الجيش يطيح بمرسي ويكلف رئيس "الدستورية" بإدارة شؤون البلاد مؤقتاً

ملايين المصريين يبتهجون فرحاً في الميادين والشوارع - وكالات

أعلن وزير الدفاع المصري الفريق أول عبدالفتاح السيسي، القائد العام للقوات المسلحة، مساء أمس، تعطيل العمل بالدستور مؤقتاً وتكليف رئيس المحكمة الدستورية، بادارة شؤون البلاد بشكل مؤقت في اطار خارطة طريق تهدف إلى الخروج من الأزمة السياسية التي تمر بها مصر.

وقال السيسي في بيان إنه تم الاتفاق على خارطة الطريق والتي سيعمل الجيش على تنفيذها، لا تقصي أحداً من أبناء المجتمع وتياراته، مشيراً إلى ان الخارطة تتضمن أيضاً تشكيل حكومة كفاءات ولجنة تضم كافة الاطياف لمراجعة التعديلات الدستورية والبدء في الاعداد للانتخابات البرلمانية.

وأكد وزير الدفاع المصري أن القوات المسلحة استجابت لنداء جماهير الشعب المصري التى استدعت دورها الوطني وليس دورها السياسي، مشدداً على أن القوات المسلحة كانت هي بنفسها أول من أعلن ولا تزال وسوف تظل بعيدة عن العمل السياسي.

وقال إن القوات المسلحة المصرية، إنطلاقاً من رؤيتها الثاقبة، استشعرت أن الشعب الذي يدعوها لنصرته لا يدعوها لسلطة أو حكم، وإنما يدعوها للخدمة العامة والحماية الضرورية لمطالب ثورته، آملة وراغبة وملتزمة بكل حدود الواجب والمسئولية والأمانة.

وأشار إلى أن القوات المسلحة بذلت خلال الأشهر الماضية جهوداً مضنية بصورة مباشرة وغير مباشرة لإحتواء الموقف الداخلي وإجراء مصالحة وطنية بين كافة القوى السياسية بما فيها مؤسسة الرئاسة منذ شهر نوفمبر 2012، وأن هذه الجهود بدأت بالدعوة لحوار وطني إستجابت له كل القوى السياسية الوطنية وقوبل بالرفض من مؤسسة الرئاسة في اللحظات الأخيرة، ثم تتابعت وتوالت الدعوات والمبادرات من ذلك الوقت.

وأضاف أن القوات المسلحة تقدمت أكثر من مرة بعرض تقدير موقف إستراتيجي على المستوى الداخلي والخارجي تضمن أهم التحديات والمخاطـر التي تواجه الوطن على كل من المستوى الأمني والاقتصادي والسياسي والاجتماعي، ورؤية القوات المسلحة كمؤسسة وطنية لإحتواء أسباب الانقسام المجتمعي وإزالة أسباب الاحتقان ومجابهة التحديات والمخاطر للخروج من الأزمة الراهنة.

وأشار إلى أنه فى إطار متابعة الأزمة الحالية، اجتمعت القيادة العامة للقوات المسلحة برئيس الجمهورية يوم 22 يونيو الماضي، حيث عرضت رأى القيادة العامة ورفضها للإساءة لمؤسسات الدولة الوطنية والدينية كما أكدت رفضها لترويع وتهديد جموع الشعب المصري.

وقال إن الأمل كان معقوداً على وفاق وطني يضع خارطة مستقبل ويوفر أسباب الثقة والطمأنينة والاستقرار للشعب المصري بما يحقق طموحه ورجاءه، إلا أن خطاب الرئيس ليلة أمس الأول، وقبل إنتهاء مهلة الـ "48" ساعة جاء بما لا يلبي ويتوافق مع مطالب جموع الشعب المصري، مما استوجب من القوات المسلحة استناداً على مسئوليتها الوطنية والتاريخية التشاور مع بعض رموز القوى الوطنية والسياسية والشباب ودون إستبعاد أو إقصاء لأحد.

وأضاف أن المجتمعين اتفقوا على خارطة مستقبل تتضمن خطوات أولية تحقق بناء مجتمع مصري قوي ومتماسك لا يقصي أحداً من أبنائه وتياراته وينهي حالة الصراع والانقسام.

وأشار إلى أن هذه الخارطة تشتمل على تعطيل العمل بالدستور بشكل مؤقت، وأن يؤدى رئيس المحكمة الدستورية العليا اليمين أمام الجمعية العامة للمحكمة وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، على أن يتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شئون البلاد خلال المرحلة الإنتقالية لحين إنتخاب رئيس جديد لمصر، وأن لرئيس المحكمة الدستورية العليا سلطة إصدار إعلانات دستورية خلال المرحلة الانتقالية.

وأضاف أن خارطة المستقبل تتضمن تشكيل حكومة كفاءات وطنية قوية وقادرة تتمتع بجميع الصلاحيات لإدارة المرحلة الحالية وتشكيل لجنة تضم كافة الأطياف والخبرات لمراجعة التعديلات الدستورية المقترحة على الدستور الذي تم تعطيله مؤقتاً، ومناشدة المحكمة الدستورية العليا لسرعة إقرار مشروع قانون إنتخابات مجلس النواب والبدء فى إجراءات الإعداد للانتخابات البرلمانية ووضع ميثاق شرف إعلامي يكفل حرية الإعلام ويحقق القواعد المهنية والمصداقية وإعلاء المصلحة العليا للوطن.

وأشار إلى أن الخارطة تتضمن كذلك اتخاذ الإجراءات التنفيذية لتمكين ودمج الشباب فى مؤسسات الدولة ليكون شريكاً في القرار كمساعدين للوزراء والمحافظين ومواقع السلطة التنفيذية المختلفة، وتشكيل لجنة عليا للمصالحة الوطنية من شخصيات تتمتع بمصداقية وقبول لدى جميع النخب الوطنية وتمثل مختلف التوجهات.

ودعا وزير الدفاع المصري الفريق أول عبدالفتاح السيسي، القائد العام للقوات المسلحة، الشعب المصري بكافة أطيافه إلى الإلتزام بالتظاهر السلمي وتجنب العنف الذي يؤدي إلى مزيد من الإحتقان وإراقة دم الأبرياء، محذراً من أن القوات المسلحة ستتصدى بالتعاون مع رجال وزارة الداخلية بكل قوة وحسم ضد أي خروج عن السلمية طبقاً للقانون وذلك من منطلق مسئوليتها الوطنية والتاريخية.

وفي نهاية بيانه أكد الفريق السيسي أن القوات المسلحة توجه التحية والتقدير لرجال القوات المسلحة المصرية ورجال الشرطة والقضاء الشرفاء المخلصين على دورهم الوطني العظيم وتضحياتهم المستمرة للحفاظ على سلامة وأمن مصر وشعبها العظيم.

نــــقلاً عــن يوتــــــيوب

تويتر