زعيم التنظيم طلب من نجله الوثوق بالدوحة والعيش فيها
ملاحقة حمزة بن لادن تعيد فتح ملف علاقة قطر بـ «القاعدة»
أعاد الحراك الدولي لملاحقة «حمزة»، نجل زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، فتح ملف وثائق «آبوت آباد» التي كتبها بن لادن، والتي نصح فيها نجله حمزة بالتوجه إلى قطر والوثوق والعيش فيها، كما أظهرت الوثائق أن زعيم «القاعدة» كان يعتبر ﻗﻨﺎﺓ «الجزيرة» القطرية حليفاً للتنظم الإرهابي، والوسيلة الوحيدة التي يستطيع بها تمرير وتنفيذ أفكاره.
ورصدت الولايات المتحدة الأميركية، مطلع مارس الجاري، مكافأة مليون دولار، عبر برنامج «المكافآت من أجل العدالة»، لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى إلقاء القبض على حمزة بن لادن، كما اتخذت المملكة العربية السعودية إجراء آخر ضد القيادي في تنظيم القاعدة وجردته من جنسيتها.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية لفتت إلى أن السبب وراء ملاحقة نجل بن لادن، هو «رسائل صوتية وأخرى مصورة نشرت على الإنترنت، دعا فيها (حمزة بن لادن) أتباعه لشن هجمات ضد الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها الغربيين، ثأراً لمقتل والده».
الملاحقة الأميركية لحمزة بن لادن، أعادت إثارة تساؤلات حول العلاقة بينه وبين قطر، في ضوء ما كشفته وثائق «آبوت آباد» عن العلاقة بين الدوحة وهذا التنظيم الإرهابي.
ووثائق «آبوت آباد» تمت مصادرتها عقب اقتحام القوات الأميركية، مخبأ بن لادن في باكستان، في مايو 2011، في عملية أسفرت عن مقتله، ومن بين ما تتضمنه تلك الوثائق مفكرة شخصية ورسائل بخط يده تكشف الكثير عن هذا التنظيم وعلاقاته، وأفرجت وكالة الاستخبارات الأميركية عن تلك الوثائق على دفعات، كان آخرها في نوفمبر عام 2017.
وأظهرت تلك الوثائق اهتمام ورغبة حقيقية من بن لادن والتنظيم الإرهابي بجعل ابنه حمزة وريثاً لقيادة التنظيم، وكشفت أيضاً علاقة التنظيم القوية بتنظيم الحمدين في قطر وثقته بهم، إذ طلب بن لادن من نجله حمزة وبعض أفراد أسرته المقيمين في إيران بترك ممتلكاتهم والتوجه إلى قطر كطرف موثوق، مشيراً إلى أنها «الجهة الأسلم لتلافي الأزمات المقبلة».
وكشفت رسائل بن لادن أيضاً عن رغبته في أن ينتقل نجله حمزة إلى قطر لدراسة العلوم الشرعية، حتى يتمكن من مقاومة التشكيك في قناعاتهم.
وكان لافتاً أيضاً في مذكرات بن لادن تعويله ﻋﻠﻰ ﻗﻨﺎﺓ «الجزيرة» القطرية، التي طالما كانت منبراً حصرياً لتصريحاته وأخبار القاعدة، واعتبرها الوسيلة الوحيدة التي يستطيع بها تمرير وتنفيذ أفكاره، مشيداً بدورها في الاحتجاجات التي شهدتها بعض الدول العربية مطلع 2011، لإشعال حالة من عدم الاستقرار، وفتح مجال لتنظيمه الإرهابي للتغلغل في البلاد التي شهدت تلك الاحتجاجات.
ﻭنصح بن ﻻﺩﻥ بأن يُحرﺽ منظر ومفتي تنظيم ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ الإرهابي المقيم في الدوحة يوسف القرضاوي على الثورات التي يبتغي منها تنظيم القاعدة الإرهابي إثارة الفوضى، وشدد على ضرورة التواصل مع قناة الجزيرة، مشيراً إلى أنها ستصبح أقوى حليف لتحقيق مخططات التنظيم الإرهابي.
ورأى بن لادن أن ما يسمى بـ«ثورات الربيع العربي» ستكون طريق تنظيم القاعدة لإسقاط دول المنطقة، إلا أنه استثنى قطر من السقوط والفوضى.
وأظهرت الوثائق حضوراً قطرياً بارزاً في مراسلات تنظيم القاعدة، وثقة شديدة بإمكان الاستفادة من دعمها المالي والإعلامي وقدرتها على إيواء عناصر التنظيم ونشر أفكاره عبر قناة «الجزيرة»، وهو ما كان يتم في السابق ولايزال، الأمر الذي يثير تساؤلات حول دور قطر في دعم التنظيم وعناصره حتى اليوم.
وتؤكد تلك الوثائق صحة الموقف الذي ذهبت إليه الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، السعودية والإمارات والبحرين ومصر، التي أعلنت في يونيو 2017 قطع علاقتها مع قطر، بسبب إصرار الأخيرة على دعم التنظيمات الإرهابية في عدد من الساحات العربية، ثم قدمت الدول الداعية لمكافحة الإرهاب في الشهر ذات قائمة تضم 13 مطلباً لإعادة العلاقات مع الدوحة، كلها تدور في فلك ما سبق أن تعهد به أمير قطر في إطار اتفاق الرياض 2013 واتفاق الرياض التكميلي 2014، وبدلاً من أن تبدأ قطر في تنفيذ المطالب الـ13 للدول الأربع، استمرت في المكابرة، والتدخل في شؤون دول المنطقة الداخلية بشكل يمس أمنها القومي، عبر التآمر مع العملاء على الأرض، أو عبر شن حملات افتراء وترويج أكاذيب منظمة وممنهجة تقوم بها قناة «الجزيرة» وإعلام قطر، وتنظيم منتديات ومؤتمرات تستهدف الدول الداعية لمكافحة الإرهاب.
أسامة بن لادن كان يعتبر قناة «الجزيرة» حليفاً للتنظيم، ومنبراً حصرياً لتصريحاته، ووسيلة لتمرير وتنفيذ أفكاره.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news