مصر: الإعدام لبديع و13 من قيادات «الإخوان» والمؤبد لـ 37 آخرين
قضت محكمة الجنايات المصرية، أمس، بإعدام المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، محمد بديع، و13 متهماً آخرين، منهم النائب الأول للمرشد العام للجماعة خيرت الشاطر، والسجن المؤبد لـ37 آخرين، في القضية المعروفة إعلامياً بـ«غرفة عمليات رابعة».
وتفصيلاً، أحيل إلى المحاكمة في القضية 51 متهماً، عوقب 12 منهم بالإعدام حضورياً، وعوقب اثنان بالإعدام غيابياً، وعوقب 26 بالسجن المؤبد حضورياً، و11 غيابياً. وقال أكثر من محام دافعوا عن متهمين، إنهم سيطعنون على الحكم أمام محكمة النقض أعلى محكمة مدنية مصرية.
ومن بين من حكم عليهم بالسجن المؤبد محمد سلطان، الذي يحمل أيضاً الجنسية الأميركية، والمضرب عن الطعام منذ أكثر من عام احتجاجاً على سجنه، وهو ابن العضو القيادي في الجماعة صلاح سلطان، الذي حكم عليه بالإعدام حضورياً في القضية نفسها.
كما حكم بالإعدام حضورياً على سعد الحسيني، محافظ كفر الشيخ السابق، المنتمي إلى الجماعة، وحكم بالإعدام غيابياً على العضو القيادي في الجماعة محمود غزلان.
وصدر الحكم بعد ورود أوراق القضية من دار الإفتاء، التي أرسلتها المحكمة إليها طلباً لرأي المفتي بشأن الحكم بإعدام 14 من المتهمين، ورأي المفتي استشاري. وألمح رئيس المحكمة محمد ناجي شحاتة في تصريحات للصحافيين بعد جلسة النطق بالحكم، إلى إن تقرير المفتي تضمن الموافقة على إعدام جميع من طلبت المحكمة رأيه بشأن الحكم بإعدامهم.
ولم يحضر المتهمون المحبوسون جلسة النطق بالحكم، وقالت مصادر الشرطة، إن اعتبارات أمنية حالت دون حضورهم. ولم تعلن المحكمة أسباب الحكم أمس، لكن شحاتة قال للصحافيين «الاتهامات ثابتة ثبوتاً يقينياً في حق المتهمين».
وسئل عن الحكم بالسجن المؤبد على سلطان، حامل الجنسية الأميركية، فقال «يستحق الحكم، بسبب ما تم ضبطه معه من أموال وتعليمات لجماعة الإخوان المسلمين، وإشاعة الفوضى والذعر داخل المجتمع».
وكانت النيابة العامة نسبت إلى المتهمين «تولي وقيادة جماعة أسست على خلاف أحكام القانون، وإعداد وتنفيذ مخطط يهدف إلى إشاعة الفوضى في البلاد، واقتحام المنشآت الخاصة بسلطات الدولة، والتحريض على اقتحام أقسام الشرطة والمؤسسات الحكومية ودور عبادة المسيحيين، ووضع النار فيها».
ويمكن الطعن بالأحكام أمام محكمة النقض، التي ألغت عشرات أحكام الإعدام الأخرى، من بينها حكم بإعدام بديع.
وقبل إعلان الحكم، في جلسة بث التلفزيون المصري وقائعها مباشرة، تلا شحاتة آية قرآنية المتعلقة بحد الحرابة، وفي جلسة سابقة أحيلت أوراق المحكومين إلى المفتي لاستشارته في احكام الإعدام التي ثبتت أمس. واتهمت النيابة المحكومين بالوقوف وراء الاحتجاجات والاضطرابات التي استمرت اشهراً احتجاجاً على عزل مرسي، في ما يعرف بقضية «غرفة عمليات رابعة».
من جهتها، عبرت السفارة الأميركية في القاهرة عن «قلقها الجدي» من الحكم على سلطان، مؤكدة «مواصلة العمل عن قرب، وتقديم كل الدعم الممكن له».
وكانت الحكومة حظرت جماعة الإخوان، كما أعلنتها جماعة إرهابية في نهاية 2013، بعد تفجير انتحاري استهدف مديرية أمن محافظة الدقهلية في دلتا النيل، أسقط 16 قتيلاً، بينهم 14 من رجال الشرطة، وأكثر من 100 مصاب. وأعلن المتشددون الناشطون في شمال سيناء مسؤوليتهم عن التفجير.
وصدر من قبل عدد من الأحكام بالإعدام والسجن المؤبد على بديع ومئات الأعضاء في الجماعة والمؤيدين لها في قضايا تتصل بالعنف.