24 قتيلا برصاص الأمن السوري في اليوم الاول من رمضان
قتل 24 شخصاً، أمس، في عدة مدن سورية برصاص قوات الأمن في اليوم الأول من شهر رمضان، فيما عقد مجلس الأمن الدولي مشاورات حول أعمال القمع في سورية سعى خلالها الأميركيون والأوروبيون إلى اقناع الدول المترددة في اصدار قرار يدين النظام السوري، غداة الأحد الدامي الذي اوقع نحو 140 قتيلا.
يأتي ذلك فيما أعلنت دمشق أن "مخربين" قاموا باحراق القصر العدلي في حماة، وسط البلاد، أمس، بينما قتل 24 شخصا في اليوم ذاته في عدة مدن سورية برصاص قوات الأمن بينهم عشرة سقطوا في تظاهرات خرجت بعد صلاة تراويح شهر رمضان.
وكان ناشطون دعو على صفحة "الثورة السورية" إلى التظاهر خلال شهر رمضان. وقالوا "موعدنا كل ليلة بعد التراويح، مظاهرات الرد" مشيرين الى أن "سورية تنزف".
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم، أن "عدد الشهداء المدنيين الذين سقطوا أمس الاثنين في عدة مدن سورية برصاص القوات العسكرية الأمنية السورية والشبيحة بلغ 24 شهيدا" بينهم عشرة سقطوا "خلال المظاهرات التي خرجت في عدة مدن سورية بعد صلاة التراويح".
وفي حصيلة مفصلة ليوم الاثنين، ذكر المرصد أن "العمليات الامنية والعسكرية" أوقعت عشرة قتلى في حماة على بعد 210 كلم شمال دمشق وقتيلين في مدينة البوكمال بمحافظة دير الزور وثلاثة في محافظة حمص (وسط) واثنين في اللاذقية (غرب) وستة في عربين شمال شرق دمشق وواحد في معضمية الشام، مشيراً إلى أن الأخير قتل "برصاص الامن داخل المسجد".
وأوضح المرصد أن "صلاة التراويح شهدت تظاهرات ضخمة دعت إلى إسقاط النظام وهتفت لحماة الجريحة ودير الزور".
كما أشار إلى جرح أكثر من 14 متظاهرا في عربين وخمس في المعضمية وأكثر من احد عشر في اللاذقية، إضافة إلى عدد من الجرحى في حمص واخرين في مدن الزبداني والكسوة اصابات بعضهم خطرة.
وفي عربين، أفاد المرصد أن "الآلاف في المدينة خرجوا في تظاهرة حاشدة"، مضيفا أن "رجال الامن والشبيحة هاجموا التظاهرة واطلقوا الرصاص بشكل مباشر على المتظاهرين العزل".
كما تحدث عن "معلومات عن وجود عدد من الجثث ملقاة في الشوارع لا يتمكن الأهالي من الوصول إليها بسبب التواجد الأمني الكثيف".
وأضاف المرصد ان "عددا من القناصة شوهدوا يتمركزون على بناء الطيوري المطل على ساحة الحرية".
وفي الزبداني افاد المرصد عن "خروج تظاهرة حاشدة في الزبداني بعد صلاة التراويح، شارك فيها الاف الشباب"، موضحاً أنه "لدى اقتراب التظاهرة من حاجز عسكري أطلق الرصاص بشكل عشوائي على المتظاهرين، ما أدى الى جرح خمسة متظاهرين بينهم طفل إصابته خطرة في الرأس".
كما أشار الى "اعتقال اكثر من 150 شخصا في مختلف المدن السورية".
من جهة ثانية، ذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا)، اليوم، أن "مجموعة مخربة" قامت أمس الاثنين باقتحام القصر العدلي في حماة (وسط) واضرام النار في بعض اقسامه.
ونقلت الوكالة عن مصادر أن "المجموعات المسلحة اعتدت على حراس القصر العدلي الواقع في منطقة الشريعة ثم دخلت الى المقر وخربت جزءا كبيرا من محتوياته وقامت باضرام النيران في عدد من اقسامه".
وكان ناشط حقوقي افاد ان دبابات تابعة للجيش السوري قامت مساء أمس بقصف احد الاحياء السكنية في ضواحي مدينة حماة، حيث قتل 104 اشخاص منذ الاحد.
من جهتها نقلت وكالة الانباء السورية (سانا) عن مصدر مسؤول قوله أن "قوات الجيش لا تزال تنفذ مهمتها في فتح الحواجز والمتاريس التي كانت نصبتها مجموعات مخربة على المداخل الرئيسية لمدينة حماة".
واضافت ان "اشتباكا واسع النطاق يجري كون هذه المجموعات منظمة في وحدات وهي تستخدم أسلحة متطورة وتقوم بتفخيخ الشوارع الرئيسية".
وفي ظل هذه الاحداث، دعا رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة الاميرال مايكل مولن في بغداد، اليوم، الرئيس السوري بشار الأسد الى "اتخاذ خطوات" تتلاءم مع متطلبات الشعب السوري، مؤكدا انه ليس هناك من "مؤشر" على امكانية حدوث تدخل عسكري اميركي.
وفي روما، أعلنت وزارة الخارجية الايطالية في بيان أن روما استدعت سفيرها في سورية للتشاور "ازاء القمع الفظيع للسكان المدنيين". واضاف البيان ان "ايطاليا اقترحت استدعاء سفراء كل دول الاتحاد الاوروبي في دمشق".
وفي جوهانسبورغ، دعت جنوب افريقيا سورية الى فتح تحقيق نزيه وغير منحاز حول القمع الدموي للمتظاهرين ضد نظام الرئيس بشار الاسد.
كما دعت سورية الهند التي تولت الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي، إلى مساعدتها على تجنب ادانة لقمع المعارضة، وطلبت من نيودلهي عدم تصديق "الدعاية الاعلامية" الغربية.
وفي بروكسل، اوردت الصحيفة الرسمية للاتحاد الاوروبي، اليوم، أن وزير الدفاع السوري اللواء علي حبيب من بين خمسة اشخاص شملهم توسيع عقوبات الاتحاد الاوروبي لدورهم في قمع المتظاهرين في سورية والتي تنص على حرمانهم من تاشيرات دخول وتجميد اصولهم.
وتشمل العقوبات ايضا رئيس الامن العسكري في مدينة حماة (وسط) محمد مفلح والعميد توفيق يونس رئيس فرع الامن الداخلي، ومحمد مخلوف المعروف بأبو رامي خال الرئيس السوري بشار الاسد، وأيمن جابر المرتبط بالشقيق الاصغر للرئيس السوري ماهر الاسد في اطار ميليشيا الشبيحة الموالية للنظام.
وبحسب المرصد فان عدد القتلى منذ بدء الحركة الاحتجاجية في سوريا في 15 مارس "ارتفع الى 1992 قتيلا من بينهم 1618 شهيدا مدنيا موثقين بالقوائم لدى المرصد السوري لحقوق الانسان و374 شهيدا من الجيش وقوى الامن الداخلي".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news