السيسي يدعو المصريين الى التظاهر يوم الجمعة ضد الإرهاب
دعا وزير الدفاع وقائد الجيش المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي، اليوم، المصريين الى النزول الى الشارع يوم الجمعة القادم لمنح الجيش المصري "تفويضا" لمحاربة العنف والارهاب في البلاد.
وقال في كلمة بالعامية المصرية أمام حفل تخرج طلبة اكاديميتين عسكريتين "انا اطلب من المصريين طلبا يوم الجمعة، لا بد من نزول كل المصريين الشرفاء الامناء ليعطوني تفويضاً وأمراً لمواجهة العنف والارهاب".
واضاف "أريد ان ينزل كل المصريين ليظهروا للعالم ارادتهم وقرارهم كما فعلوا في 30/6 و3/7، وتفويض الجيش باتخاذ القرار اللازم لمواجهة هذا العنف وهذا الارهاب".
وكان يشير الى تاريخ التظاهرات الحاشدة التي شهدتها مصر للمطالبة برحيل مرسي في 30 يونيو الماضي ثم تاريخ عزل الجيش للرئيس الاسلامي في الثالث من يوليو الحالي.
وفور انتهاء كلمة السيسي اعرب القيادي الاخواني عصام العريان عن رفض جماعته لما أسماه "تهديد" وزير الدفاع. وقال العريان في حسابه على فيسبوك مخاطبا السيسي إن "تهديدك لن يمنع الملايين من الحشد المستمر، والشعب قال كلمته ضد الانقلاب ومع الشرعية الدستورية والديموقراطية".
واكد السيسي في كلمته انه حاول ان يقدم النصح والمشورة للرئيس المخلوع محمد مرسي الذي اشار اليه في كلمته بـ "الرئيس السابق"، غير أنه لم يقبل النصح مؤكدا "لم أخدع" الرئيس السابق و"هذا الجيش يؤمر فقط بارادة واوامر المصريين".
وقال "أرى أن هناك من يريد دفع البلاد، وأن ياخذها الى نفق خطير"، محذرا من أنه "لن ننتظر قيام مشكلة كبيرة".
وشدد على ان "خريطة الطريق لا يمكن التراجع عنها لحظة" في اشارة الى العملية الانتقالية الجارية في مصر منذ الاطاحة بمرسي، لكنه أكد في المقابل الاستعداد لتنظيم انتخابات باشراف دولي، وقال "نحن مستعدون لانتخابات يشرف عليها اهل الارض كلهم، الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي ومنظمة الفرنكفونية، نريد انتخابات يشهد لها العالم اجمع".
وتحدث السيسي مطولا في تفاصيل العلاقة بين قيادة الجيش والرئيس الاسلامي ومستشاريه وقال انه قدم ثلاث مرات "تقديرات استراتيجية للموقف وتطوراته وتوصياتنا بما هو مطلوب القيام به لتجاوز الازمات، هذا كلام موثق وكنا نفعل ذلك لاجل البلد"، لكن بلا جدوى .
وقال السيسي أنه منذ 28 يناير 2011 كان لديه "حوار بحكم الوظيفة" مع مختلف القوى السياسية والدينية والمجتمعية، و"كنت أقول للتيار الديني انتبه الى فكرة الدولة وفكرة الوطن، يجب أن تنتبه الى أن قيادة الدولة أمر في منتهى الحساسية، وتحتاج أن يكون من يتولاها رئيسا لكل المصريين".
وروى ما جرى بينه وبين اثنين من قادة الاخوان قبيل الأطاحة بمرسي، وقال "جلست الى اثنين من قياداتهم وقيل لمدة ساعة أنه لو حصلت مشكلة كبيرة (الاطاحة بالرئيس) سيكون هناك عنف كبير لأن هناك جماعات مسلحة وذلك بغرض اخافتي، قلت لهم هذا الامر الذي تفكرون فيه سيخرب الدنيا ، وإنه لأمر خطير جدا ان تفكروا في التعامل بعنف مع الشعب المصري او اي كان".
كما اشار الى المزاعم عن حدوث انقسام داخل الجيش ومساعي لاشاعة الفوضى باستخدام السلاح في الآونة الاخيرة، وقال "أرى سلاحاً وأزياء عسكرية تهرب من دول كثيرة ثم يقال أن جزأ من الجيش انقسم يعني مؤامرة، وسيقال في الفترة قادمة جزء من الجيش يقاتل الجيش"، مؤكدا "هذا كلام خطير جدا" و"الجيش المصري على قلب رجل واحد، ولا ينفع معه مثل هذا الكلام عن جهاد وخلط اوراق".
وشدد السيسي على أن "الشرعية يمنحها الشعب بالصندوق لكن يستطيع سحبها ورفضها، ولا بد من احترام هذا"، موضحا "ليس معنى ذلك أني أريد عنفاً أو إرهاباً"، مكررا عبارته "مصر أم الدنيا وستبقى"، و"يوم الجمعة موعدنا مع المصريين".