المعارضة السورية تتفق على تأسيس نظام جديد دون الأسد
بدأت فصائل سورية معارضة عدة، أمس، اجتماعاً مهماً لها في العاصمة السعودية، في محاولة لتوحيد مواقفها قبل مفاوضات محتملة مع الحكومة السورية، حيث اتفقت على أن الهدف من التسوية السياسية يجب أن يكون تأسيس نظام جديد في سورية، دون وجود الرئيس بشار الأسد، فيما أعلنت موسكو عن لقاء ثلاثي روسي أميركي أممي غداً في جنيف.
وفي التفاصيل، شدد الممثلون على أن حل الأزمة السورية «سياسي بالدرجة الأولى»، وأن العملية الانتقالية «مسؤولية السوريين فقط». ولم يمانع ممثلو الفصائل من الدخول في مفاوضات مباشرة مع دمشق، استناداً إلى مؤتمر «جنيف 1»، إلا أنهم اختلفوا بشأن الأشخاص الذين سيمثلون لجنة التفاوض مع الحكومة المكونة من 40 شخصاً.
ومن المقرر أن تعقد المفاوضات بين المعارضة والحكومة في فيينا، في الأول من يناير المقبل، بموجب اتفاق توصلت إليه قوى عالمية وإقليمية قبل شهر.
ويشهد الاجتماع مشاركة واسعة للمعارضة السورية بمختلف مكوناتها من داخل سورية وخارجها. والاجتماع الذي ينهي أعماله اليوم، يتمحور حول تسوية سياسة للنزاع ومكافحة الإرهاب ووقف محتمل لإطلاق النار وإعادة الإعمار، حسبما قال أحد المشاركين، علماً أن بيانا ختاميا سيصدر اليوم عن الاجتماع. واستبعدت من المؤتمر المنظمات المتشددة المصنفة إرهابية، مثل تنظيم «داعش» وجبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية «واس» أن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير حضر جانباً من الاجتماع، أمس، معرباً عن أمله أن تتكلل مساعي المشاركين وجهودهم بالتوفيق والنجاح.
وعبر رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أبرز مكونات المعارضة، خالد خوجة، في بيان صدر عن المكتب الاعلامي للائتلاف، عن «تفاؤله بإمكانية خروج المعارضة السورية من اجتماعات الرياض باتفاقات تتخطى مسألة توحيد الموقف من الحل السياسي إلى مرحلة تشكيل الوفد المفاوض وتحديد أسس التفاوض ومرتكزاته».
وتحدث خوجة عن «وجود جاهزية لدى المعارضة للحل السياسي». وقال «الحل السياسي لا يقتصر فقط على إنهاء دور الأسد، بل يتعداه إلى خروج القوات المحتلة من الأراضي السورية»، مشيراً الى ان «الاحتلال الروسي والإيراني المزدوج هو عامل مهم».
في السياق نفسه، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، أمس، أن موسكو ستشارك غداً في المحادثات المرتقبة مع الولايات المتحدة والأمم المتحدة حول سورية في جنيف. ونقلت وكالة ريا نوفوستي الروسية للأنباء عن غاتيلوف قوله «ستعقد محادثات ثلاثية بين روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة»، مشيراً إلى أن المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا سيشارك في هذه المحادثات. وأضاف «هذه المرة سنلتقي بداية لسماع حديث دي ميستورا حول عمل الامم المتحدة في شأن التقدم المحرز في الحوار بين السوريين».
وبحسب غاتيلوف، فإن روسيا ستستغل هذا اللقاء للدعوة إلى «تكثيف عملية مكافحة الإرهاب». وشدد في الوقت نفسه على أهمية الاتفاق على وضع «قائمة للتنظيمات الإرهابية، وقائمة لأعضاء المعارضة الذين يمكنهم المشاركة في عملية التفاوض».
ومن المفترض أن يزور وزير الخارجية الأميركي جون كيري موسكو الأسبوع المقبل في محاولة مع المسؤولين الروس لإيجاد سبل حل للنزاع السوري.
من ناحية أخرى، أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعا «خبراء بريطانيين» إلى المشاركة في تحليل الصندوق الاسود للطائرة الحربية التي أسقطها الطيران التركي على الحدود السورية. ويأتي إعلان الكرملين بعد اتصال هاتفي بين الرئيس الروسي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.
وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أول من أمس، ان الجيش الروسي وجه للمرة الاولى ضربات عسكرية نحو سورية من غواصة متمركزة في منطقة البحر الأبيض المتوسط. وأضاف شويغو ان هذه الغواصة من الجيل الأخير اطلقت أول من أمس صواريخ عدة عابرة من منظومة كاليبر، ودمرت «مستودعاً كبيراً للذخيرة وورشة لصنع المتفجرات ومواقع نفطية».
من جانبه، اتهم رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، روسيا «بتقوية» تنظيم «داعش» من خلال ضرباتها في سورية وبالسعي الى إخراج التركمان والسنة من شمال سورية. وأضاف ان «روسيا تسعى الى عملية تطهير اتني في شمال اللاذقية لإجبار كل السكان التركمان والسنة ممن ليست لهم علاقات جيدة مع النظام» السوري على الرحيل.
ميدانياً، أعلن «حزب الله» اللبناني، أمس، انه استهدف موكباً لجبهة النصرة في جرود بلدة عرسال الحدودية مع سورية، ما أدى الى مقتل مسؤول قيادي في هذا التنظيم وثمانية عناصر آخرين.
يأتي ذلك في وقت خرج المئات من مقاتلي المعارضة والمدنيين أمس من حي الوعر، آخر نقاط سيطرة الفصائل المسلحة في مدينة حمص، بموجب اتفاق توصلوا إليه مع ممثلين عن الحكومة بإشراف الأمم المتحدة يتضمن وقفاً لإطلاق النار وفك الحصار.