صحيفة تكشف سر إفراج بريطانيا عن الليبي المقرحي المدان بتفجير "لوكربي"

المقرحي يصعد الطائرة من غلاسكو في اسكتلندا إلى ليبيا بعد أن قررت السلطات البريطانية تسليمه إلى ليبيا. غيتي - أرشيفية

كشفت صحيفة (ميل أون صندي)، اليوم، عن أن بريطانيا مهّدت الطريق للإفراج عن الليبي المدان بتفجير طائرة لوكربي عبد الباسط المقرحي، بعد تلقيها تهديدات متكررة بـ"عواقب وخيمة" من العقيد معمر القذافي إذا ما توفي المقرحي في سجنه الاسكتلندي.

وقالت الصحيفة إن الكشف جاء في وثائق عُثر عليها في العاصمة الليبية طرابلس، أظهرت أن الحكومة البريطانية تلقت تحذيراً من أن العقيد القذافي سيعتبر وفاة المقرحي في السجن بمثابة حكم بالإعدام، وسيقوم بإطلاق العنان لسلسلة من العمليات الإنتقامية مشابهة للحرب المقدّسة التي شنها ضد سويسرا رداً على اعتقال سلطاتها أحد أبنائه.

وأشارت إلى أن الوثائق الليبية المصنّفة تحت بند سري وخاص، أظهرت أيضاً أن الدبلوماسيين البريطانيين كانوا يخشون من أن تشمل التهديدات مضايقة الرعايا البريطانيين أو ما هو أسوأ، وإلغاء عقود مربحة مع شركات بريطانية مثل شركة النفط (بي بي)، وشركة الغاز، وإنهاء صفقات الأسلحة.

وأضافت الصحيفة أن الحكومة البريطانية، ونتيجة لتهديدات القذافي، تجاهلت غضب كل من الولايات المتحدة وعائلات ضحايا طائرة لوكربي وضغطت من أجل الإفراج عن المقرحي في أسرع وقت ممكن من خلال التوقيع على مذكرة تفاهم حول نقل السجناء مع ليبيا.

وقالت إن الوثائق الليبية توضح أن الحكومة البريطانية السابقة عملت بشكل محموم وراء الكواليس لتهدئة طبيعة القذافي التي لا يمكن التنبؤ بها، إلى درجة أنها اقترحت إستخدام الأمير أندرو، نجل ملكة بريطانيا، للعمل كوسيط.

ونقلت عن وثيقة كتبها روبرت ديكسون رئيس فريق شمال أفريقيا بوزارة الخارجية البريطانية في الحكومة السابقة، ووجهها إلى وزير الخارجية وقتها ديفيد ميليباند ووزير الدولة للشؤون الخارجية بيل راميل "أن القذافي يريد عودة المقرحي إلى ليبيا بأي ثمن، وأن المسؤولين والوزراء الليبيين حذورا من عواقب وخيمة تطال العلاقات بين طرابلس ولندن والعمليات التجارية البريطانية في ليبيا، في حال وفاة المقرحي في السجن".

وأضافت الصحيفة أن الدبلوماسيين البريطانيين كانت لديهم شكوك ضئيلة بحقيقة تهديدات القذافي، واقترحوا بذل محاولات لاسترضائه من خلال قيام رئيس الوزراء وقتها غوردون براون بإجراء إتصالات هاتفية معه، واستخدام الروابط الشخصية للأمير أندرو بالعقيد القذافي ووزير خارجيته موسى كوسى، الذي انشق ولجأ إلى بريطانيا لاحقاً.

وكان وزير العدل الاسكتلندي كيني مكاسكيل أخلى سبيل المقرحي في 20 أغسطس 2009 لأسباب إنسانية، نتيجة إصابته بسرطان البروستاتا، وسمح له بالعودة إلى ليبيا ليموت هناك، بعد أن أمضى 8 سنوات من حكم السجن مدى الحياة الذي صدر بحقه عام 2001 في أعقاب إدانته بتفجير طائرة مدنية تابعة للخطوط الجوية الأميركية (بان أميركان) فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية عام 1988، والذي أدى إلى مقتل 270 شخصاً بينهم 189 أميركياً.

تويتر