تركيا تقترح إقامة «منطقة آمنة» في سورية تشمل إعزاز.. وروسيا تشترط موافقة دمشق ومجلس الأمن
قافلة مساعدات ضخمة تـــدخل مناطق سورية محاصرة
أرسلت الأمم المتحدة، أمس، قافلة مساعدات ضخمة إلى مناطق محاصرة في سورية، بعد ساعات على توجيه دمشق انتقادات الى مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا وتشكيكها في مصداقيته. في وقت اقترحت تركيا مرة جديدة إقامة «منطقة آمنة» في الأراضي السورية لتشمل هذه المرة مدينة إعزاز التي تقصفها منذ أيام، لمنع المقاتلين الأكراد السوريين من السيطرة عليها، لكن روسيا سارعت للرفض مشترطة موافقة دمشق ومجلس الأمن.
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، إن قافلة تضم 35 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية دخلت أمس منطقة معضمية الشام المحاصرة بضواحي دمشق.
وقال الهلال الأحمر العربي السوري في وقت سابق إن ما لا يقل عن 100 شاحنة مساعدات أرسلت من دمشق إلى مناطق محاصرة في أحدث عمليات لتوصيل مساعدات إلى سكان محاصرين.
وأضاف أن قافلة أرسلت إلى بلدتي الفوعة وكفريا في محافظة إدلب (شمال غرب).
وشاهدت مراسلة «فرانس برس» 14 شاحنة متوسطة الحجم عليها شعار الهلال الأحمر السوري، وخمس شاحنات ضخمة اخرى محملة بالمساعدات، وتجمعت بالقرب من مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في دمشق.
وأشارت الى وجود أكثر من 25 متطوعاً من الهلال الأحمر السوري بالقرب من سيارة إسعاف وخمس سيارات تابعة للهلال الأحمر، لمرافقة قافلة المساعدات.
وقال عضو الفريق الاعلامي في الهلال الأحمر مهند الاسدي لـ«فرانس برس»، إن الشاحنات محملة بـ«أغذية عالية الطاقة وحصص غذائية وطحين وادوية متنوعة».
وستتوزع الشاحنات، «20 منها على كفريا والفوعة و35 على مضايا والزبداني (ريف دمشق) ونحو 40 الى معضمية الشام» قرب العاصمة.
وأعلنت الامم المتحدة الاثنين بعد لقاء بين دي ميستورا ووزير الخارجية السوري وليد المعلم، ان الحكومة السورية وافقت على دخول مساعدات الى سبع مناطق محاصرة، هي: دير الزور (شرق) والفوعة وكفريا ومضايا والزبداني ومعضمية الشام وكفر بطنا في ريف دمشق.
وتخضع مدينة دير الزور لحصار من تنظيم «داعش». ولم تحدد الأمم المتحدة كيفية الوصول اليها. وقامت طائرات روسية خلال الأسابيع الماضية بإلقاء مساعدات للسكان المحاصرين فيها من الجو.
وتحوّلت سياسة الحصار خلال سنوات النزاع السوري الى سلاح حرب رئيس تستخدمه الأطراف المتنازعة، اذ يعيش حاليا وفق الامم المتحدة 486700 شخص في مناطق يحاصرها الجيش السوري أو الفصائل المقاتلة أو «داعش»، فيما يبلغ عدد السكان الذين يعيشون في مناطق «يصعب الوصول» إليها 4.6 ملايين.
ويشكل دخول مساعدات، أمس، إلى المناطق المحاصرة «اختباراً» للحكومة السورية، بحسب ما ذكر دي ميستورا، ما استدعى رداً قوياً عليه من وزارة الخارجية السورية.
وأكد مسؤول في وزارة الخارجية، أن «الحكومة السورية لا تسمح لستافان دي ميستورا ولا لأي كان أن يتحدث عن اختبار جدية سورية في أي موضوع كان». وقال «لسنا بانتظار أحد ان يذكرنا بواجباتنا تجاه شعبنا»
وأضاف «الحقيقة أن الحكومة السورية هي التي باتت بحاجة لاختبار صدقية المبعوث الأممي».
ونقلت صحيفة «الوطن» القريبة من الحكومة السورية، أمس، أن «زيارة دي ميستورا لم تحمل أي جديد»، بل انها «قد تكون إعلامية فقط ومن أجل الإعلان عن إطلاق قوافل المساعدات، في حين أن هذه القوافل لم تتوقف منذ أشهر».
وقالت الصحيفة ان «زيارة دي ميستورا لم تحمل أي جديد حتى في الحديث عن وقف الأعمال العدائية، ولم يكن لديه أي تصور حول كيفية وآلية تحقيق ذلك».
وشككت الولايات المتحدة في إمكان تطبيق وقف الاعمال العدائية هذا الأسبوع.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية مارتك تونر «لا اريد أن اقول بشكل حاسم إنه» بحلول الموعد المحدد اي الخميس أو الجمعة «سيكون هناك وقف للاعمال العدائية، ولكن نحن نعول على انه سيتم إحراز تقدم».
وأضاف «نحن حازمون بهذا الشأن: يجب أن يحصل تقدم باتجاه وقف الأعمال العدائية خلال الايام المقبلة».
ويأتي موقف واشنطن بعد أربعة ايام على ارتفاع حدة القتال في محافظة حلب في شمال سورية، خصوصاً مع تحرك أنقرة عسكريا ضد المقاتلين الاكراد الذين يحققون تقدماً بالقرب من حدودها على حساب الفصائل الاسلامية والمقاتلة التي تدعمها.
وبدأت المدفعية التركية منذ خمسة أيام تقصف مواقع «قوات سورية الديمقراطية»، التحالف العربي الكردي المدعوم من واشنطن، في ريف حلب الشمالي من دون أن تنجح في منع تقدمه الى مدينة تل رفعت، أحد اهم معاقل الفصائل في المنطقة.
وحثت تركيا حلفاءها على التدخل العسكري البري في سورية، ما يزيد من تعقيدات النزاع.
واقترحت أنقرة، أمس، مرة جديدة، إقامة «منطقة آمنة» في الاراضي السورية لتشمل هذه المرة مدينة إعزاز القريبة من حدودها.
وقال نائب رئيس الوزراء التركي يالتشين اكدوغان في مقابلة لتلفزيون «اه-هابر»، أمس، «نريد إقامة منطقة آمنة بعمق 10 كلم داخل سورية تشمل إعزاز». وأعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، أمس، أن بلاده لن تقبل أبداً بقيام معقل كردي على حدودها مع سورية، وأنها ستواصل قصف مواقع المقاتلين الأكراد في سورية.
وقال أردوغان في خطاب ألقاه أمام مسؤولين محليين «لن نقبل أبداً بوجود قنديل جديدة (القاعدة الخلفية لحزب العمال الكردستاني في العراق) على حدودنا الجنوبية».
وأبدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، أمس، تأييدها لإقامة منطقة حظر جوي في سورية.
ورداً على الاقتراح الالماني، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، أمس، أنه من الضروري الحصول على موافقة من الامم المتحدة ومن الحكومة السورية لكي يمكن إقامة «منطقة حظر جوي».
وقال غاتيلوف بحسب ما نقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية، إن «مثل هذا القرار لا يمكن ان يتخذ من دون موافقة الطرف المعني ومن دون قرار من مجلس الأمن الدولي».
وتتهم تركيا حزب الاتحاد الديمقراطي في سورية ووحدات حماية الشعب التابعة له بأنهما «منظمتان إرهابيتان» بحكم قربهما من حزب العمال الكردستاني الذي يخوض نزاعاً مسلحاً على أراضيها منذ 1984.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news