حمص تحت القصف.. وسورية ترفض احتمال وقوع "جرائم ضد الإنسانية"
قال نشطون إن قوات الحكومة السورية، هاجمت اليوم، معارضي الرئيس السوري بشار الأسد، في عدة جبهات، مما دفع السكان إلى الفرار من بلدة قريبة من العاصمة، بينما واصلت القوات قصفها لأحياء مدينة حمص، في وسط البلاد لليوم العاشر على التوالي.
ويعيش سكان حمص، ثالث أكبر مدينة سورية والتي يقطنها مليون نسمة، أزمة انسانية مع تقلص امدادات الطعام والوقود واغلاق المحال التجارية أبوابها، مع تواصل قصف المدينة الذي جعل السكان محاصرين داخل منازلهم.
وجاء تصاعد الجهود الدبلوماسية بعد أن اتهمت نافي بيلاي، مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، الأسد بشن "هجوم دون تمييز"، على المدنيين لإنهاء الإحتجاجات المطالبة بالديمقراطية، وقالت إن فشل مجلس الأمن في ادانته، "جرأه".
وقالت بيلاي في خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تضم 193 دولة، إن استخدام روسيا والصين حق النقض "الفيتو" في الرابع من فبراير، ضد مشروع قرار يندد بالحكومة السورية ويدعم خطة للجامعة العربية تطالب الأسد بالتنحي، شجع دمشق على تكثيف هجماتها على المدنيين.
وقالت بيلاي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة "فشل مجلس الأمن في الإتفاق على تحرك جماعي صارم، زاد الحكومة السورية جرأة على ما يبدو، لشن هجوم شامل في محاولة لسحق المعارضة باستخدام قوة هائلة".
وأضافت "لقد روعني بشكل خاص، الهجوم المتواصل على حمص...وفقاً لروايات جديرة بالثقة، قصف الجيش السوري ضواحي كثيفة السكان في حمص، فيما يبدو أنه هجوم دون تمييز على مناطق مدنية"، مشيرة إلى أن القوات الحكومية تستخدم الدبابات وقذائف المورتر والمدفعية في الهجوم.
واندلع الصراع مجدداً، صباح اليوم، في بلدة رنكوس قرب العاصمة دمشق، التي طالها قصف القوات الحكومية، وقال النشط ابن كلمون في اتصال من خلال سكايب من بيروت إن خطوط الهاتف قطعت وأن عدداً كبيراً من السكان فروا.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إنه في مدينة حمص الغربية، التي تقع في قلب الإنتفاضة ضد الأسد المستمرة منذ 11 شهراً، تعرض حي بابا عمرو لقصف عنيف في الفجر، كان الأشد منذ خمسة أيام.
وقال النشط حسين نادر، إنه من المستحيل النزول إلى الشارع لتفقد الأضرار.
وأضاف خلال اتصال، من هاتف يعمل بالأقمار الصناعية "أنهم يضربون نفس الموقع عدة مرات متتالية، مما يجعل الخروج مستحيلاً، القصف كان عنيفاً في الصباح، والآن يسقط صاروخ كل نحو ربع ساعة تقريباً، السكان محاصرون، معنا رجل أصيب بحروق بالغة، إنه يموت ويحتاج إلى مستشفى".
وذكر أن الرجل كان يستقل شاحنة كانت تلتقط المصابين في بابا عمرو خلال الليل، حين أصيبت الشاحنة بصاروخ.
وذكر نشطون أن أسعار الطعام والوقود قفزت إلى ثلاثة أمثال، وأن العصابات تنهب المنازل.
وقال النشط محمد الحمصي إن الموقف يزداد سوءاً، وقال من داخل المدينة "المتاريس التي يقيمها الجيش تتزايد حول أحياء المعارضة، هناك نمط منهجي للقصف الآن، يزداد شدة في الصباح، ثم يهدأ قليلاً في المساء ثم يستأنف في الليل".
وقال النشط نادر بالهاتف من حمص، "القذائف تسقط دون تمييز، تقريباً كل من يسكنون حي بابا عمرو انتقلوا إلى الدور الأرضي، من الطبيعي أن تجد ست عائلات تعيش معاً في الأدوار المنخفضة".
كما وردت تقارير عن تعرض بلدة الرستن إلى القصف في الساعات الأولى من صباح اليوم.
على الجانب الآخر، أعربت دمشق، اليوم، عن رفضها القاطع "لإدعاءات" مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة حول وقوع "جرائم ضد الانسانية" في سورية.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، أن وزارة الخارجية أكدت في رسالة إلى المفوضية "رفض سورية بشكل قاطع كل ما ورد في بيان المفوضة السامية لحقوق الإنسان من ادعاءات جديدة حول سورية، تضاف إلى تاريخ المفوضة في التعامل مع سورية منذ بداية الأحداث فيها".