طائرات هليكوبتر تطلق النار لتفريق محتجين في مدن سورية
قال شهود أن طائرات هليكوبتر حربية سورية أطلقت نيران مدافعها الرشاشة لتفريق احتجاجات مطالبة بالديمقراطية أمس، في أول استخدام تتحدث عنه التقارير للقوة الجوية لإخماد القلاقل في الانتفاضة السورية الدامية على نحو متزايد والمستمرة منذ ثلاثة أشهر.
وجاء استخدام الطائرات الهليكوبتر في يوم شهد تجمعات في شتى أنحاء سوريا ضد الرئيس بشار الأسد في الوقت الذي لم يظهر فيه ما يشير إلى تراجع القلاقل على الرغم من القمع العنيف من قبل دولته السلطوية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أن طائرات الهليكوبتر أطلقت النيران في بلدة بشمال غرب سوريا بعدما قتلت قوات الأمن على الأرض خمسة محتجين.
وقال شاهد "حلقت خمس طائرات هليكوبتر على الأقل فوق معرة النعمان وبدأت في إطلاق نيران مدافعها الرشاشة لتفريق عشرات الآلاف الذين شاركوا في الاحتجاج".
وقال الشاهد الذي عرف نفسه باسم نواف "اختبأ الناس في الحقول وتحت الجسور وفي منازلهم لكن إطلاق النار استمر لساعات على الشوارع التي كانت شبه خالية".
وعلى النقيض انحى التلفزيون الرسمي السوري باللائمة في العنف في المنطقة على جماعات مناهضة للحكومة. ولم يشر التلفزيون إلى هجوم الطائرات الهليكوبتر ولكنه قال أن طائرة هليكوبتر للإسعاف تعرضت لإطلاق نار فوق معرة النعمان من قبل"مجموعات إرهابية مسلحة" مما أدى إلى إصابة طاقمها.
وطلبت بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إدانة الأسد لكن روسيا التي تتمتع بحق النقض (الفيتو) قالت أنها ستعارض مثل هذه الخطوة.
وفي تنديد بأعمال الحكومة السورية قال البيت الأبيض أن "العنف المروع" الذي وقع أمس دفع الولايات المتحدة إلى تأييد مسودة القرار الأوروبي في الأمم المتحدة.
وقال البيت الأبيض أن "الحكومة السورية تقود سوريا على طريق خطير".
وذكرت قناة العربية أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم بعث برسالة إلى مجلس الأمن الدولي اتهم فيها المعارضة بالعنف والتخريب، وقالت الرسالة أن الحكومات الأجنبية تبني وجهات نظرها على أساس معلومات غير دقيقة.
وذكر التلفزيون الرسمي في وقت سابق أن جماعات "إرهابية" مسلحة أحرقت مباني للشرطة وقتلت عددا من أفراد الأمن في بلدة معرة النعمان التي تقع على بعد نحو 55 كيلومترا جنوبي حلب ثاني أكبر مدن سوريا على الطريق الرئيسي إلى دمشق.
وطلبت رسالة المعلم مساعدة الأمم المتحدة في مكافحة التطرف والإرهاب. وقالت الرسالة أن دمشق تريد حوارا مع المعارضة.
ومنعت سوريا معظم وسائل الإعلام المستقلة من العمل في البلاد وحاولت مرارا تصوير المحتجين المناهضين للحكومة على أنهم مسلحون يستخدمون العنف.
وقال متظاهر عبر الهاتف "كانت هناك احتجاجات سلمية اليوم (في معرة النعمان) تطالب بالحرية وسقوط النظام. تركتنا قوات الامن نحتج لكنها فتحت النار لتفريقنا عندما رأت أن حجم المظاهرة يزداد".
وأضاف "أثناء الاحتجاج رفض ضابطان وثلاثة جنود إطلاق النار فحملناهم على أكتافنا. بعد ذلك فوجئنا بطائرات هليكوبتر تطلق النار علينا".
وقال نشطاء أن القوات السورية قتلت بالرصاص ما لا يقل عن 33 شخصا في التجمعات في شتى أنحاء البلاد عقب صلاة الجمعة.
وقال متحدث باسم الأمم المتحدة أن الأمين العام بان جي مون حاول الاتصال بالاسد طوال الأسبوع الماضي لكن قيل له أن الرئيس "غير متاح".
وفر عشرات الآلاف من المدنيين من البلدة الى تركيا خوفا من عمليات انتقامية من قوات الامن ردا على حوادث قالت الحكومة أنها أسفرت عن مقتل 120 جنديا الاسبوع الماضي.
وقال سكان محليون ان 15 الف جندي على الأقل بالإضافة إلى دبابات وناقلات جنود نشروا قرب جسر الشغور.
وقال لاجيء عبر الحدود الى تركيا أن "جسر الشغور خالية فعليا. لن يجلس الناس حتى يذبحوا كالخراف".
ووصف أيضا رجل يبلغ من العمر 40 عاما مصابا برصاصة مازالت في فخذه التمرد في صفوف القوات السورية.
وقال "بعض قوات الامن انشقت ورفض البعض في الجيش أوامر رؤسائهم. إنهم يطلقون النار على بعضهم".
وبث نشطاء حقوقيون تسجيلا مصورا على موقع يوتيوب لشخص زعم أنه ضابط كبير في الجيش يدعى حسين عرموش يقول أنه انشق مع عدد من الجنود للانضمام إلى صفوف الجماهير المطالبة بالحرية والديمقراطية.
وقالت صحيفة تركية أمس أن تركيا تفكر في إمنطقة عازلة على حدودها مع سوريا إذا فر مئات الآلاف من العنف هناك.
وحثت اللجنة الدولية للصليب الأحمر سوريا على السماح لموظفيها العاملين في مجال المساعدات بحرية أكبر في الالتقاء مع المدنيين ومن بينهم المصابون أو المعتقلون في الحملة التي يشنها الجيش ضد احتجاجات شعبية.
وتقول منظمات حقوقية أن أكثر من 1100 مدني قتلوا منذ مارس في الانتفاضة للمطالبة بمزيد من الحريات السياسية وإنهاء الفساد والفقر.