مشايخ سيوة يصفون المشروع بالنقلة الحضارية للواحة
إنشاء أكبر محطة كهرباء بــالطـاقة الشمسية في مصر بدعم إماراتي
كشف محافظ مرسى مطروح المصرية، اللواء بدر طنطاوي الغندور، أمس، عن الانتهاء من إنجاز قرابة 40% من مشروع إقامة أكبر محطة توليد كهرباء بالطاقة الشمسية، ضمن مشروعات المنحة الإماراتية لمصر، التي يبلغ مجموعها 4.9 مليارات دولار، فيما أعرب مشايخ وأهالي سيوة عن ثقتهم بأن المشروع نقلة حضارية هائلة للواحة، ونقطة انطلاق لأحلامهم الاستثمارية المتوقفة منذ عقود على عنصر توافر الطاقة، وأعربوا عن شكرهم للإمارات.
وتفقدت «الإمارات اليوم»، مع مجموعة من وسائل الإعلام، المشروع على أرض واحة سيوة، حيث أكد تنفيذيون في المشروع ومسؤولون وأهالٍ أهميته سواء على صعيد حل مشكلة الإنارة بشكل جذري، كون محافظة مطروح الأكبر مساحة في مصر، حيث تبلغ 166.56 كم مربع (16% من مساحة مصر)، وتتكون من تجمعات متباعدة، أو على صعيد المستقبل الاستثماري، حيث تعد سيوة مركزاً لصناعات المنتجات الزراعية كالبلح والزيتون، وصناعة المياه الطبيعية والمعدنية والملح، وحاضنة لعشرات القرى السياحية.
وقال الغندور إن المشروع القائم على توليد طاقة كهربائية بالألواح الشمسية سيولد 751 ألف ميغاواط سنوياً، ترتبط بالشبكة الكهربائية الموجودة وتوفر خمسة ملايين لتر سنوياً، وهو أمر بالغ الأهمية في ظل ظروف أزمة الوقود التي تشهدها مصر حالياً، في الوقت الذي تخفض انبعاث ثاني أكسيد الكربون وحجم التلوث.
وتابع أن المشروع باكتماله سينتج نحو 10 ملايين ميغاواط لا تحتاج منها سيوة ببنيتها الحالية أكثر من أربعة مليون ميغاواط، وستتم الاستفادة بالبقية في الشبكة القومية، كما ستمثل دعماً استباقياً للمشروعات التنموية المستقبلية في مطروح ومصر، التي يشكل الاعتماد على الطاقة عنصراً جوهريا في خطط إقامتها.
واستطرد الغندور أن استخدام الطاقة الشمسية هو الأمثل في محافظة مطروح المترامية الأطراف، التي تضم تجمعات بسيطة وأخرى كبيرة متناثرة، وبعضها يقع على بعد 20 كم من مطروح والآخر على بعد 300 كم، وتملك شركة «مصدر»، القائمة على المشروع، خبرة واسعة في التعامل مع مناطق بهذه الوضعية، وأشار إلى أن «الدراسات الخاصة بالمشروع بدأت منذ شهور لكن التنفيذ انطلق في الأول من أغسطس 2014، وكان من المخطط الانتهاء منه في 30 أبريل 2015، لكن الشركة قررت تكثيف جهودها ليتم الانتهاء في 30 يناير المقبل، أي بفارق ثلاثة أشهر عن التاريخ المقرر، وقد بلغت نسبة الإنجاز حتى الآن ما يقارب 40%».
ورداً على سؤال لـ «الإمارات اليوم» حول تأثير المشروع المباشر في أهالي محافظة مطروح، قال الغندور إن للمشروع شقين، أحدهما يتعلق بالمشروعات والاستثمار، والآخر بالأهالي حيث الإنارة، وفي ما يخص الأولى فبالتأكيد ستعود ثمارها رواجاً وعمالة على الأهالي، أما في ما يتعلق بالشق الآخر فنحن انتهينا من إقامة ثلاث قرى تعتمد كلية على الطاقة الشمسية، كما أننا نعتزم التوسع في ذلك، ونقوم أيضاً بتفعيل مشروعات تعتمد على الطاقة الشمسية مع الأهالي، كما نقوم بحملة توعية، حيث واجهنا صعوبات بسبب افتقاد الخبرة، كذلك وعدتنا شركة «مصدر» في مرحلة تالية بإجراء تطويرات لاستخدامات الأجهزة المنزلية بطريقة أسهل مع اتساع استخدام الطاقة الشمسية.
على صعيد ميداني، انتقلت «الإمارات اليوم» إلى واحة سيوة التي تبعد نحو 330 كم من مطروح، حيث يقام المشروع في قرية الشحايم، ورصدت الصحيفة إنجاز مرحلتي تسوية الأرض وتثبيت القوائم وتجهيز لوحات الخلايا الشمسية، كما رصدت وجود أعداد هائلة من الخلايا في إطار التخزين المؤقت.
وقال مدير المشروع بشركة «مصدر»، المهندس مهند الهادي، «إن جميع اللوحات الشمسية وعددها 72 ألف لوحة قد وصلت من الإمارات حالياً، وتم تركيب 25% منها أو تجهيزها على أرض الموقع، وسيتم تركيب البقية في توقيتين أبكر كثيراً من المتوقع»، وتابع أن اختيار سيوة مركزاً لأكبر محطة توليد كهرباء بالطاقة الشمسية في مصر تم لاعتبارين، أحدهما فني كون سيوة المنطقة الأطول تعرضاً للشمس من حيث عدد الساعات، والآخر لعنصر اقتصادي كونها مركزاً استثماريا واعداً، وأشار إلى أن المشروع مخصص له 146 فداناً تم استخدام 48 منها للمحطة.
وقال المسؤول عن مسح أرض المشروع، المهندس مصطفى حسين، إنه «تمت تسوية الجزء الأساسي في أرض المشروع، وهو 18 فداناً، بشكل متفاوت، حيث تمت تسوية 70% بشكل نهائي وجاهزة للتسليم، و20% بشكل جزئي، لكن يتبقى نحو 10% سيبدأ العمل بها قريباً».
وقال شيخ قبيلة الظنانين عبدالرحمن الدميري، إن «سيوة منجم ثروات لأهلها ولمطروح وتوافر الطاقة سيعيد تشكيل الحياة فيها، وستصبح منطقة جذب لكل المصريين، وأنا باسمي وباسم قبيلة الظنانين وكل قبائل سيوة أشكر القائمين على المشروع، وأشكر الإمارات على مساعدتها التي ذهبت في المكان الصحيح».
وقال شيخ قبيلة الجواسيس، مصطفى علي مسعود، إن سيوة قلعة زراعية وصناعية وسياحية جاهزة، فهي تضم 20 إلى 30 ألف فدان زراعي، وتنتج 10 آلاف طن بلح، و15 ألف طن زيتون، وبها ستة مصانع كبريت ومعاصر زيتون، وبها ملاحات تنتج الملح بكميات هائلة، ومصانع لتعبئة المياه الطبيعية والمعدنية اعتماداً على عيونها، علاوة على منتجعاتها الطبية وقراها السياحية، وعليه فإن مشروع الطاقة الشمسية سيمثل انقلاباً في تاريخها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news