اندلاع حريق في مستودع للبنزين بعد اشتباكات بين الميليشيات المتناحرة بالقرب من مطار طرابلس. أ.ف.ب

استئناف القصف العنيف والاشــتباكات في العاصمة الليبية

استأنفت الكتائب الليبية المتنازعة في محيط مطار العاصمة طرابلس، أمس، القتال والقصف العنيف، حيث هاجم مسلحون المنطقة مستخدمين أسلحة صغيرة وثقيلة، سعيا للسيطرة على المطار الرئيس بالمدينة في واحدة من أسوأ جولات القتال في البلاد، منذ الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011، فيما أعلنت مصادر ملاحية مصرية بمطار القاهرة أنه تم رفع حالة التأهب مع الأجواء الليبية، تحسبا لدخول أي طائرات من دون تصاريح مرور مسبقة، بعد الاستيلاء على عدد من الطائرات المدنية في بعض المطارات الليبية.

وتفصيلاً، ترددت أصداء انفجارات القذائف المدفعية والمدافع المضادة للطائرات في طرابلس، منذ الصباح المبكر أمس، بعد يوم على موافقة الفصائل على هدنة تسمح لرجال الإطفاء بإخماد حريق اندلع في أحد مخازن الوقود، جراء إصابة أحد الخزانات بصاروخ.

وقال مدير أمن مطار طرابلس، الجيلاني الداهش، إن عددا من رجاله أصيب بجروح، إلا أنه لم يكشف عن تفاصيل. وفي هذه الأثناء، يعمل رجال الإطفاء لليوم الخامس على إخماد الحريق في خزانات وقود أصابتها الصواريخ.

وقتل 100 شخص على الأقل وأصيب 400 آخرون، منذ اندلعت معارك المطار في 13 يونيو الماضي.

وقال شهود عيان إن قتالا وقع كذلك على الطريق المؤدي إلى المطار في ضاحية غربية بطرابلس أمس، فيما سمع دوي العديد من الانفجارات في وسط المدينة.

وينحصر معظم القتال بجنوب طرابلس، حيث تتبادل الفصائل المتنازعة صواريخ جراد وقذائف المدفعية ونيران المدافع بين المطار الذي تسيطر عليه كتائب مقاتلي الزنتان، والجيوب التي يسيطر عليها خصومهم كتائب مقاتلي مصراتة.

وقال سكان محليون وضباط في الجيش إن تحالفا من المقاتلين الإسلاميين والثوار السابقين هجموا على قاعدة للقوات الخاصة في شرق بنغازي، وأجبروا الجيش على التراجع. وقال السكان إنه لا وجود ملحوظاً للجيش أو الشرطة في المدينة، اليوم (أمس الخميس)، بعد يومين على قيام مقاتلين ينتمون لجماعة أنصار الشريعة وائتلاف الثوار السابقين، المعروف بمجلس شورى بنغازي بالاستيلاء على قاعدة رئيسة للقوات الخاصة.

وإزاء الفوضى المنتشرة في البلد، أجلت فرنسا نحو 40 من رعاياها، وسبعة بريطانيين من ليبيا عن طريق البحر، بعد قرارات اتخذتها دول غربية عدة، منها الولايات المتحدة وهولندا وكندا وبلغاريا واليونان والفلبين، بإجلاء طواقمها الدبلوماسية.

وأعلنت السلطات الفلبينية، أمس، استعدادها لإجلاء 13 ألفاً من مواطنيها من ليبيا، بسبب تصاعد العنف وبعد قطع رأس عامل فلبيني، واغتصاب ممرضة فلبينية. ويتوجه وزير الخارجية الفلبيني ألبرت ديل روزاريو إلى تونس المجاورة، لتنظيم عملية إجلاء المواطنين الفلبينيين.

وأمرت بلاده، في 20 يوليو الماضي، بإجلاء الموظفين بعد العثور على رفات عامل بناء فلبيني، قطع رأسه في مدينة بنغازي شرق ليبيا. وفرضت حظرا للسفر على ليبيا.

وخطفت يوم الأربعاء الماضي عصابة من الشباب ممرضة فلبينية، من أمام مسكنها في طرابلس وقاموا باغتصابها، بحسب الخارجية. وأفرجوا عنها بعد ساعات ونقلتها القنصلية الفلبينية إلى المستشفى للعلاج. في السياق نفسه، قالت مصادر ملاحية مصرية إن دخول الأجواء المصرية، سواء للهبوط بمطاراتها أو العبور فوقها، يستلزم إجراءات مسبقة طبقا لقواعد الطيران الدولي، من بينها الحصول على خطة الطيران والتصاريح اللازمة من سلطات الطيران المدني المصرية، ولا يمكن لأية طائرات أن تدخل أو تعبر إلا بها.

وحسب المصادر، بعدما تردد عن اختفاء واختطاف عدد من الطائرات الليبية، تم رفع حالة الاستعداد في أبراج المراقبة لكل الطائرات القادمة من الأجواء الليبية، والتعامل بالقوة مع أية طائرات تخالف هذه الإجراءات.

وأشارت المصادر إلى أن الحركة القادمة من الأجواء الليبية منخفضة جداً، وذلك بعد وقف الحركة من وإلى مطاري بنغازي وطرابلس، ولا يتبقى سوى نحو ثلاث رحلات يوميا من مطاري «لابرق» القريب من بنغازي، ومعيتيقة القريب من العاصمة الليبية طرابلس.

في السياق نفسه، نفت مصادر أمنية بمطار القاهرة ما تردد عن وصول اللواء خليفة حفتر، مسؤول عملية الكرامة في ليبيا، إلى مصر، وقالت إنه من واقع سجلات الركاب الليبيين القادمين لمصر، خلال الأيام الماضية، لم يصل حفتر إلى مصر، سواء من رحلات قادمة من ليبيا أو من تونس.

يأتي ذلك في وقت نفى فيه المدير الإقليمي للخطوط الجوية الليبية لدى مصر، محمد الجارح، ما تردد عن سرقة أو اختطاف أو سرقة 11 طائرة ركاب مدنية في طرابلس، وأن الشركة تنظم 17 رحلة طيران أسبوعيا بين مطارات القاهرة والإسكندرية بمصر ولابرق ومعيتيقة في ليبيا.

وقال الجارح إن أسطول الخطوط الليبية يتكون من 17 طائرة، ويعمل بنحو 60% من طاقته، حيث يتم استخدام 10 طائرات منه بشكل طبيعي، بينما توجد سبع طائرات بمطار طرابلس، بعضها تعرض لتلفيات نتيجة العمليات المسلحة فيه، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تطير إلا بعد إجراء عمليات الصيانة الخاصة بها. وأشار إلى أن هذه الطائرات لم تتعرض للاختطاف أو السرقة، لذلك فلا مخاوف من قيام البعض باستخدامها لاستهداف الدول المجاورة، كما جاء في بعض وسائل الإعلام. ومنذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011، تشهد السلطات الليبية مزيدا من صراعات النفوذ، وتفشل في السيطرة على عشرات من الميليشيات المؤلفة من ثوار سابقين، يفرضون القانون في غياب قوات أمن ليبية فاعلة ومدربة.

الأكثر مشاركة