الانقطاع واسع النطاق واضحا على الفور. وقالت شركة الكهرباء الحكومية في البوسنة إن الانقطاع نجم عن مشاكل في خط التوزيع الإقليمي، في حين قالت شركة الكهرباء الحكومية في ألبانيا إن "الحرارة الشديدة" هي سبب المشكلة.

تشترك الجبل الأسود وكرواتيا وألبانيا في ساحل البحر الأدرياتيكي. ولا تزال شبكات الكهرباء في المنطقة متصلة ببعضها بعد عقود من حروب البلقان في التسعينيات.

وفي العاصمة البوسنية سراييفو، تسبب الانقطاع أيضا في اختناقات مرورية، حيث توقفت عربات الترام وتوقف تشغيل إشارات المرور.

وتم الإبلاغ عن حالة اختناق مماثلة في ميناء سبليت على البحر الأدرياتيكي.

وجاء الانقطاع بعد ظهر الجمعة في الوقت الذي حذرت فيه السلطات في جميع أنحاء المنطقة المواطنين من توخي الحذر وشرب الماء وتجنب أشعة الشمس بسبب درجات الحرارة المرتفعة للغاية.

وقال معهد الصحة العامة في صربيا في تعليماته للمواطنين: "لا تبق في الشمس بين الساعة 11 صباحا و5 مساء. إذا كان عليك الخروج، من فضلك خذ معك زجاجة ماء."

يقول خبراء الأرصاد الجوية إن الحرارة التي شهدتها المنطقة هذا الأسبوع قادمة من إفريقيا، وتحمل جزيئات رملية شكلت طبقة أشبه بالسحابة وتعتم الأفق.

كانت درجات الحرارة الأعلى في المدن الكبرى، فيما لم توفر الليالي أي راحة حيث ظلت درجات الحرارة أعلى من 20 درجة مئوية.

في حين أن الحرارة المرتفعة في فصل الصيف أمر طبيعي في منطقة البلقان، إلا أن درجات الحرارة لا تصل إلى هذه الارتفاعات في منتصف يونيو، مما يدفع إلى إصدار تنبيهات وتحذيرات بشأن الطقس.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، فرضت السلطات في مقدونيا الشمالية إجراءات طارئة حتى يوم الأحد، ومن المتوقع بعد ذلك أن تهدأ درجات الحرارة.

قال ميلوش يفتوفيتس، أحد سكان بلغراد، إنه يتبع التعليمات ويغتنم كل فرصة للبقاء بالقرب من نهري العاصمة الصربية. وأشار إلى أنه كان ينبغي على السلطات تقليص ساعات العمل وإيقاف صهاريج المياه في شوارع المدينة.

أضاف يفتوفيتس: "بالنسبة لي، ليست لدي مشكلة... لكن هذا ليس مقبولا، درجات الحرارة أعلى من (المستويات) المقبولة".

كما صدرت تحذيرات من الطقس في كرواتيا المجاورة، وهي نقطة جذب سياحي، حيث من المقرر أن تبلغ موجة الحر ذروتها الجمعة قبل تغير متوقع في الطقس في عطلة نهاية الأسبوع قد يؤدي إلى عواصف.

وقال تلفزيون (آر تي سي جي) الحكومي في الجبل الأسود إنه على الرغم من أن مواطني عاصمة البلاد بودغوريتسا معتادون على درجات الحرارة المرتفعة للغاية، إلا أن البعض اشتكى من أنها بدأت في وقت مبكر جدا. وقال أحدهم لمحطة التلفزيون: "أنا حقا لا أعرف ما الذي سنفعله".

يقول الخبراء إن الظروف الجوية القاسية ناجمة عن تغير المناخ.

تويتر