السيسي: مصر تخوض مواجـــهة طويلة وصعبة مع الإرهابيـين
قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أمس، إن بلاده تخوض مواجهة صعبة وطويلة وقوية مع الإرهابيين، ولن تترك سيناء للمتشددين، معلناً عن تشكيل قيادة موحدة لمكافحة الإرهاب. وفيما أعلنت وزارة الداخلية المصرية، أمس، ضبط 45 شخصاً، معظمهم من جماعة الإخوان الإرهابية في القاهرة وست محافظات، كشفت في الوقت نفسه عن مقتل موظف لها برصاص إرهابيين في سيناء، بعد يومين من الهجمات الإرهابية، التي دانها مجلس الأمن الدولي بأشد العبارات.
وتفصيلاً، قال السيسي في تصريحات أذاعها التلفزيون المصري بعد اجتماع للمجلس الأعلى للقوات المسلحة برئاسته «المواجهة مع الإرهابيين مواجهة صعبة وقوية وشريرة، وسوف تأخد وقتاً».
وتابع «لن نترك سيناء لأحد، إما أن تبقى سيناء للمصريين أو نموت». وقال السيسي ملمحاً إلى جماعة الإخوان الإرهابية المحظورة «مصر تجابه أقوى تنظيم سري في العالم». وأضاف أن المصريين اتخذوا «قراراً من أخطر القرارات في العصر الحديث»، عندما احتشد ملايين منهم في الشوارع يوم 30 يونيو 2013 للمطالبة بإنهاء حكم الرئيس محمد مرسي المنتمي للجماعة.
وقبل قليل من إدلاء الرئيس المصري بتصريحاته، أعلن التلفزيون أن السيسي أصدر قراراً جمهورياً بتشكيل قيادة موحدة لمنطقة شرق القناة ومكافحة الإرهاب. وتشمل منطقة شرق القناة محافظتي شمال سيناء وجنوب سيناء. وقال التلفزيون إن قائد الجيش الثالث الميداني اللواء أركان حرب أسامة رشدي عسكر عين قائداً للقيادة الجديدة مع ترقيته إلى رتبة الفريق اعتباراً من أمس.
في الأثناء، أعلن المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية، اللواء هاني عبداللطيف، ضبط 45 شخصاً، معظمهم من جماعة الإخوان الإرهابية في القاهرة وست محافظات. وقال عبداللطيف في بيان صحافي أمس، إنه «في إطار توجيه الضربات الأمنية لعناصر تنظيم الإخوان، التي دأبت على تنفيذ مخططها الإجرامي في استهداف المنشآت والمرافق العامة، وترويع المواطنين، فقد تمكنت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية من ضبط عدد من عناصر (الإخوان) المتورطين في تنفيذ أحداث عنف، وبحوزة بعضهم أسلحة ومتفجرات بمحافظات عدة».
وأوضح البيان أن من بين المقبوض عليهم خلية «إرهابية» تلقت تدريباً بالخارج، وبحوزة أفرادها أسلحة وذخائر، مشيراً إلى أن المحافظات الأخرى هي البحيرة والشرقية والفيوم ودمياط والمنوفية والمنيا.
من جهة أخرى، ذكر مسؤولون أمنيون، أمس، أن إرهابيين قتلوا بالرصاص موظفاً في وزارة الداخلية المصرية في شمال سيناء، وأكد المسؤولون أن إرهابيين هاجموا مساء الجمعة منزل الموظف البالغ من العمر 50 عاماً في العريش كبرى مدن شمال سيناء، موضحين انه قتل برصاصة في الرأس.
وأضافوا ان الموظف الملحق بإدارة النقل البري استهدف لأنه يعمل لإدارة في وزارة الداخلية.
وفي نيويورك، دان أعضاء مجلس الأمن الدولي بأشد العبارات الهجمات الإرهابية التي وقعت في شمال شبه جزيرة سيناء بمصر، وأسفرت عن مقتل وجرح العشرات من الجنود والمدنيين المصريين.
وفي بيان أصدره المجلس، الليلة قبل الماضية، أعرب الأعضاء عن تعازيهم لأسر الضحايا، وتعاطفهم مع جميع المصابين في هذه الهجمات الشنيعة، وكذلك لشعب وحكومة مصر.
وأكد أن الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره يشكل واحداً من أخطر التهديدات للسلم والأمن الدوليين، وأن أي أعمال إرهابية هي أعمال إجرامية وغير مبررة، بغض النظر عن دوافعها أينما ومتى وأياً كان مرتكبوها.
وأبدى البيان تصميم المجلس على مكافحة جميع أشكال الإرهاب وفقاً لمسؤوليتهم بموجب ميثاق الأمم المتحدة.
من جانبه، حذّر الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، من مخاطر تصاعد الإرهاب في المنطقة، داعياً إلى تضافر الجهود الإقليمية والدولية في مواجهته، مذكراً بقرار الوزاري
العربي في سبتمبر الماضي، حول حماية وصون الأمن القومي ومكافحة الإرهاب، والذي أكد ضرورة المواجهة الشاملة للإرهاب عسكرياً وأمنياً وفكرياً واجتماعياً واقتصادياً، وإعادة النظر في الخطاب الديني لمواجهة الجماعات المتطرفة.
وقال العربي إن الجهود متواصلة لبلورة خطة عمل عربية في مواجهة الإرهاب، للعرض على مجلس وزراء الخارجية العرب، قبيل القمة العربية المقررة في مارس المقبل بمصر، لإقرارها من قبل القادة العرب، واتخاذ رد الفعل العربي المناسب للقضاء على الإرهاب.
ودعا العربي، في كلمته أمام افتتاح الدورة الـ35 للمرأة العربية، التي انطلقت أعمالها أمس، بمقر الجامعة العربية برئاسة دولة الإمارات، ومشاركة ممثلي منظمات المرأة والاتحادات النسائية من
الدول العربية جامعة الدول العربية إلى تضافر الجهود للنهوض بأوضاع المرأة العربية، وتمكينها اجتماعياً وحمايتها خصوصاً في أماكن النزاعات المسلحة والمناطق الأشد خطورة، خصوصاً في ظل الإرهاب المتنامي في العديد من دول المنطقة.