مصر تؤجل مفاوضات التهدئة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل

قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن مصر أبلغت الفصائل الفلسطينية رسمياً تأجيل جولة المفاوضات غير المباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي في القاهرة، التي كان من المقرر أن تبدأ اليوم، فيما اعتقلت قوات الاحتلال ثمانية شبان خلال مواجهات في أحياء عدة مقدسية، احتجاجاً على قرار تأجيل تسليم جثمان الشهيد عبدالرحمن الشلودي.

وتفصيلاً، أوضح الناطق باسم حركة حماس، فوزي برهوم، في تصريحات صحافية، أن مصر أبلغت الحركة تأجيل جولة المفاوضات المعنية بتثبيت التهدئة ومناقشة خروقات الاحتلال الأخيرة وقضايا أخرى عدة، ولم يُحدد موعد قد تعقد فيه هذه اللقاءات غير المباشرة.

وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، خليل الحية، لفضائية «الأقصى» التابعة للحركة في غزة، إن السلطات المصرية أبلغتهم بتعذر سفر وفد حماس من غزة إلى مصر عبر معبر رفح، بسبب الظروف السائدة في سيناء. وذكر الحية أن الأوضاع في سيناء تسببت في تأجيل جولة المفاوضات غير المباشرة لتثبيت التهدئة حتى إشعار آخر.

من جهته، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، خالد البطش، للصحافيين في غزة، إن مصر أبلغتهم رسمياً بتأجيل مفاوضات تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار، على أن يجرى تحديد موعد جديد لها في وقت لاحق.

وأغلقت مصر، أول من أمس، معبر رفح مع قطاع غزة حتى إشعار آخر، بعد هجوم انتحاري استهدف قواتها المسلحة في سيناء، وأدى إلى مقتل 30 جندياً وجرح العشرات.

وكان مقرراً أن تجرى اليوم الجولة النهائية من المفاوضات غير المباشرة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، بموجب اتفاق التهدئة الذي أعلنته مصر في 26 أغسطس الماضي، وأنهى قتالاً استمر 51 يوماً بين الجانبين. في الأثناء، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ثمانية شبان، وأصابت العشرات، خلال مواجهات اندلعت فجر أمس في أحياء مقدسية عدة احتجاجاً على قرار تأجيل تسليم جثمان الشهيد عبدالرحمن الشلودي، وفرض شروط على دفنه.

وقال مدير مركز معلومات وادي حلوة، جواد صيام، إن مواجهات عنيفة اندلعت في معظم أحياء بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، أشدها في «رأس العامود وبئر أيوب وعين اللوزة والثوري وصويح»، واعتقلت خلالها قوات الاحتلال خمسة شبان على الأقل. وأضاف أن قوات الاحتلال أصابت المئات بالاختناق جراء تصويبها مركبة المياه العادمة تجاه منازل المواطنين، وجراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، ومن بين المصابين حالة اختناق حرجة لطفل رضيع، فضلاً عن إصابة عدد من الشبان بالأعيرة المطاطية، بينهم المسعف عمر سدر. وأشار صيام إلى أن مواجهات اندلعت في بلدة بيت حنينا شمال القدس المحتلة، اعتقلت قوات الاحتلال خلالها ثلاثة شبان، لافتاً إلى مواجهات مماثلة جرت في البلدة القديمة ومخيم شعفاط والعيسوية وجبل المكبر والطور، وبعضها لايزال مستمراً.

على صعيد آخر، أكد وزير الشؤون الاجتماعية والزراعة الفلسطيني، شوقي العيسة، أن رواتب الموظفين المدنيين في قطاع غزة ستصرف قبل نهاية الأسبوع. وأوضح العيسة في تصريحات له في غزة أن الأمم المتحدة ستحول أموال الرواتب قبل نهاية الأسبوع الجاري، ليتم صرفها عبر مكاتب البريد في قطاع غزة. وقال العيسة إن الأمم المتحدة خرقت القانون الدولي بقبولها اتفاق «سيري» لإدخال مواد البناء إلى القطاع، داعياً إياها إلى مراجعة الاتفاق، وما كان لها أن تتعامل إلا في موضوع رفع الحصار فقط.

وأوضح أن الحكومة سلمت «سيري» ورقة تحفظات كاملة على الاتفاق، مشككاً في قدرته على إعادة إعمار غزة.

يذكر أن الأمم المتحدة توصلت إلى اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين، يقضي بالسماح بدخول مواد البناء بغرض إعادة الإعمار في قطاع غزة، على أن تراقب المنظمة الدولية آليات استخدام المواد، وضمان عدم استعمال «حماس» لها في أغراض أخرى، حيث قال مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط، روبرت سيري، يوم 16 من شهر سبتمبر 2014، إن الأمم المتحدة وإسرائيل والسلطة الفلسطينية توصلت لاتفاق للسماح ببدء أعمال إعادة الإعمار في غزة، مع مراقبة المنظمة الدولية لاستخدام المواد، وإعطاء دور قيادي للسلطة الفلسطينية في جهد إعادة الإعمار، مع تقديم تأكيدات أمنية من خلال مراقبة الأمم المتحدة على أن تلك المواد لن تحول عن غرضها المدني الكامل.

الأكثر مشاركة