السيسي يعود «ضحية التحرش» ويعتذر لها.. وشيخ الأزهر يطالب بتوقيع أقصى عقوبة
واشنطن تنظر بإيجابية للتطورات الأخيرة في القاهرة ومستعدة لدعم الاقتصاد
استقبل نائب وزير الخارجية المصري للشؤون الإفريقية، السفير حمدي سند لوزا، أمس، وفداً أميركياً برئاسة كبير مستشاري وزير الخارجية الأميركي السفير ديفيد ثورن، ومستشار الخارجية الأميركية السفير توماس شانون، حيث صرحت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جين بساكي، بأن مباحثات ثورن وشانون في القاهرة مع المسؤولين في مصر تأتي استكمالاً لمباحثاتهما التي جرت بالقاهرة في شهر أبريل الماضي، حيث تنظر واشنطن بإيجابية للتطورات الأخيرة في مصر ومستعدة لدعم اقتصادها، وفي وقت عاد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ضحية التحرش في ميدان التحرير مقدماً لها الاعتذار عما حدث لها، طالب شيخ الأزهر بتوقيع أقصى عقوبة على المتحرشين ليكونوا عبرة.
وتفصيلاً، أعرب الوفد الأميركي عن التهنئة لنجاح الانتخابات الرئاسية وتولي الرئيس عبدالفتاح السيسي، مؤكداً أن واشنطن تنظر بإيجابية للتطورات الأخيرة في مصر. وأشار السفير ثورن، إلى الاتصال الذي أجراه الرئيس أوباما بالرئيس السيسي، أمس لتهنئته والتأكيد على دعم الولايات المتحدة لمصر وتطلعها للعمل معاً والتشاور والتنسيق بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وذكر السفير لوزا، في تصريحات صحافية إلى أن الفترة المقبلة ستشهد نشاطاً مصرياً مكثفاً بعد إعلان تشكيل الحكومة، وأن مصر جادة في تطبيق برنامج إصلاح اقتصادي برؤية مصرية، وأننا نتطلع إلى دعم الولايات المتحدة والشركاء الدوليين في هذا الصدد.
وفي ضوء دعوة مصر للمشاركة في مؤتمر الولايات المتحدة للطاقة في إفريقيا الذي عقد في الفترة من 2 إلى 4 يونيو 2014 بأديس أبابا، ذكر السفير لوزا أن مصر تعد لمشاركة فاعلة في قمة الولايات المتحدة ـــ إفريقيا في أغسطس المقبل، في واشنطن وأنه جار التنسيق لضمان مشاركة من القطاع الخاص المصري لدعم العلاقات التجارية المصرية الأميركية وتعزيز التعاون المشترك في إفريقيا.
وذكر ثورن، أنهم أجروا عدداً من المقابلات المثمرة خلال الزيارة وأنهم سيواصلون التشاور والتنسيق مع المسؤولين المصريين للتعرف إلى رؤية مسؤولي الحكومة المصرية الخاصة بالخطط الاقتصادية المستقبلية، حيث أعرب الجانب الأميركي عن استعداده لدعم هذه الخطط.
في السياق نفسه، أشارت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جين بساكي، في تصريحات صحافية، أول من أمس، إلى أن المباحثات تتركز حول دعم العلاقات المصرية الأميركية وضرورة اتخاذ المزيد من الخطوات على طريق التحول الديمقراطي.
من ناحية أخرى، وصفت بساكي مقاطع الفيديو الذي أظهرت أحداث التحرش التي وقعت أخيراً في مصر بأنها «صادمة» للمصريين، وأيضاً للولايات المتحدة، قائلة إن «الاعتداءات الجنسية ضد المرأة في مصر هي مثار قلق ليس فقط للمصريين، وإنما للولايات المتحدة والمجتمع الدولي أيضاً». ونوهت بساكى في هذا الخصوص بالرسالة السريعة التي وجهها الرئيس عبدالفتاح السيسي الخاصة بضرورة التصدي بحسم للتحرش الجنسي.
وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي، زار وبصحبته وزير الدفاع والإنتاج الحربي، الفريق أول صدقي صبحي، ورئيس أركان حرب القوات المسلحة، الفريق محمود حجازي، السيدة ضحية التحرش في ميدان التحرير، وقدم لها اعتذاراً عما حدث، ووعدها بمحاسبة مرتكبي الحادث.
وقال السيسي مخاطباً السيدة: «حقك علينا، لا تغضبي حمدالله على السلامة، وأنا تحت أمرك». وتابع قائلاً: «أتحدث إلى كل مصر، وأقول للقضاء عرضنا ينتهك في الشوارع وهذا لا يجوز، حتى لو كانت حالة واحدة، وأقول للإعلام هناك مسؤولية علينا وعلى الجميع، الإعلام والشرطة والقضاء ولكل رجل عنده نخوة وشهامة أقول له عيب عليك أن تترك هذه الحالة تحدث أو تتكرر مرة أخرى».
وخاطب السيسي «ضحية التحرش» قائلاً: «أنا أعتذر لك وكدولة لن نسمح بذلك مرة أخرى، وستكون لنا إجراءات في منتهى الحسم، وجئت إلى هنا لأقول لك ولكل سيدة مصرية أنا آسف، أعتذر لكن كلكن سامحنني». وحين اشتكت «ضحية التحرش» للرئيس من انتشار الفيديو، لاسيما أن لديها ابنة صغيرة يمكن أن تشاهده، قام السيسي بالاعتذار منها مجدداً.
بدوره، استنكر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، ما وصفه بـ«الحادث الحيواني البَشِع» الذي ارتكبه بعض الشباب «الفاسد» في ميدان التحرير، «من دون حياء أو خجل أو مُراعاة لحرمات الله والمجتمع».
وناشد شيخ الأزهر، في بيان صحافي صدر أمس، كلَّ المسؤولين والجهات المعنيَّة سُرعة تقديم هؤلاء المجرمين للعدالة وتوقيع أقصى عقوبة يفرضها القانون لمثل هذه الجرائم اللاإنسانية، حتى يكونوا عبرة لغيرهم ممن لا دين لهم ولا شرف.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news