القوات السورية تقتل 10 محتجين بعد صلاة الجمعة

قال نشطاء إن القوات السورية قتلت 10 محتجين بالرصاص اليوم مع مطالبة عشرات الآلاف بسقوط نظام الرئيس السوري بشار الاسد مرددين هتاف "لن نركع إلا لله" على الرغم من حملة عسكرية أدت إلى فرض عقوبات وتوجيه الإدانات من الخارج.

وخرجت المسيرات الاحتجاجية التي تحدت القوات السورية في أنحاء مختلفة من البلاد بما في ذلك مدينتي حماة ودير الزور اللتين اقتحمتهما دبابات قوات الاسد في شهر رمضان.

وقالت لجان التنسيق المحلية إن من بين القتلى محتجان قتلا في مدينة حلب وهي مركز تجاري وثلاثة في ضواحي العاصمة دمشق واثنان في محافظة أدلب الشمالية على الحدود مع تركيا.

وقال سكان إن شخصين قتلا أيضا في حماة بعد أيام فقط من هجوم نفذه الجيش واستمر أسبوعا في المدينة التي أصبحت رمزا لتحدي حكم الاسد بعدما احتشدت حشود ضخمة أسبوعيا للمطالبة بتنحيه.

وهتف محتجون قائلين "ارحل يا بشار" في مسيرات بمدينتي اللاذقية وبانياس الساحليتين وفي أنحاء محافظة درعا الجنوبية التي اندلعت فيها قبل قرابة خمسة أشهر الاحتجاجات على حكم أسرة الاسد الممتد منذ 41 عاما.

وفي دير الزور قالت لجان التنسيق المحلية إن القوات السورية أطلقت الرصاص الحي على المحتجين وهم يخرجون من مسجد رئيسي مما أسفر عن مقتل شخص.

وذكر شاهد أن حريقا اندلع في المسجد بعدما أطلقت قوات الأمن النار عليه. وقال عبر الهاتف "أصوات الأعيرة النارية تدوي في المنطقة بكاملها. المصلون يركضون للاحتماء في الأزقة".

وقال ساكن آخر "يريد الاسد القضاء على الانتفاضة قبل أن تزيد الضغوط الدولية عليه. لكن الناس خرجوا من كل مسجد كبير تقريبا في دير الزور على بعد أمتار من الدبابات التي تسيطرعلى كل مسجد رئيسي وعلى المنطقة المحيطة به".

وقال التلفزيون السوري الرسمي إن مسلحين قتلوا أحد أفراد قوات الأمن في دوما التي تقع خارج دمشق.

وتمنع السلطات السورية معظم أجهزة الإعلام المستقلة من العمل الأمر الذي يجعل من الصعب التحقق من الأحداث على الأرض.

وكثفت قوات الاسد هجماتها على البلدان والمدن في شتى أنحاء البلاد منذ بداية شهر رمضان قبل أسبوعين لاخماد المعارضة المتزايدة لحكم عائلة الاسد وذلك على الرغم من التهديد بفرض عقوبات أميركية جديدة ودعوات من تركيا ودول عربية إلى وقف الهجمات على المدنيين.

وقال نشطاء إن القوات السورية قتلت 19 شخصا على الأقل في غارات قرب الحدود مع لبنان وفي المعقل السني في البلاد أمس.

وأعلن ناشطون أن أكثر من 1700 مدني قتلوا في الحملة العسكرية على المحتجين.

وتقول سورية إن 500 من قوات الشرطة والجيش قتلوا في أعمال العنف التي تلقي فيها باللائمة على عصابات وإرهابيين.

وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن هناك حاجة لفرض عقوبات على قطاع النفط والغاز الحيوي في سورية للضغط على الاسد. ودعت أوروبا والصين -وهما طرفان رئيسيان في قطاع النفط السوري الى جانب روسيا- إلى بذل المزيد من الجهود لفرض العقوبات على سورية.

وفي مقابلة مع قناة (سي.بي.اس) أوضحت كلينتون أيضا أن هناك حاجة لوجود معارضة منظمة وموحدة في سورية.

ويدخل قطاع النفط في سورية معظم العملة الصعبة في البلاد من خلال انتاج 380 ألف برميل من النفط الخام في اليوم.

وحثت جماعة أفاز للحملات الدولية الدول الأوروبية اليوم على فرض قيود فورية على مشتريات النفط السوري لتجفيف تمويل الاجهزة الامنية التابعة للاسد.

لكن احتمال ممارسة دول غربية الضغوط على الاسد عن طريق استهداف النفط السوري ضئيل بسبب المصالح التجارية التي تتعارض مع هذا الامر.

وقالت كلينتون حين سئلت عن السبب في أن الولايات المتحدة لم تطالب حتى الان بتنحي الاسد ان واشنطن كانت "واضحة تماما" في تصريحاتها بشأن فقدان الرئيس السوري للشرعية. وأشارت الى رغبة واشنطن في تعبير دول أخرى عن الامر نفسه.

وفرضت واشنطن عقوبات يوم الاربعاء على أكبر مصرف سوري وأكبر شركة لتشغيل الهاتف المحمول في سورية والتي يسيطر عليها رامي مخلوف ابن خال الاسد. وقال السفير الاميركي في دمشق روبرت فورد أمس ان عقوبات جديدة ستفرض اذا لم توقف السلطات السورية العنف.

وتتيح صلاة التراويح في رمضان لمزيد من السوريين فرصة للتجمع والقيام بمسيرات احتجاج يومية.

وزادت قوى اقليمية مثل تركيا والسعودية ومصر من ضغوطها على الاسد من اجل وقف العنف.

وذكرت وكالة الاناضول التركية الرسمية للأنباء اليوم أن الرئيس التركي عبد الله جول حذر الاسد من إهمال الإصلاحات إلى أن يفوت الأوان وذلك في خطاب وجهه إلى الرئيس السوري في وقت سابق من هذا الأسبوع.

وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي باراك أوباما تحدث مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أمس واتفقا على ضرورة تلبية مطالب السوريين بالانتقال إلى الديمقراطية.

تويتر