"أبو حذيفة" ترك جامعته ليصنع العبوات الناسفة في سورية
يقول أبو حذيفة الذي ترك جامعته لينضم إلى مسلحين إسلاميين يقاتلون قوات الرئيس السوري بشار الأسد في محافظة حلب شمال البلاد، "لا نملك قاذفات صواريخ لكن يمكنني صنع عبوة ناسفة من اي شيء".
ويشير إلى صاروخ روسي قديم الصنع موضوع على شاحنة "بيك آب" صغيرة ليقول "أصل شريطين ببطارية السيارة، وعندما يحدث الاحتكاك... بوم! (في تقليد لصوت الانفجار)".
انضم ابو حذيفة (24 عاما) المولود في بلدة مارع في ريف حلب الشمالي، إلى جبهة النصرة الاسلامية المتطرفة، والتي أدرجتها الولايات المتحدة على لائحة المنظمات الارهابية.
ويقول، "لا أكره الولايات المتحدة او الغرب... كل ما اريده هو ان يرحل الاسد عن بلادي ويتوقف عن قتل الناس. لهذا انضممت الى النصرة".
وكانت هذه الجبهة مجهولة قبل بدء النزاع السوري قبل 21 شهرا، لكنها تكتسب دورا متعاظما على الارض وتبنت غالبية التفجيرات التي استهدفت مقار امنية وعسكرية.
ولأبو حذيفة شقيق أكبر اسمه عمار انضم الى الجيش السوري الحر، لكنه بدلا من صنع العبوات الناسفة اختار تصوير المعارك التي يشارك فيها المقاتلون المعارضون.
ويضيف عمار الذي يكبر اخاه بأربعة اعوام "شقيقي اكثر انفتاحا من كل الرجال في مجموعته. ليس متطرفا او راديكاليا، هو مقاتل، مثلي تماما"، مشيرا الى انه هو من علم اخاه الاصغر كل ما يعرفه.
ويقول ابو حذيفة انه انضم الى الجبهة نظرا الى قدراتها في القتال "بفضل النصرة، سننتصر في هذه الحرب... لا احد غير النصرة مستعد للقتال حتى الموت".
أمضى عمار وأبو حذيفة مراحل طويلة من طفولتهما وهما يفككان كل ما وقعت عليه ايديهما، من سيارات عاملة بجهاز تحكم عن بعد "ريموت كونترول" أو العاب او اجهزة صغيرة، قبل ان يعيدا جمعها.
ويوضح أبو حذيفة ذي الملامح الصارمة واللحية الخفيفة "دائما ما كنت خبيرا في تصليح الاشياء. كنت حينما تتعطل غسالة امي او برادها، او عندما تتوقف سيارة والدي عن العمل، احضر عدتي وابدأ بالعمل".
ويضف "حاليا نطبق اخي وانا معارفنا القديمة في الحرب التي نخوضها".
وطالب المقاتلون المعارضون مرارا الدول الغربية بتزويدهم السلاح لا سيما المتطور منه، لقتال الجيش السوري النظامي الذي يتمتع بقوة نارية كبيرة ويتفوق بسلاحه الثقيل وطيرانه الحربي.
ويفخر الأخوان بالابتكار الذي يوفرانه في سبيل المعركة، رغم ان ابو حذيفة فقد ثلاثة من اصابعه جراء انفجار عبوة ناسفة صغيرة من البلاستيك قبل الوقت المفترض.
ويضيف "من لا شيء صنعنا اجهزة متفجرة تعمل بالتحكم عن بعد، وجعلنا منها عبوات تنفجر بعربات القوات النظامية وهي مارة على الطرق".
ويتابع "حتى اننا حشونا طناجر ضغط معدة للطهو، بالمتفجرات. نرفع من حرارتها على النار لساعات قبل ان نضعها على جانب الطريق. عندما تنفجر، تتحول الطنجرة الى ما يشبه المسامير".
ويشرح ان هذه الطريقة "فعالة جدا، الى حد اننا نجحنا بتدمير العديد من آليات القوات النظامية".
ويبدي ابو حذيفة بغضا عميقا لنظام الرئيس الاسد انطلاقا مما خبرته عائلته على يد قوات النظامية. فزوجة عمار قتلت على الفور جراء صاروخ اطلقته القوات النظامية واصاب السيارة التي كانت تنتقل فيها بشكل مباشر. وعن الحادثة يقول "لن انسى ابدا وجه اخي عندما علم ان زوجته لقيت مصرعها".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news