دعم الدوحة للإرهاب يلقي بظلاله على زيارة أمير قطر لفرنسا
في خطوة رافضة لزيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لفرنسا قررت منظمات فرنسية و عربية في باريس تنظيم وقفات احتجاجية في ساحة "تروكاديرو" القريبة من برج إيفل الشهير بالتزامن مع وصوله إلى قصر الإليزيه وذلك للتعبير عن رفضهم استقباله من قبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء اليوم " ومطالبة الحكومة الفرنسية بممارسة ضغوطات على حكام قطر لوقف دعمهم للإرهاب و تمويلهم له.
ويحمل الفرنسيون بصورة عامة و الإعلام الفرنسي بصورة خاصة صورة مثيرة للجدل حول قطر خاصة ما يتعلق بعلاقاتها المشبوهة مع متطرفين و منظمات إرهابية .
وبلغ الأمر ذروته حين تحولت قطر إلى مادة دسمة في وقت سابق من هذا العام لتبادل الاتهامات بين المرشحين للانتخابات الرئاسية التي شهدتها فرنسا شهر مايو الماضي و فاز بها الرئيس إيمانويل ماكرون في مواجهة مرشحة حزب الجبهة الوطنية مارين لوبان.
وتبدي الصحافة الفرنسية باستمرار امتعاضا من وجود قطر الثقيل في الحياة الفرنسية حيث أصدر صحفيان فرنسيان مرموقان هما جورج مالبرينو و كريستيون شينو كتابين تحت عنوان " قطر وأسرار الخزائن الحديدية" و" أعزاؤنا الأمراء.. هل هم أصدقاء لنا ؟ " يفضحان فيهما بالوقائع و الأدلة دور قطر في دعم التطرف والإرهاب و علاقة قناة الجزيرة القطرية بالمنظمات الإرهابية و كيف تنسج العلاقات مع مقاتليها.
ويكشف الكتابان كيف استخدم حكام قطر أموال الشعب في دعم التطرف ورعاية الجماعات الإرهابية في المنطقة العربية والتي ينفذ بعض أفرادها عمليات إرهابية داخل فرنسا و أوروبا.
فمن جانبه قال كريستيان شينو الصحفي الفرنسي في إذاعة فرنسا الدولية وأحد مؤلفي الكتابين إنه تعرض لمضايقات من قبل السلطات القطرية التي لم يعجبها ما جاء في الكتابين .. مشيرا إلى توقيفه في مطار الدوحة من قبل السلطات القطرية .. ولم ينقذه إلا تدخل السفير الفرنسي في الدوحة الذي أخرجه إلى باريس.
وشدد شينو على أن " الحمض النووي لقطر هو تنظيم الإخوان وأنه منذ وصول يوسف القرضاوي إلى الدوحة أصبح هذا التنظيم هو أساس الأيديولوجية القطرية وباتوا يعتبرون التنظيم الإخواني هو مستقبل العالم العربي وهذا ما يفسر دعمهم للجماعات المتطرفة في مصر وسوريا وليبيا".
بينما أكد جورج مالبرونو رئيس قسم الشرق الأوسط في صحيفة " لوفيغارو " الفرنسية و أحد مؤلفي الكتابين أن "صورة قطر في فرنسا سيئة .. داعيا إلى مواجهة قطر وإجبارها على وقف دعم الجماعات المتشددة.
وامتد التنديد الفرنسي بالدور المشبوه لقطر في دعم الإرهاب إلى الملاعب الرياضية الفرنسية بعدما رفعت جماهير غفيرة في ملعب فورياني بمدينة باستيا خلال مباراة لكرة القدم لافتة كبيرة كتب عليها " قطر تمول باريس سان جيرمان و الإرهاب " في إشارة إلى العلاقة الملتبسة للدوحة مع الجمع بين الرياضة وتمويل نشاطات وخلايا إرهابية.
كان ناقمون على الدور القطري في دعم الإرهاب الذي يضرب أوروبا قد نظموا مسيرة بالحافلات خلال شهر يونيو الماضي جابت عدة عواصم و بلدان غربية بينها فرنسا طالبوا خلالها بمحاسبة قطر على جرائمهما و وضع حد لسلوكاتها و سياساتها العابثة بأمن الدول.