كتاب توثيقي لأسماء الضحايا والمتهمين في "25 يناير"
يسجل كتاب توثيقي للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، أسماء 841 مصرياً قتلوا خلال ثمانية عشر يوماً، هي فترة الاحتجاجات التي بدأت يوم 25 يناير 2011، ونجحت في خلع الرئيس السابق حسني مبارك، كما يسجل أيضاً أسماء نحو 190 متهماً بالقتل.
ويقول كتاب "ضوء في درب الحرية.. شهداء ثورة 25 يناير"، الذي أهدي إلى "كل شهداء مصر"، إن يوم 28 يناير الذي أطلق عليه "جمعة الغضب"، كان أكثر الأيام دموية، إذ "استشهد" فيه 551، من بين 841 "شهيداً سقطوا خلال 18 يوماً" بداية من 25 يناير، منهم 811 تم التعرف على أسمائهم، وأماكن قتلهم وكيفية الوفاة في حين مازال 31 مجهولي الهوية.
والكتاب الإحصائي الذي يقع في 153 صفحة كبيرة القطع، يسجل الحالات التي تعرضت للمساومات من قبل ضباط متهمين بالقتل، للتنازل عن القضايا وكيف قاموا "بتهديدهم (أهالي القتلى) للضغط عليهم بإغراءات مالية، وصل ثمن الشهيد فيها مبلغ 30 ألف جنيه (مصري)، والمصاب وصل مبلغه إلى 15 ألف جنيه"، وإن البعض رفض التهديد في حين تنازل البعض عن الدعوى.
ولم يكن "الثمن" ثابتاً لكل ضحية.. ففي الإسكندرية قال "والد الشهيد محمد رمضان إنه تلقى عرضاً بمليون جنيه للتنازل عن القضية"، كما يسجل الكتاب الذي يقول إن بعض قيادات الدعوة السلفية البارزين بالإسكندرية، طالبوا "أهالي الشهداء والمصابين بالتنازل عن حق دماء شهداء الإسكندرية مقابل الدية".
ويسجل أيضاً أن ستة من أفراد الشرطة بمدينة الإسكندرية، متهمون بأكبر نصيب من القتل أو الإصابة، إذ يتهم هؤلاء الستة بقتل "94 شهدياً وإصابة 802"".
وقال جمال عيد مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان في مقدمة الكتاب، إنه يسجل أسماء 841 "شهيداً مصرياً خلال ثورة الكرامة في جولتها الأولى من 25 يناير-11 فبراير"، مضيفاً أن الخطأ وارد ولكن فريق العمل حاول تحري الدقة في حصر أسماء "شهداء ثورة يناير... وكل المتهمين بقتلهم وكل من أشارت له أصابع الاتهام... نعلم أن العديد من القتلة مازالوا مطلقي السراح وقد تغفل عنهم أيدي العدالة عن عجز أو تراخ أو تواطؤ لبعض الوقت لكنهم لن يفلتوا بجريمتهم كل الوقت".
وتابع أن "كل من خرج مطالباً بالحرية فهو شهيد، كل من خرج رافضاً الظلم فهو شهيد، كل من صاح في وجه الطغاة فهو شهيد"، مضيفاً أن القائمة مفتوحة، وأن العمل مستمر في إصدار قائمة ثانية.
وقالت الشبكة في بيان إنها ستصدر جزءا آخر يتضمن "شهداء الثورة بعد 11 فبراير 2011، وحتى يقف مسلسل سقوط الشهداء"، في إشارة إلى أحداث راح ضحيتها العشرات أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون "أحداث ماسبيرو"، في أكتوبر 2011، وتلتها مواجهات في الشهر التالي في شارع محمد محمود، ثم أحداث مجلس الوزراء في ديسمبر.