«الفهلوة الصينية» كسبت جولة المبيعات الأولى
«فانوس السيسي» يستبق رمضان في شوارع مصر
أغرق «فانوس السيسي» أسواق القاهرة والمحافظات، منذ أوائل شهر شعبان الجاري، حيث أطل من واجهات المحال، مرتديا زي الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، حينما كان ببذلته العسكرية، أثناء توليه وزارة الدفاع ومتدثرا بعلم مصر. ويتجسد الفانوس في أشكال عدة، ويأخذ أسماء مختلفة، منها «فانوس السيسي تسلم الأيادي»، و«فانوس السيسي تحيا مصر»، و«فانوس السيسي رمضان جانا»، و«فانوس وحوي يا وحوي»، ويضم تشكيلات بعضها صامت، مكتفيا بمجسم عسكري للرئيس المصري وإضاءة ملونة محببة، وبعضها الآخر مرتبط بأغنيات، مثل «تسلم الأيادي»، و«بشرة خير».
وقال بائع الفوانيس أيمن العسيري إن «فانوس السيسي» هو «الأعلى في سوق فوانيس العام الجاري، حيث تراوح سعره بين 70 و80 جنيها، وبعده بمسافة الفوانيس النحاسية التي وصلت إلى 30 جنيهاً، ثم الفوانيس العادية التي تباع بـ10 جنيهات». وأضاف العسيري «أن المفارقة السلبية هي أنه رغم المناخ السياسي الجاري في مصر، فإن (الفهلوة الصينية) هي السباقة والأكثر شطارة في عالم التجارة، فقد اختطف الصينيون الفكرة، وصنعوا فانوس السيسي، فكسبوا الجولة الأولى، ثم باعوه منذ مطلع شعبان، أي قبل رمضان بزمن، وقبل أن يتم افتتاح سوق الفوانيس، فكسبوا الجولة الثانية والنهائية، وغمروا الأسواق المصرية، وضمنوا مبيعات هائلة». لكنّ معاوناً للعسيري قال لنا إن منافسين مصريين لحقوا بالمنافسة، وصنعوا «فانوس السيسي - صناعة مصرية»، ومنهم (أم محمد) التي لها «يوتيوب» شهير، (أم محمد تصنع قانوس السيسي حبا في الرئيس).
وقال تاجر آخر، في سوق الموسكي، إن «فانوس السيسي ليس الوحيد الذي يعبر عن المناخ الوطني وروح الابتهاج باسترداد الدولة المصرية من وجهة نظر قطاعات شعبية، فهناك فوانيس بالبذلة العسكرية، وفوانيس على شكل فرقة جيش، وفوانيس على شكل صواريخ ودبابات ومدرعات».
وضحك والد أحد المشترين، حينما سألته «الإمارات اليوم» عن مدى تقبله لتحويل فانوس أطفال إلى فكرة سياسية، وقال «الأطفال يعيشون معنا لحظة بلحظة في السنوات الثلاث الماضية، وهم ينزلون الميادين ويطالعون التلفزيونات، ويسمعون الاغاني نفسها الموجودة في الفوانيس، وبالتالي حينما تقول لهم فانوس السيسي، فأنت لا تقول لهم شيئاً غريباً، كما أن الدعاية التجارية، وحكاية الأطفال لبعضهم وعنصر التقليد، جعلهم يطلبونه بأنفسهم من آبائهم بإلحاح».
من جهته، قال الباحث التاريخي، د.صابر نايل، لـ«الإمارات اليوم»، التي استطلعت رأيه عن الظاهرة، إن فكرة فانوس رمضان ظهرت في الأصل في ظروف سياسية، وبالتالي ليس غريبا أن تتجدد أشكالها في ظروف سياسية، فقد ظهرت في الأصل في الخامس من رمضان عام 358 هجرية، لدى دخول المعز لدين الله الفاطمي مصر في موكب ابتهاجي، وتم استقباله بالفوانيس الملونة، وبالتالي يجب ألا نفاجأ حينما نراها كشكل تتأثر وتتغير بالمناخات السياسية وتعبر عنها، وتاريخيا عرفت مصر فوانيس تعبر عن أحداث وزعامات سياسية مثل «فانوس البرلمان»، و«فانوس فاروق»، وبالتالي ما يجري ليس جديدا.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news