استمرار وصول الوفود المشاركة.. و«الجامعة» حريصة على توفير الدعم.. والأحزاب تستعد لـ «البرلمانية»

مصر: ضربات استباقية ضدّ الإرهابيين استعــداداً لـ «تنصيب الرئيــــس» غداً

مصريون يحتفلون برئيسهم المنتخب الجديد أمام قصر الاتحادية الرئاسي في القاهرة أول من أمس. أ.ب

قال مساعد وزير الداخلية المصري للأمن العام، اللواء سيد شفيق، إن «قوات الشرطة بالتعاون مع القوات المسلحة، أعدت خطة أمنية محكمة، لتأمين كل من المحكمة الدستورية وقصر القبة وقصر الاتحادية، استعداداً للاحتفال بتنصيب الرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسي» غداً، وفيما يتوالى وصول الوفود المشاركة في حفل التنصيب، أكدت جامعة الدول العربية حرصها على مواصلة التعاون التام مع الإدارة المصرية الجديدة، وتوفير كل الدعم اللازم لمصر، وأكدت مشاركتها في حفل التنصيب، بينما تحسم الأحزاب والقوى السياسية المصرية، خلال الأيام المقبلة، موقفها من التحالفات الانتخابية، لخوض انتخابات مجلس النواب المقبلة.

وتفصيلاً، أضاف اللواء شفيق في تصريحات تلفزيونية، أن قوات الشرطة أعدت خطة أمنية مسبقة على مدى ثلاثة أيام، لتمشيط كل الأماكن والشقق المحيطة والمجاورة للأماكن التي من المقرر أن يوجد فيها الرئيس المنتخب غداً، إضافة إلى توجيه الضربات الاستباقية لبعض العناصر الإرهابية.

يأتي ذلك في وقت توالت الوفود العربية والإفريقية والأجنبية على الوصول إلى القاهرة للمشاركة في حفل تنصيب الرئيس الجديد.

وفي رسالة تهنئة بعث بها الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي، إلى الرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسي، أكد العربي أهمية التعاون بين الجانبين لتطوير منظومة العمل العربي المشترك، والارتقاء بآليات عملها لتكون أكثر استجابة وقدرة على الاضطلاع بمسؤولياتها في التعامل مع المتغيرات والتحديات الكبرى الراهنة. ومن المقرر أن يشارك العربي على رأس وفد من جامعة الدول العربية في حفل تنصيب الرئيس المصري المنتخب.

من جانبها، هنأت رئيسة بعثة المراقبين العرب إلى الانتخابات الرئاسية المصرية السفيرة هيفاء أبوغزالة، الرئيس المصري المنتخب، وعبرت عن أملها في أن تشهد الدولة المصرية صفحة جديدة، يسير فيها الشعب المصري وفق خريطة الطريق التي بدأها، واستكمالها بإجراء الانتخابات البرلمانية.

وأكدت أهمية المرحلة المقبلة للرئيس الجديد، خصوصاً مع وجود ملفات عدة، منها مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والتعامل مع المشكلات الاقتصادية.

ورأت أبوغزالة ان مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لعقد مؤتمر مانحين لدعم مصر، تأتي في إطار رؤية خادم الحرمين الشريفين لتقديم الدعم للدول العربية كافة التي تعاني أزمات خصوصاً مع حرص المملكة قيادة وحكومة وشعباً على استقرار مصر. واعتبرت ان مبادرة خادم الحرمين بمثابة تجسيد واقعي وحقيقي للتضامن العربي.

وهنأ الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الرئيس الجديد عبدالفتاح السيسي، وذكّرا بتمسكهما باتفاق السلام الموقع بين البلدين. وجاء في بيان لمكتب نتنياهو، أن رئيس الوزراء تحدث مع السيسي و«هنأه على فوزه» في الانتخابات التي جرت في 26 و27 مايو.

وأشار نتنياهو إلى «الأهمية الاستراتيجية للعلاقات بين الدولتين، وللمحافظة على اتفاق السلام، وتمنى للشعب المصري مستقبلاً قائماً على الاستقرار والازدهار والسلام»، بحسب البيان.

وأعلن مكتب بيريز من جهته، أن الرئيس الإسرائيلي قال للسيسي، ان إسرائيل «ملتزمة بالمحافظة على معاهدة السلام بين إسرائيل ومصر، وبتعزيز التعاون»، بين الدولتين. وتمنى بيريز أيضاً للمصريين «الازدهار والنجاح».

وتحسم الأحزاب والقوى السياسية، خلال الأيام المقبلة موقفها من التحالفات الانتخابية، لخوض الانتخابات البرلمانية، رغم أن نسبة القوائم بالانتخابات 20%، إلا أن الأحزاب تسعى لتشكيل قائمة موحدة على 600 مقعد، من خلال التنسيق بين الأحزاب لمواجهة مساعي خوض «الإخوان المسلمين» للانتخابات البرلمانية، من خلال قيادات الصف الثالث والوجوه غير المعروفة.

كما تسعى أحزاب أخرى لتشكيل تحالف انتخابي يلعب دور المعارضة في البرلمان المقبل، فيما قام «اليوم السابع» برصد التحالفات التي ظهرت بوادرها خلال الأيام الماضية.

وتتجه الأحزاب الداعمة للمرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، التي تضم حزب التحالف الشعبي وحزب الدستور وحزب الكرامة وحزب العدل والتيار الشعبي وتيار الشراكة الوطنية، إلى تكوين تحالف سياسي انتخابي في انتخابات مجلس النواب.

ونقلت صحيفة «اليوم السابع» عن مصادر سياسية، أن هذه الأحزاب تسعى لتكوين تحالف انتخابي يخوض الانتخابات البرلمانية، لتكوين تيار معارض داخل البرلمان، يكون له دور في اختيار الحكومة.

وبدأت القوى السياسية والأحزاب المدنية الداعمة للسيسي، ترتيب أوراقها استعداداً لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة كتحالف انتخابي واحد، وذلك تحسباً لما تردد حول محاولات إخوانية لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة.

ويسعى هذا التحالف لحصد الأغلبية البرلمانية التي تمكنها من تشكيل الحكومة المقبلة، حيث بدأت الترتيبات من خلال اجتماع دعا له أمين عام جامعة الدول العربية السابق ورئيس لجنة الخمسين، عمرو موسى، حضره رئيس جهاز المخابرات العامة الأسبق، اللواء مراد موافي، مع وزير الداخلية السابق، وأمين عام جبهة مصر بلدي، اللواء أحمد جمال الدين، ورئيس حزب الوفد السيد البدوي، ورئيس حزب التجمع سيد عبدالعال، ورئيس حزب المؤتمر، السفير محمد العرابي، وعدد من الشخصيات العامة، لمناقشة قانون الانتخابات البرلمانية.

وقالت مصادر مقربة من مراد موافي، إن هذا التحالف يهدف إلى خوض الانتخابات البرلمانية من قائمة واحدة تنافس على 600 مقعد بالبرلمان، وأضافت أن التحالف يسعى لحصد الأغلبية البرلمانية وتشكيل ظهير سياسي للرئيس السيسي، يمكنه من وضع تشريعات مهمة تحتاجها التنمية الاقتصادية والأمنية، دون وجود قوى قد تحاول الإضرار به وتعطيل خطته، بدلاً من غياب حزب له، لافتة إلى أن السيسي لن تكون له علاقة مباشرة بتلك الكتلة.

ورغم إعلان جماعة الإخوان وتحالفها المسمى «التحالف الوطني لدعم الشرعية» مقاطعة الاستفتاء على دستور 2014، والانتخابات الرئاسية، إلا أن الجماعة أعطت الضوء الأخضر لأعضائها لبحث أمر التحالفات الانتخابية مع الأحزاب المكونة للتحالف، وكذلك الأحزاب التي لديها أهداف قريبة من الجماعة وحزبها السياسي الحرية والعدالة.

جاءت البداية عندما حضر القيادي بحزب الحرية والعدالة أشرف بلال ندوة عقدها مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ليعرض وجهة نظر الحزب بشأن قانون مجلس النواب، وأكد القيادي بالحزب ان الحرية والعدالة ليس لديه أي مانع من المشاركة في الانتخابات البرلمانية، وذلك من أجل أن يكون له دور في الحياة السياسية خلال الفترة المقبلة. ويسعى حزب الحرية والعدالة إلى تكوين تحالف واسع يضم الأحزاب التي شاركت جماعة الإخوان في تكوين تحالف دعم أهدافها، ورغم عدم إعلان اغلب أحزاب التحالف موقفها النهائي من خوض الانتخابات البرلمانية، إلا أن الجميع يلتزم بقرار التحالف الذي يصدر بشكل نهائي بموقف كل الأحزاب المكونة له، وهم «الحرية والعدالة، البناء والتنمية، الوسط، الوطن، والأصالة، الفضيلة، الاستقلال، الحزب الإسلامي».

وتبحث الجماعة وحزبها السياسي الدفع بعناصر الصف الثاني والثالث، خصوصاً الشخصيات غير المعروفة في البرلمان، وستحاول استغلال وجود 80% من النسب للفردي من أجل الدفع بتلك الشخصيات في الدوائر الانتخابية. يأتي ذلك بينما يغرّد حزب النور منفرداً في الانتخابات البرلمانية، معتمداً فقط على تأهيل كوادره، وشعبيته التي اكتسبها منذ الانتخابات البرلمانية السابقة، ويعتمد النور على اللقاءات التي يعقدها مع كوادره في المحافظات بجانب التواصل مع شخصيات ذات خبرة برلمانية في الدوائر الانتخابية الموجودة فيها.

 

 

تويتر