تجدد المعارك حول مطار بنغازي

شنت ميليشيات إسلامية، بينها «أنصار الشريعة»، هجوماً جديداً على مطار بنغازي العسكري والمدني، والذي يعد آخر معقل لقوات اللواء المتقاعد في الجيش الليبي خليفة حفتر في شرق البلاد، حيث قتل وجرح العشرات خلال الايام الماضية، فيما قتل عضو المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته محمد الكيلاني، الليلة قبل الماضية، في معارك ورشفانة غرب العاصمة طرابلس بين ميليشيا «فجر ليبيا» التي يقودها ومجموعات أخرى.

وقال مراسل لـ«فرانس برس» ان دوي القصف المدفعي يسمع منذ الفجر حول حي بنينا، حيث يوجد المطار الذي يحمل الاسم نفسه، في جنوب شرق بنغازي.

وهذه الميليشيات المنضوية تحت ما يسمى «مجلس شورى ثوار بنغازي» المتكون من جماعة أنصار الشريعة وحلفائها، تسعى منذ بداية سبتمبر وراء السيطرة على المطار الذي يضم مدرجاً مدنياً وقاعدة جوية.

وقال مسؤول في القوات الخاصة والصاعقة في الجيش إن «تسعة من جنودنا قتلوا وجرح 30 آخرون على مدى أيام الأحد والإثنين والثلاثاء خلال صدهم لهجوم من قبل ميليشيات إسلامية تحاول اقتحام قاعدة بنينا الجوية التي يتمركز فيها الجيش».

وأضاف المسؤول العسكري ان معارك يومية تدور بين قوات اللواء حفتر و«مجلس شورى ثوار بنغازي»، مؤكداً ان «قوات الجيش صدت الهجوم العنيف من قبل الإسلاميين وكبدتهم خسائر في الأرواح والعتاد، وغنمت منهم العديد من الأسلحة والآليات»، لكن «مجلس شورى ثوار بنغازي» لم يفصح عن أي أعداد للجرحى او القتلى في صفوفه، فيما أعلن مستشفى الجلاء لجراحة الحروق والحوادث ومستشفى الهواري العام استقبالهما لقتيلين وأكثر من 10 جرحى في صفوف هؤلاء المقاتلين. وتعتبر السلطات الليبية والولايات المتحدة «أنصار الشريعة» جماعة ارهابية. وسيطرت قوات فجر ليبيا المكونة من مليشيات إسلامية عدة تنحدر معظمها من مدينة مصراتة (200 كلم شرق) منذ 24 أغسطس الماضي على طرابلس، بعد مواجهات دامية في العاصمة مع قوات من مدينة الزنتان المدعومة من «التيار الوطني».

ومحمد الكيلاني الذي قتل أول من أمس إسلامي متشدد كان ينتمي لكتلة الوفاء لدماء الشهداء في البرلمان السابق. اما ميليشيا «فجر ليبيا» فاعتبرتها السلطات جماعة إرهابية، كما اتهمه رئيس الوزراء الليبي الأسبق علي زيدان باختطافه في شهر مارس من العام 2013.

وقال المسؤول العسكري، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن «الكيلاني قتل (اثناء) قيادته للمعارك في منطقة ورشفانة بمحور الحشان» بهدف اقتحام ورشفانة على بعد 20 كلم غرب العاصمة. لكن مسؤولاً في مدينة الزاوية، وهي مدينة الكيلاني، قال إن «كميناً نصب للكيلاني وثلاثة من مرافقيه خلال عودته من طرابلس قبل أن تتم تصفيته على أيدي مسلحين من منطقة ورشفانة».

وأكد مصدر طبي في مستشفى الزاوية التعليمي أن «المستشفى تلقى جثة الكيلاني وثلاثة من مرافقيه مصابين بأعيرة نارية فارقوا على إثرها الحياة». وكان النائب السابق عن مدينة مصراتة، صلاح بادي، عضو كتلة الوفاء ايضاً، وراء بدء المعارك في يوليو في طرابلس عبر الهجوم على المطار على رأس ما يعرف باسم «كتائب مصراتة».

ورفضت قوات «فجر ليبيا» الاعتراف بالبرلمان الجديد المنتخب وحكومة عبدالله الثني الذي يعقد جلساته في مدينة طبرق أقصى شرق البلاد، وسيطرت على مؤسسات الدولة في طرابلس. واستجاب الكيلاني (52 عاماً) مع عدد من الإسلاميين لدعوة «فجر ليبيا» لإعادة احياء المؤتمر المنتهية ولايته وعقده مجدداً في مواجهة البرلمان المنتخب.

وكلف المؤتمر المنتهية ولايته الذي عقد في اغسطس، عمر الحاسي، بتشكيل حكومة موازية لم يعترف بها المجتمع الدولي والتي اسهمت في تعقيد الوضع السياسي غير المستقر في ليبيا.

 

الأكثر مشاركة