الأسد يمنح الجنسية السورية لأكراد "الحسكة".. ويطلق سراح 48 منهم
أصدر الرئيس السوري بشار الأسد اليوم مرسوما يقضي "بمنح المسجلين في سجلات اجانب الحسكة الجنسية السورية"، في إشارة إلى الأكراد في شمال شرق سورية، كما ذكرت وكالة الأنباء السورية
ورحب الأكراد السوريون بالمرسوم الذي أصدره الرئيس السوري بشار الأسد اليوم، والقاضي بمنح الأكراد السوريين المسجلين كأجانب في الحسكة، معتبرين أن هذا المرسوم "تاريخي" وسيسهم في تعزيز الوحدة الوطنية في سورية.
وقال رئيس المبادرة الوطنية للأكراد السوريين عمر أوسي أن المرسوم شمل جميع الأكراد المسجلين كأجانب في المحافظة والذين يبلغ عددهم نحو 205 ألف شخص إضافة إلى نحو 15 ألف شخص مكتومي القيد.
وأضاف أوسي "بأن هذا المرسوم سيعزز الوحدة الوطنية وله أبعاد وطنية وإنسانية من خلال دمج هذه الشريحة بالحياة الوطنية السورية في أماكن تواجد الأكراد في سورية".
وأشار أوسي إلى أن بعض وجهاء الأكراد في سورية يسعون إلى لقاء الرئيس بشار الأسد للتعبير عن شكرهم وامتنانهم لهذه الخطوة التي تمثل أبرز مطالب الأكراد في سورية.
وانتقد أوسي قادة الأحزاب الكردية المتواجدين في الخارج والمزايدين في الداخل الذين عملوا على استغلال المطالب الكردية متخذين من إحصاء العام 1962 ذريعة لتحريض الأكراد من أجل التظاهر ضد النظام.
وقال "إن هذا المرسوم وغيره من الإصلاحات التي أعلنتها القيادة السورية قطعت الطريق عليهم وستسهم في إغلاق دكاكينهم السياسية بعد أن تاجروا بالورقة الكردية ويحاولون الإساءة إلى الشخصية الوطنية الكردية السورية وتشويه سمعتهم واتهامهم بالخيانة والعمالة للنظام".
واعتبر أوسي "أنه إذا كان الدفاع عن مصالح الشعب السوري في عمومه والوقوف مع الوحدة الوطنية والرئيس بشار الأسد خيانة فهذا شرف لنا".
و قال رئيس حزب الوحدة الديمقراطي الكردي، حبيب ابراهيم، اليوم أن أكراد سورية سيواصلون كفاحهم السلمي من أجل الحقوق المدنية والديمقراطية رغم إصدار المرسوم الذي يمنح أكراداً مصنفين على أنهم أجانب الجنسية السورية.
وكان الرئيس بشار الأسد وجه بداية الشهري الجاري بتشكيل لجنة مختصة لدراسة مشكلة إحصاء عام 1962، كما التقى الأسد يوم الثلاثاء الماضي بعض وجهاء محافظة الحسكة واستمع إلى مطالب أهالي المحافظة في مختلف المجالات التنموية والخدمية ووعد بتلبية هذه المطالب ضمن خطط الحكومة.
ووضع الرئيس الأسد منتصف الشهر الماضي حجر الأساس لمشروع نقل مياه نهر دجلة إلى محافظة الحسكة التي من المنتظر أن تروي نحو 200 ألف هكتار من الأراضي الزراعية، مما يسهم في عملية التنمية في المحافظة التي عانت خلال السنوات الخمسة الماضية من الجفاف بسبب الظروف المناخية.
كما أطلقت السلطات السورية سراح 48 سجينا كرديا اليوم، بالتوافق مع إصدار الرئيس السوري بشار الأسد مرسوما بمنح الجنسية السورية للأكراد "المسجلين كأجانب".
وقال ناشطون حقوقيون إن الإفراج عن الأكراد الذين ظلوا رهن الاحتجاز لما يزيد على العام، يأتي بعد الاجتماع الذي ضم الأسد وزعماء الأكراد، بحسب الإذاعة اللبنانية الرسمية.