«داعش» يعدم 250 جندياً سورياً.. ومقتل 6 من قادته بغارة
أظهرت لقطات فيديو تم بثها على «يوتيوب»، أمس، وأكد أحد مقاتلي تنظيم «داعش» صحتها، قيام أفراد من التنظيم بإعدام 250 جندياً سورياً كانوا قد وقعوا في الأسر عندما استولى التنظيم على قاعدة جوية بمحافظة الرقة في مطلع الاسبوع، فيما قتل ستة قياديين في التنظيم على الأقل في غارة نفذتها طائرات النظام السوري على مقر للتنظيم في ريف دير الزور في شرق البلاد. وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، أن الرئيس السوري بشار الأسد ليس «شريكاً في مكافحة الإرهاب» في سورية والعراق.
وتفصيلاً، أظهر الفيديو جثث عشرات الرجال وهم يرقدون ووجوهم إلى الأسفل ولا يرتدون سوى ملابسهم الداخلية. وتمددت جثث هؤلاء الرجال في صف طويل يبدو أن طوله يصل لعشرات الأمتار. وأظهر الفيديو أيضاً كومة منفصلة من الجثث قرب ذلك.
وقال العنوان المرفق مع الفيديو، إن 250 من الشبيحة أو الجنود الموالين لقوات الرئيس السوري بشار الأسد ممن أسروا على أيدي متشددي «داعش» من قاعدة الطبقة في الرقة قد أعدموا. وقال أحد مقاتلي التنظيم في الرقة لـ«رويترز» عبر الإنترنت «نعم لقد أعدمناهم جميعاً».
وفي وقت سابق، أظهر أحد الفيديوهات على الإنترنت استجواب جندي واحد على الأقل أمام مجموعة من الأسرى الآخرين، لا يرتدون سوى ملابس داخلية، في حين سمعت أصوات في الخلفية توجه إهانات طائفية. ويعرف الأسير نفسه كضابط، ويقول إنه ينتمي إلى الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس بشار الأسد وأغلبية الضباط الكبار في الجيش.
وفي مرحلة من الاستجواب ينظر الأسير فترة وجيزة إلى الأرض ويمسح عينيه، فيقذف أحد المحققين قضيباً حديدياً نحوه، وهو ما يجعله يتراجع خوفاً وينتبه للمحقق الرئيس مجدداً.
ويسأل المحقق الأسير عن عدد من قتلهم وعدد من اغتصبهم، فيرد بالنفي، قائلاً إنه كان متمركزاً في المطار. وعندما سأله المحقق لماذا كان يقاتل نيابة عن الأسد ولم ينشق؟ أجاب بأنهم كانوا سيعيدونه إلى الجيش. فقال له المحقق إن مقاتلي الجماعة سيعيدونه إلى الجحيم بقتله. وجعل المحقق الجندي يهتف بشعارات الجماعة.
في السياق نفسه، قال المرصد السوري لحقوق الانسان «استهدفت طائرات النظام الحربية في مدينة موحسن في الريف الشرقي لمدينة دير الزور مقراً لداعش كان يشهد اجتماعاً لقياديين وشرعيين من التنظيم، ما تسبب بمقتل ستة منهم على الأقل».
وأوضح أن المنزل الذي كان يعقد فيه الاجتماع يخص العميد المتقاعد سكر الأحمد المعروف بـ(أبونضال). وكان الأحمد «القائد العسكري لغرفة عمليات مطار دير الزور التابعة للمجلس العسكري»، وقد بايع «داعش» قبل أسابيع، ما سهل دخول التنظيم إلى المنطقة.
وسيطر «داعش» في يوليو على مجمل محافظة دير الزور، بعد أن بايعته مجموعات مقاتلة عدة، أو انسحبت إثر معارك خاضتها معه. وقال عبدالرحمن إن بين المجتمعين من جنسيات عربية وأجنبية، وإن معظمهم «قتلوا أو اصيبوا بجروح».
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية من جهتها أن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة دمرت (أمس) أوكاراً لإرهابيي ما يسمى تنظيم (داعش) في بلدة موحسن وقرية المريعية في ريف دير الزور واوقعت في صفوفهم قتلى ومصابين»، مشيرة إلى أن سكر الأحمد بين القتلى.
وقال المرصد إنه سبق ذلك «تحليق لطائرات استطلاع غير سورية» فوق دير الزور، قامت بوضع «بنك اهداف» لمقار «داعش». كما أفاد المرصد عن «معلومات حصل عليها النظام السوري من دولة غربية عبر موسكو وبغداد» حول مراكز «داعش» في الاراضي السورية.
من جانبه، قال فرنسوا هولاند، إن «النزاع (السوري) امتد إلى العراق، البلد الذي يعاني أساساً الانقسامات والنزاعات الدينية، وانعدام الاستقرار، ودخل (داعش) من هذه الثغرة، لأن الإرهاب يتغذى دائماً من الفوضى».
وشدد على أن «من الضروري تشكيل تحالف واسع، لكن لتكن الأمور واضحة: بشار الاسد لا يمكن أن يكون شريكاً في مكافحة الارهاب، فهو الحليف الموضوعي للجهاديين».