وزير الداخلية الليبي ينفي سيطرة مؤيدي القذافي على مدينة بني وليد
نفى وزير الداخلية الليبي فوزي عبد العالي، أمس، قيام موالين لنظام العقيد الراحل معمر القذافي بشن الهجوم على بني وليد واحتلالها ورفع العلم الأخضر فوق مبان حكومية فيها، معتبرا ما حدث فيها هذا اليوم بأنها مشاكل داخلية.
وقال عبد العالي في مقابلة أجرتها معه قناة ليبيا الرسمية، إن "المعلومات التي في حوزتنا تقول أن هناك مشاكل داخلية بين سكان هذه المدينة، وهذا هو سبب ما حصل".
وأشار إلى سقوط خمسة قتلى خلال الأحداث في بني وليد.
من جهته، نفى الأستاذ الجامعي من بني وليد الدكتورعبد السلام قريره ما تردد من أنباء عن سيطرة مؤيدي العقيد الراحل معمر القذافي على هذه المدينة الواقعة على بعد 180 كيلومتر جنوب شرق العاصمة طرابلس.
وقال قريره في إتصال هاتفي مع يونايتد برس انترناشونال، إن سكان هذه المدينة مع ثورة 17 فبراير، ولا علاقة لهم بالنظام السابق.
وأرجع الأحداث إلى قيام كتيبة 28 مايو التابعة للثوار بالقبض على شخص من أحد قبائل المدينة يدعى محمد شليطه، ما دفع قبيلته إلى مطالبة الكتيبة بإطلاق سراحه وإمهالها حتى ظهر أمس.
وأشار إلى أن الأهالي هجموا على مقر الكتيبة بعد رفضها إطلاق سراح شليطه، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وجرح عدد آخر.
وأكد أن المشكلة انتهت وعادت الأمور إلى طبيعتها.
بدوره شدد الشيخ علي خليفة، أحد وجهاء المدينة، أن ما تناقلته الأنباء لا أساس له من الصحة، قائلا "إننا في بني ليد مقتنعون تماما أن القذافي ونظامه قد انتهى، ونحن الآن تحت راية دولة جديدة".
وأكد خليفة في اتصال مع يونايتد برس انترناشونال، أن مدينة بني وليد مع ثورة 17 فبراير ولا وجود لكتائب القذافي فيها.
وقال إن منتسبي كتيبة 28 مايو سلموا أنفسهم لأهالي بني وليد وانتهاء كل شئ، وأنه لم يقم أحد برفع الأعلام الخضراء على مباني المدينة.
وكان قائد ثوار مدينة بني وليد أمبارك الفطماني أكد، اليوم، أن ثوار بني وليد يتعرضون للإبادة من قبل مؤيدي النظام السابق، بعد أن تمكن مناصرو القذافي من السيطرة عليها ورفعوا فوق مرافقها الأعلام الخضراء التي ترمز إلى النظام السابق.
ونقلت صحيفة قورينا عن الفطماني قوله، إن الثوار يدكون المدينة بأسلحة الرشاشات الثقيلة من 23 و14.50 و قاذفات الأربي جي والصواريخ الحرارية وغيرها من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.
وناشد كل ثوار ليبيا التدخل بشكل عاجل لإنقاذ ثوار بني وليد، وحمّل المجلس الانتقالي المسؤولية الكاملة على ما يحدث في المدينة باعتباره لم يقم بإرسال قوات وعد بها لمساندة ثوار المدينة، بعد المشكلة الأخيرة التي قتل فيها ثوار من منطقة سوق الجمعة.
ولفت إلى أن هناك العديد من القناصة موجودون بالمدرسة والمسجد المجاورين لكتيبة 28 مايو والتي أكد شاهد عيان ليونايتد برس انترناشونال أنها محاصرة من قبل مؤيدي القذافي الذين يطالبونها بالاستسلام ورفع الرايات البيضاء.
وذكرت مصادر في المدينة ان أربعة من الثوار قتلوا، فيما أصيب 20 آخرون.
وأبلغ جمعة حامد، أحد أبناء المدينة، يونايتد برس انترناشونال أن الموالين للنظام السابق سيطروا على المدينة بنسبة تقارب 100%، وأن أحد القادة الميدانيين للثوار قد قتل.
وقال حامد، إن الموالين للقذافي يحاصرون كتيبة 28 مايو التابعة للثوار ويطالبونها بالإستسلام، فيما وزعوا مناشير تتحدث عن عزمهم الانتقال بالمعركة إلى المدن الأخرى القريبة من بني وليد.
وأكد أن الموالين للقذافي استخدموا الصواريخ الحرارية ومختلف أنواع الأسلحة في مواجهتهم للثوار هناك وقاموا بإعادة رفع العلم الأخضر للنظام السابق فوق مقر المجلس المحلي الذي تشكل بعد تحرير هذه المدينة.
يشار إلى الثوار تمكنوا من تحريرهذه المدينة بصعوبة، وكانت المعقل الأخير لسيف القذافي قبل فراره منها والقبض عليه في الصحراء.