حفتر أمر مقاتليه بتطهير الدولة من الجهاديين. أرشيفية

ليبيا أمام فشل ديمقراطي كبير

أصبحت كندا آخر دولة ضمن سلسلة الدول التي سحبت بعثتها الدبلوماسية من العاصمة الليبية طرابلس، في الوقت الذي تواصل فيه هذه الدولة الانزلاق نحو الفوضى. وأدى القتال بين الفئات المتنافسة في ليبيا إلى سقوط مئات الضحايا، وإلى تدمير المطار الدولي، وزيادة هروب الليبيين إلى خارج دولتهم، ويجب عدم السماح بأن تواصل ليبيا التدهور نحو حالة الدولة الفاشلة.

وقبل ثلاث سنوات لعبت كندا دوراً أساسياً في مهمة الإطاحة بالرئيس السابق العقيد معمر القذافي الذي استمر حكمه 42 عاماً، وليبيا الآن بحاجة الى المساعدة الدولية أكثر من أي وقت مضى.

وقامت القوات الجوية الكندية بـ446 طلعة فوق ليبيا، أي ما يمثل 10% من إجمالي طلعات حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وشاركت البحرية الليبية بإسقاط القذافي بعد سبعة أشهر من بدء الربيع العربي في ليبيا، وتم اجراء الانتخابات وتشكيل الحكومة الليبية.

ولكن هذا النصر الديمقراطي لم يعمر طويلاً، إذ إن مقتل القذافي ترك فراغاً في السلطة، نظراً لافتقار الدولة الى المؤسسات الوطنية الفعلية على ارض الواقع. وتنافس العديد من الميليشيات لملء الفراغ، وأصبحت ليبيا ممزقة ليس بحرب أهلية واحدة وانما بصراعات متنافسة، حيث الجماعات المتناحرة في مصراتة، والزنتان، اللتين أصبحتا تعجان بالصراع بين الاسلاميين والعلمانيين.

كما أمر الجنرال السابق، خليفة حفتر، مقاتليه بتطهير الدولة من المتشددين والجهاديين، وأصبحت القوات المتنافسة أكثر قوة من الحكومة المركزية أو ما تبقى منها.

وبالنظر إلى أن ليبيا ليس لديها خيار آخر، اتجهت الآن لطلب المساعدة الدولية كقوة استقرار. وينبغي على الدول الغربية التي ساعدت ليبيا على التخلص من القذافي أن تفكر جدياً في تقديم المساعدة مرة أخرى، ولكن بصورة مختلفة. وعلى الصعيد العسكري يمكن تقديم التدريب للقوات الأمنية الحكومية، وبالنظر إلى خبرتها في افغانستان تستطيع كندا تقديم الدعم لليبيا. وعلى الصعيد الدبلوماسي يجب على الأمم المتحدة أن تقدم الوساطة بين الفرقاء المتحاربين، ويجب الاعتراف بمصالح الجماعات المتقاتلة بما يضمن التوصل إلى حل وإنقاذ الدولة.

الأكثر مشاركة