بطول 72 كيلومتراً.. وكلفة 4 مليارات دولار.. والتنفيذ خلال عام

مصر تُطلق مشروعاً لحفر قناة سويس جديدة

صورة

أطلق الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، أمس، مشروعا لحفر قناة سويس جديدة، موازية للقناة الحالية، ينفذ خلال عام بكلفة أربعة مليارات دولار، على أن يتم التمويل من عائدات أسهم تطرح على المصريين وحدهم.

وظهر السيسي على شاشة التلفزيون الرسمي، وقد ضغط على زر مطلقاً أصوات انفجارات ودخانا أسود، إيذاناً ببدء أعمال الحفر في قناة سويس جديدة. وشارك عدد من الشبان والبنات في عمليات حفر رمزية في الرمال.

وقال، في كلمة قصيرة قبل الضغط على الزر «نأذن نحن عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية ببدء حفر قناة السويس الجديدة، لتكون شرياناً إضافياً للخير في مصر ولشعبها العظيم وللعالم أجمع، حفظ الله مصر وشعبها، إن شاء الله نفتتح القناة السنة المقبلة».

وأضاف أن تمويل حفر قناة السويس الجديدة سيكون من عائدات أسهم تطرح على المصريين وحدهم، مشيراً إلى حساسية المصريين تجاه الملكية الأجنبية للقناة، التي أممها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر عام 1956، الأمر الذي أشعل العدوان الثلاثي على مصر من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل. وسبق أن رفض الجيش المصري مشروعاً مماثلاً لتطوير القناة.

وبرر السيسي - قائد الجيش آنذاك - استبعاد هذا المشروع بـ«دواعي الأمن القومي، واعتبارات الأمن في سيناء»، مضيفا أن «وزارة الدفاع قالت إن هذا ضد الأمن القومي المصري».

وكرر السيسي، أمس، نداءات أطلقها من قبل للمصريين، من أجل أن يتبرعوا لصندوق، قال إن حصيلته يجب أن تكون 100 مليار جنيه، لتنفيذ مشروعات تنمية، لكن يبدو أن حصيلة الصندوق لم تتجاوز بضعة مليارات، بحسب صحف محلية. وأضاف السيسي أن مشروع تنمية منطقة قناة السويس سيكون «تحت إشراف القوات المسلحة». وقال إن القوات المسلحة ستنفذ منفردة جزءا من المشروع لم يحدده.

وفي حفل بالمناسبة، سبق إطلاق المشروع، أمس، بمدينة الإسماعيلية، قال رئيس هيئة قناة السويس، مهاب مميش، إن القناة الجديدة ستكون بطول 72 كيلومتراً، وستتكلف أربعة مليارات دولار، وتأتي في إطار مشروع للتنمية في منطقة القناة الحالية. وأضاف أن «قناة السويس الجديدة موازية للقناة الحالية، بإجمالي طول 72 كيلومتراً، منها 35 كيلومتراً حفر جاف، و37 كيلومتراً توسعة وتعميق (للقناة الحالية)».

ويبلغ طول قناة السويس نحو 190 كيلومتراً، الأمر الذي يجعل القناة الجديدة فرعا للقناة الأصلية بطول 72 كيلومتراً. وأوضح مميش أن المشروع سيتيح مليون فرصة عمل للمصريين، وأن تحالفات شركات محلية وأجنبية ومكاتب خبرة عالمية ستشارك في تنفيذه.

وقال إن «حفر القناة الجديدة، مع تنفيذ مشروع تنمية قناة السويس، من شأنه جعل مصر مركزاً صناعياً وتجارياً ولوجستياً عالمياً، يجعل من مصر قبلة للاقتصاد، وحركة التجارة العالمية، وسيزيد فرص الاستثمار الوطني والأجنبي، وسيزيد الدخل القومي المصري والعملة الصعبة، ويضاعف من دخل قناة السويس».

وأشار مميش إلى أن الفترة المقدرة لإنجاز المشروع ثلاث سنوات، لكن السيسي حدد للقوات المسلحة في كلمته التي تلت كلمة رئيس هيئة قناة السويس، في الحفل الذي سبق إطلاق المشروع عاما واحدا، اعتبارا من اليوم لإنجاز الحفر. وقال مخاطبا رئيس هيئة أركان القوات المسلحة ورئيس الهيئة الهندسية، اللذين حضرا الحفل «بعد عام نفتتح المشروع الجديد».

ووصف مميش إطلاق المشروع بأنه «حدث تاريخي مهم»، مضيفا «نحن مقبلون على حقبة اقتصادية جديدة في تاريخ مصر، من أجل عيشة كريمة وحياة أفضل يستحقها هذا الشعب». وتشرف على إنشاء المشروع لجنة وزارية، يرأسها رئيس مجلس الوزراء إبراهيم محلب. وقناة السويس أقصر ممر ملاحي بين أوروبا وآسيا، وتدر إيرادات تبلغ نحو خمسة مليارات دولار سنوياً، ما يجعلها مصدراً حيوياً للعملة الصعبة لمصر التي تعاني تراجع السياحة والاستثمار الأجنبي، منذ ثورة يناير التي أطاحت الرئيس السابق حسني مبارك.

نقلاً عن "يوتيوب"

تويتر