حكومة محلب أقرت قانوناً جديداً لمكافحة الإرهاب ومسودة «الانتخابات»
مقتل 70 جندياً ومدنياً بهجمات غير مسبوقة لـ «داعش» في سيناء
قتل 70 مصرياً، أغلبيتهم من الجنود وبينهم عدد كبير من المدنيين، أمس، في هجمات غير مسبوقة تبناها الفرع المصري من تنظيم «داعش» في سيناء، شهدت اشتباكات أعقبتها وتدخلت خلالها مقاتلات «إف 16» المصرية التي أغارت على مواقع المسلحين في مدينة الشيخ زويد، وأعلن الجيش إنهاء حصار المسلحين لقسم شرطة الشيخ زويد، ومقتل 90 من المسلحين، مشيراً إلى أنه ينفذ عملية تمشيط للمدينة والطريق المؤدي لرفح لملاحقة المسلحين.
يأتي ذلك في وقت أعلنت الحكومة المصرية، التي يرأسها رئيس الوزراء المصري، إبراهيم محلب، أمس، إقرار قانون جديد لمكافحة الإرهاب، كما أقرت مسودة قانون الانتخابات.
وتفصيلاً، قالت الحكومة المصرية إنها أقرت أمس، مشروع قانون مكافحة الإرهاب بما يحقق «العدالة الناجزة والقصاص السريع لشهدائنا»، ويتعين أن يصدق الرئيس عبدالفتاح السيسي على مشروع القانون ليصبح نافذاً. كما أفاد بيان لمكتب رئيس الوزراء بأن الحكومة المصرية أقرت مسودة قانون الانتخابات، ما يمهد الطريق لتحديد موعد لإجراء الانتخابات البرلمانية التي تأخرت كثيراً.
يأتي ذلك، عقب مقتل 70 مصرياً، أغلبيتهم من الجنود وبينهم عدد كبير من المدنيين، أمس، بهجمات غير مسبوقة لتنظيم «داعش» في سيناء. وقال مسؤول كبير في الجيش «إنها حرب، المعارك لاتزال جارية»، مضيفاً أن «الأمر غير مسبوق بالنسبة لعدد الإرهابيين ونوعية الأسلحة المستخدمة».
واعتلى مسلحون أسطح البنايات، وأطلقوا النيران من مدافع الـ«آر بي جي» ضد قسم الشيخ زويد، بعدما لغموا الطريق المؤدي إليها، لمنع وصول أي إمدادات للقسم، حسب ما قال عقيد في الشرطة.
وقالت مصادر أمنية وطبية، إن معظم القتلى الـ 70 من الجنود وليسوا من المدنيين، فيما قتل 90 إرهابياً في المواجهات المستعرة.
وأوضحت صحيفة «الأهرام» المملوكة للدولة، على موقعها الإلكتروني، أن عشرات الأشخاص على الأقل أصيبوا في هذه المواجهات، وحذر مسؤول طبي من أن حصيلة الضحايا قد تكون أكبر بكثير من غير أن يكون بوسعه ذكر عدد محدد، وأضاف هذا المسؤول لاحقاً «الضحايا يتوافدون، ولا يمكن حصر الأعداد الآن».
وقال مسؤول طبي آخر إن «سيارات الإسعاف تنتظر أمام المستشفى، لا يمكنها مغادرة المكان بسبب الهجمات، الناس هم من يحضرون الضحايا»، مشيراً إلى أن «سيدة قتلت بطلق ناري في الرأس، ونقلها مدنيون إلى مستشفى العريش».
من جانبه، تبنى فرع تنظيم «داعش» في مصر «ولاية سيناء» هذه الهجمات الدامية ضد الجيش. وقال التنظيم، الذي ينشط في شبه جزيرة سيناء المضطربة أمنياً، في بيان على مواقع التواصل الاجتماعي، إن عناصره في سيناء تمكنت من الهجوم المتزامن على أكثر من 15 موقعاً عسكرياً للجيش المصري.
وأوضحت مصادر أمنية أن الهجمات تمت باستخدام «سيارة مفخخة وقذائف هاون وقذائف آر بي جي»، مشيرة إلى أن «الهجمات أدت إلى تدمير كبير للغاية في حاجزي أبورفاعي وصدر أبوحجاج في الشيخ زويد». وتجري اشتباكات عنيفة بين المسلحين وقوات الجيش، تستخدم فيها مروحيات الأباتشي العسكرية، بحسب المصادر نفسها.
وفي وقت سابق أوضح الناطق باسم الجيش المصري، في بيان على صفحته على «فيس بوك»، أن «قرابة 70 عنصراً إرهابياً هاجموا بالتزامن خمسة كمائن (حواجز) في قطاع تأمين شمال سيناء». وأضاف أن هذه الهجمات أدت إلى «استشهاد وإصابة 10 أبطال من رجال القوات المسلحة» و«مقتل 22 إرهابياً». وقال مسؤولون أمنيون إن طائرات «إف 16» مصرية قصفت مواقع لمسلحين في تنظيم «داعش» في مدينة الشيخ زويد في شمال سيناء.
وتأتي هذه الهجمات بعد يومين من اغتيال النائب العام المصري، هشام بركات، بسيارة مفخخة، استهدفت موكبه في حي مصر الجديدة شرق القاهرة. ويعد بركات أرفع مسؤول حكومي يقتل منذ بدء الهجمات التي تعلن منظمات متطرفة تنفيذها.
كما تقع غداة انفجار سيارة تحتوي على متفجرات بشكل خاطئ في حي 6 أكتوبر غرب القاهرة، في حادث أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص يشتبه في أنهم مسلحون، ولاحقاً قتل مسلحون شرطياً خارج متحف الشمع في حلوان جنوب القاهرة. في السياق نفسه، اعلنت الشرطة المصرية مقتل تسعة مسلحين مشتبه بهم في تبادل لإطلاق النيران اثر مداهمة الشرطة لشقة كانوا يختبئون بها في غرب القاهرة.
وتأتي هذه المداهمة التي قالت الشرطة انها استهدفت مطلوبين في قضايا عنف في حي 6 اكتوبر غرب القاهرة. وأشارت المصادر الأمنية الى ان المسلحين فتحوا النار على قوة من الشرطة داهمت شقتهم لإلقاء القبض عليهم ما أدى الى مقتلهم جميعاً.
من جانبها، دانت السفارة الأميركية في القاهرة الهجمات الإرهابية في شمال سيناء. وأكدت السفارة في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني تضامنها ودعمها للجيش والشعب المصري في مكافحة الإرهاب.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news