«المشاريع التنموية الإماراتية» ينفذ 51% من مبانٍ لسكن طلاب الأزهر
قام وفد من المكتب التنسيقي للمشاريع التنموية الإماراتية بجمهورية مصر العربية، بتفقد عدد من المشروعات التي تنفذها الإمارات العربية المتحدة بمحافظتي القاهرة والجيزة. وشارك في الجولة رئيس جامعة الأزهر عبدالحي عزب، ورئيس مجلس إدارة، والعضو المنتدب، للشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات (فاكسيرا) نبيل الببلاوي، كما حضرها أيضاً وفد من الإعلاميين والصحافيين. وبدأت الجولة بزيارة إلى مجمع الأزهر الشريف، حيث يجري العمل فيه على قدم وساق للانتهاء من المباني الجديدة لسكن الطلاب، وامتدت لتشمل شركة (فاكسيرا)، حيث تفقد الزوار تطورات العمل في خطوط إنتاج الأمصال الصحية والأنسولين.
وتقوم الدولة بإنشاء أربعة مبان لسكن طلاب جامعة الأزهر بمجمع الأزهر الشريف بمدينة نصر. توفر 81 وحدة سكنية لإقامة الطلاب، وذلك ضمن المشاريع التنموية الإماراتية لتخفيف التحديات التي تواجه الأزهر الشريف في ما يتعلق بسكن الطلاب، كما تشمل تلك المشروعات توفير نظام متقدم لنظم المعلومات الصحية لمستشفيات جامعة الأزهر وإدارتها لمدة عامين، وتدريب العاملين فيها على أفضل الأنظمة المعمول بها عالمياً في مجال إدارة المراكز الطبية، وبناء مكتبة جديدة ومتطورة تكنولوجياً بما يسهم في ربط الأزهر الشريف إلكترونياً بالعالم، وكذلك إنشاء معهد الشعبة الإسلامية الأزهري، الذي يسع 1500 طالب بالتجمع الأول بالقاهرة الجديدة، وتأتي تلك المشروعات للتعاون مع الأزهر الشريف استمراراً لعلاقات راسخة وشراكة أرسى جذورها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان –طيب الله ثراه- التي أسفرت عن العديد من المشروعات منها إنشاء مركز الشيخ زايد للغة العربية، الذي يقوم حالياً بتدريس اللغة العربية لأكثر من 1200 طالب من 102 دولة.
من جانبه، وجه رئيس جامعة الأزهر، الشكر لدولة الإمارات قيادة وشعباً على دعمها المستمر والمتواصل للأزهر الشريف، مشيراً إلى أن ذلك يسهم في دعم دور الأزهر في الداخل والخارج وقال عبدالحي عزب: «ليس غريباً على أبناء المغفور له الشيخ زايد - رحمه الله - السير على درب دعم الأزهر ورسالته بمختلف المستويات، خصوصاً أنهم يقدرون دوره كمنارة للعلم ومواجهة الفكر المتطرف.
وأشار إلى أن دولة الإمارات تدعم الأزهر بإنشاء أربعة مبان جديدة مخصصة لسكن الطلاب المغتربين، بما يخفف عنهم أعباء الحياة بعيداً عن أسرهم ويسهم في تقديم خدمات الرعاية الاجتماعية والتعليمية لهم، مشيراً إلى أن المباني الأربعة تقام على مساحة 5500 متر مربع وكل منها مكون من دور أرضي وخمسة طوابق متكررة، يضاف لها طابق القبو وتصل مساحة كل طابق إلى 521 متراً مربعاً ويوفر كل طابق 15 غرفة بمساحة 18 متراً تسع ما يراوح بين أربعة وستة طلاب.
وأضاف أن العمل بدأ في إنشاء المباني الأربعة في أوائل سبتمبر 2013 وتزيد نسبة إنجاز المشروع على 51%، حيث يجري في الوقت الجاري تنفيذ أعمال الواجهات والأرضيات وتأسيس أبواب ونوافذ الغرف وعزل الأسطح في المبنيين الأول والثاني، بينما تجرى أعمال «بياض» وأعمال مرافق المياه والصرف بالمبنى الثالث، في حين يجرى الانتهاء من «بلاستر» الدورين الثالث والأرضي، وتجهيز صب الدور الخامس وأعمال التشطيب بالدور الأول في المبنى الرابع.
وأوضح أن المشروعات التنموية الإماراتية لدعم الأزهر الشريف تشمل أيضاً إنشاء مكتبة جديدة للأزهر على مساحة تصل إلى 14 ألف متر مربع بمدينة البعوث الإسلامية، وهي عبارة عن مبنى واحد مكون من دور أرضي وميزانين وثلاثة طوابق وتراوح مساحة كل طابق ما بين 4700 و7400 متر مربع، وقد تم اعتماد تصميم المشروع ومخططه التفصيلي، وتم طرح المناقصة الخاصة به التي سيتم الانتهاء من ترسيتها خلال الأيام المقبلة تمهيداً للبدء في تنفيذ إنشاءات المكتبة، وأضاف: «سوف تتضمن المكتبة الجديدة نظماً وأساليب حديثة في حفظ المستندات والكتب ومعامل ترميم المستندات الأثرية، وتوفر أحدث المراجع العلمية».
وبعد الانتهاء من زيارة «مجمع الأزهر الشريف»، انتقل الوفد إلى مقر شركة «فاكسيرا» بمنطقة الدقي بمحافظة الجيزة، حيث تقوم دولة الإمارات بالتمويل والإشراف على تنفيذ مشروع لتطوير خطوط الإنتاج المحلي من الأمصال واللقاحات، بما يسهم في تلبية 55% من حاجة مصر إليها، ويرفع نسبة اكتفائها الذاتي من 15% إلى 80% بما في ذلك أمصال ولقاحات شلل الأطفال والسعال الديكي والدفتيريا وغيرها، إضافة إلى تحقيق 100% من الاكتفاء الذاتي في إنتاج الأنسولين لتأمين احتياجات مرضى السكري.
وخلال الجولة، أشاد رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لـ«فاكسيرا» بمواقف الإمارات قيادة وشعباً تجاه مصر، وأكد نبيل الببلاوي أن المشروعات التي تقوم بتنفيذها في مجال الرعاية الصحية ستسهم في تحسين الخدمات المقدمة للمرضى وتأمين احتياجاتهم من الأمصال واللقاحات والأنسولين، وأوضح أن الدعم الإماراتي سيعيد الحياة إلى عدد من خطوط الإنتاج ويوفر معامل للرقابة تسهم في زيادة القدرة المصرية على اختبارات اللقاحات في الوقت المناسب.
وأضاف أنه تم إنجاز ما يصل إلى 80% من الأعمال المدنية لمصنع الأمصال الذي توقف العمل في مشروعه منذ 2003، كما وصلت بعض الأجهزة اللازمة لإعادة التشغيل من الخارج، وأنه فور الانتهاء من تطوير وتأهيل المصنع سيبدأ في إنتاج الأمصال اللازمة للعلاج والوقاية، خصوصاً أمصال لدغة العقرب والثعبان والتيتانوس، وكذلك تم تطوير خط إنتاج الأنسولين واللقاحات المدمجة بما أسهم في مضاعفة الإنتاج، خصوصاً بعد تنفيذ أكبر عملية للصيانة من خلال المشروع الإماراتي وتركيب محطة جديدة للمياه وتوفير قطع الغيار اللازمة لماكينات الإنتاج، مشيراً إلى أن مصر تستورد في الوقت الجاري 74% من احتياجاتها من الأنسولين في حين تتولى الشركات المحلية توفير كل الـ 26% المتبقية وتضطلع «فاكسيرا» بنحو 9% منها.
وأشار إلى أن خط الإنتاج الثالث الذي يجري تطويره كان يعاني مشكلات كبيرة في أجهزة الهواء والتعقيم أدت إلى توقفه عن الإنتاج، وأنه فور الانتهاء من أعمال تطويره سيقوم بإنتاج اللقاحات والأمصال اللازمة للوقاية من الكوليرا والتطعيم الثنائي والثلاثي وتوكسيد التيتانوس والخليط، إضافة إلى أمصال علاج التيتانوس ولدغة العقرب والثعبان، كما يجري تنفيذ تطوير خط إنتاج الأنتيجين الخاص باللقاح الثلاثي، الذي سيحقق عائداً ضخماً بعد تركيب المخمرات الجديدة.
وتركز دولة الإمارات من خلال مشروعاتها التنموية في مصر على الجوانب المتعلقة بصحة المواطنين، من خلال عدد من المشروعات منها إنشاء 78 وحدة لطب الأسرة يتم بناؤها ضمن المشروع الإماراتي الذي يغطي 23 محافظة، لتوفير الرعاية الصحية لأكثر من 780 ألفاً من مواطني المناطق النائية، وكذلك إنشاء 151 مرفقاً لمعالجة المياه والعمل على توفير حلول لمشكلة الصرف الصحي، ويشتمل ذلك على توفير الصرف الصحي لـ 151 قرية بما يسد 12% من العجز ويخدم ما يربو على 1.7 مليون مواطن.