200 قتيلاً في"تريمسة" وأنان يدين "المذبحة" واستخدام الحكومة الأسلحة الثقيلة
قال نشطاء للمعارضة إن أكثر من 200 شخص معظمهم مدنيون قتلوا في مذبحة نفذتها قوات الجيش السوري وميليشيات الشبيحة في هجوم على قرية تريمسة في محافظة حماة، أمس.
وإذا تأكدت هذه الروايات فإن الحادث سيكون الأسوأ من نوعه في الانتفاضة على حكم الرئيس بشار الأسد التي بدأت قبل 16 شهراً.
وقال مجلس قيادة الثورة في حماة لرويترز، إن قرية تريمسة تعرضت لقصف مدفعي من القوات السورية ثم اجتاج القرية رجال ميليشيا موالون للحكومة أو من يطلق عليهم الشبيحة. وقالوا إن عدة أشخاص قتلوا في القصف وأن الشبيحة نفذوا بعد ذلك حوادث قتل بطريقة الإعدام.
وقال المجلس في بيان أن أكثر من 220 شخصاً سقطوا، أمس، في تريمسة. وهم ماتوا من جراء قصف الدبابات والمروحيات والقصف المدفعي وعمليات الإعدام الفورية.
وقال التلفزيون السوري أن ثلاثة من أفراد الأمن قتلوا في المعارك في تريمسة واتهم "جماعة ارهابية مسلحة" بارتكاب مذبحة هناك.
وقال فادي سامح، أحد نشطاء المعارضة من تريمسة إنه غادر البلدة قبل المذبحة المذكورة لكنه كان على اتصال مع السكان.
وأضاف "يبدو أن الميليشيا العلوية من القرى المجاورة نزلوا على تريمسة بعد أن انسحب المدافعون عنها من المعارضة وبدأوا قتل الناس. وقد دمرت منازل كاملة واحترقت من جراء القصف."
وأكد أن "كل عائلة في البلدة قتل بعض أفرادها فيما يبدو. ولدينا أسماء الرجال والنساء والأطفال من عائلات لا حصر لها." وقال إن كثيرا من الجثث نقلت إلى مسجد محلي.
وقال أحمد، وهو نشط من اتحاد ثوار حماة "لدينا تقارير عن مقتل اكثر من 220 شخصاً. وحتى الآن لدينا 20 ضحية مسجلة أسماؤهم و60 جثة في أحد المساجد. وهناك جثث أخرى في الحقول وجثث في الترع وفي المنازل يحاول الناس الهرب منذ بدأ القصف وقتلت عائلات كاملة وهم يحاولون الهرب."
ولم يمكن التحقق من هذه الروايات من مصدر مستقل. فالسلطات السورية تقيد بشدة أنشطة الصحفيين المستقلين.
وكان 78 شخصاً قتلوا رمياً بالرصاص أو طعناً أو أحرقوا أحياء في هجوم على قرية مزارة القبير وهي قرية صغيرة في هجوم نفذه أفراد من الطائفة العلوية في السادس من يونيو، وقتل 108 من الرجال والنساء والأطفال في مذبحة وقعت في بلدة الحولة في 25 من مايو.
وفي وقت سابق أمس، دعا أول سفير سوري يتخلى عن الأسد، نواف الفارس، جنود الجيش السوري "ليديروا فوهات مدافعكم وطلقات دباباتكم إلى صدور مجرمي هذا النظام قتلة الشعب."
وجاء انشقاق الفارس بعد انشقاق العميد نواف طلاس، الذي كان صديقاً مقرباً من الأسد وأحد أبرز السنة المؤيدين للرئيس.
وقالت روسيا أقوى حليف لسورية، أمس، إنها لن توافق على التهديد بفرض عقوبات لإنهاء الصراع المستمر منذ 16 شهرا في سورية في حين بدأ مجلس الأمن الدولي المنقسم بشدة مفاوضات بشأن قرار لتمديد بعثة المراقبة التابعة للأمم المتحدة هناك.
ويجب على المجلس أن يقرر مستقبل المهمة الدولية قبل 20 من يوليو، عندما ينتهي تفويضها الذي تبلغ مدته 90 يوماً. وانتشرت بعثة المراقبة للتحقق من هدنة لم تصمد أبداً وكانت ضمن خطة المبعوث الدولي كوفي عنان المؤلفة من ست نقاط.
واقترحت روسيا تمديد المهمة 90 يوماً لكن بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا قابلت ذلك بمشروع قرار لتمديد المهمة 45 يوما فقط ووضع خطة عنان للسلام تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
ويجيز الفصل السابع للمجلس التفويض بإجراءات تتراوح بين العقوبات الدبلوماسية والاقتصادية والتدخل العسكري. وقال مسؤولون أميركيون إنهم يتحدثون عن العقوبات على سورية وليس التدخل العسكري.
ومن المقرر حالياً أن يصوت المجلس على مشروع قرار في 18 من يوليو.
وقال نائب السفير الروسي بالأمم المتحدة، الكسندر بانكين، للصحافيين "نحن بالتأكيد نرفض (استخدام) الفصل السابع. كل شيء قابل للتفاوض لكننا لا نتفاوض بشأن هذا، هذا خط أحمر."
ومن غير المحتمل أن تتحرك المفاوضات بسرعة. وبعد الجولة الأولى من المناقشات، أمس، قال السفير الفرنسي جيرار آرو أن المفاوضين بدأوا وهم متباعدون تفصل بينهم عشرة أميال "والآن فإن المسافة بيننا عشرة أميال إلا خمسة سنتيمترات."
ويهدد مشروع القرار الذي يدعمه الغرب الحكومة السورية بعقوبات إذا لم توقف استخدام الاسلحة الثقيلة وتسحب قواتها من البلدات والمدن في غضون عشرة أيام من تبني القرار.
وقال دبلوماسي غربي طلب عدم نشر اسمه، إنه تم صياغة القرار بأقوى لغة ممكنة "لان الوقت تأخر كثيرا لكي يتحرك المجلس".
وطلب أنان من مجلس الأمن الدولي في الأول من أمس، أن يوضح للحكومة والمعارضة السورية أنه ستكون هناك "عواقب واضحة" لعدم الامتثال لخطته.
وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، خلال زيارة لكمبوديا "الولايات المتحدة عازمة على دعمه (عنان) لأن تجربتنا في العام الماضي توضح بشدة أن نظام الأسد لن يفعل شيئا دون مزيد من الضغوط."
وقبل ذيوع أنباء مذبحة قرية تريمسة قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 42 شخصاً قتلوا 30 منهم مدنيون.
من جانبه قال الوسيط الدولي كوفي أنان، اليوم، إن القوات السورية استخدمت أسلحة ثقيلة ضد قرية تريمسة في محافظة حماة التي تعرضت لمذبحة في انتهاك لالتزامها بخطة السلام.
وأدان أنان في بيان الأعمال الوحشية وعبر عن صدمته من "القتال العنيف وسقوط عدد كبير من القتلى والمصابين والاستخدام المؤكد للأسلحة الثقيلة مثل المدفيعة والدبابات والهليكوبتر".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news