المعلم يؤكد أن الأسد خط أحمـــر ويرفض حديث دي ميستورا عن انتخابات رئاسيـــة
أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أمس، أن الرئيس السوري بشار الأسد «خط أحمر»، رافضاً حديث مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا، عن إجراء انتخابات رئاسية خلال 18 شهراً، فيما اتهمت الهيئة العليا للمفاوضات الحكومة السورية بوقف محادثات السلام قبل أن تبدأ، بعد رفض المعلم مناقشة مسألة انتقال السلطة.
وقال المعلم في مؤتمر صحافي في دمشق، أمس، إن الأسد «خط أحمر، وهو ملك للشعب السوري».
وأضاف «نحن لن نحاور أحداً يتحدث عن مقام الرئاسة، وبشار الأسد خط أحمر، وهو ملك للشعب السوري، وإذا استمروا في هذا النهج فلا داعي لقدومهم إلى جنيف».
ويعتبر مصير الأسد نقطة خلاف محورية بين طرفي النزاع والدول الداعمة لكل منهما، إذ تتمسك المعارضة بأن لا دور له في المرحلة الانتقالية، بينما يصرّ النظام على ان مصير الأسد يتقرر فقط من خلال صناديق الاقتراع.
وتطرق المعلم إلى تصريحات دي ميستورا، أول من أمس، التي أعلن فيها أن الانتخابات الرئاسية والتشريعية ستجري خلال 18 شهراً. وقال المعلم إن «الانتخابات البرلمانية هي نص موجود في وثائق فيينا، أما الرئاسة فلا يحق له ولا لغيره كائناً من كان، ان يتحدث عن انتخابات رئاسية، فهي حق حصري للشعب السوري».
وخاطب المعلم دي ميستورا قائلاً «لن نقبل بعد الآن خروجك عن الموضوعية لإرضاء هذا الطرف أو ذاك»، مؤكداً رفض وفد بلاده «أي محاولة لوضع هذا الأمر على جدول الأعمال».
وأكد أنه «ليس هناك شيء في وثائق الأمم المتحدة يتحدث عن مرحلة انتقالية في مقام الرئاسة، ولذلك لابد من التوافق على تعريف المرحلة الانتقالية، وفي مفهومنا هي الانتقال من دستور قائم إلى دستور جديد، ومن حكومة قائمة إلى حكومة فيها مشاركة مع الطرف الآخر».
وأوضح أنه «عندما يتحدث (دي ميستورا) عن دستور، فهو يعرف ان حكومة الوحدة الوطنية التي ستناقش في المستقبل هي التي تعين لجنة دستورية لوضع دستور جديد أو تعديل الدستور القائم، ثم يتم الاستفتاء على ما تم التوافق عليه من قبل الشعب السوري، وبعد إقراره يصبح نافذاً».
وأشار المعلم إلى أن وفد الحكومة سيتوجه اليوم إلى جنيف، مؤكداً أنه «لن ينتظر في جنيف أكثر من 24 ساعة» وصول المعارضة إلى مبنى الأمم المتحدة. وكرر مرات عدة ان الوفد الحكومي في جنيف لن ينتظر أكثر من 24 ساعة وصول المعارضة إلى مبنى الأمم المتحدة للمشاركة في الجولة الثانية من المفاوضات المرتقبة غداً.
وأوضح أنه خلال جولة المفاوضات الأولى في نهاية يناير الماضي «انتظرنا طويلاً ولم يأتوا، وحين أتوا جلسوا في الفندق»، وشدّد على أنه «يجب أن يأتوا إلى مبنى الأمم المتحدة للحوار، وإلا (فإن) وفدنا سينتظر 24 ساعة ويعود، لن نضيع وقتنا».
وخلال الجولة الأولى وصل وفد الحكومة إلى جنيف قبل 26 ساعة من وفد الهيئة العليا للمفاوضات، والتي بقي أعضاؤها في الفندق يومين قبل الذهاب إلى مبنى الأمم المتحدة.
وتختلف جولة المفاوضات الحالية عن سابقاتها، اذ تترافق باتفاق هدنة لايزال صامداً منذ 27 فبراير، على الرغم من تبادل الأطراف المعنية اتهامات بالخروقات.
وقال المعلم «نحن التزمنا بوقف الأعمال القتالية مذ 27 فبراير الماضي، ومازلنا ملتزمين»، مضيفاً «طبعاً خلال الأسبوعين حصلت خروقات من جانب المجموعات المسلحة، بعضها رد عليه الجيش العربي السوري، وبعضها تجاهله».
وأكد أن «حق الرد مشروع، ولا يعد خرقاً لوقف الأعمال القتالية».
وبرز أخيراً حديث حول نظام فيدرالي في سورية في المستقبل بعد تصريح قبل أيام لنائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، اعتبر فيه انه اذا توصل المفاوضون إلى «استنتاج مفاده ان هذا النموذج يناسبهم، فمن سيتمكن من الاعتراض على ذلك؟».
إلا أن المعلم أكد أن «آخر ما روّج عنه عن ريابكوف لم يكن نقلاً موضوعياً، لأنه اشترط موافقة السوريين على ذلك، ونحن السوريين نرفض الحديث عن الفيدرالية، ونؤكد على وحدة سورية».
وشدّد «أقول بكل ثقة إن شعبنا سيرفض أي محاولات للتقسيم».
واتهمت الهيئة العليا للمفاوضات، الممثلة عن أطياف واسعة من المعارضة السورية، الحكومة السورية بوقف محادثات السلام قبل أن تبدأ، بعد رفض المعلم مناقشة مسألة انتقال السلطة، ووصف الأسد بأنه «خط أحمر».
وقال المتحدث باسم الهيئة، منذر ماخوس، لقناة «العربية الحدث»، أمس، تعليقاً على تصريحات المعلم «أعتقد أنه يضع مسامير في نعش جنيف، وهذا واضح، المعلم يوقف جنيف قبل أن تبدأ».
من ناحية أخرى، نفى مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف، أمس، تقارير إعلامية حول مناقشات بين روسيا والغرب بشأن إقامة نظام اتحادي في سورية، واصفاً هذه التقارير بأنها «لا أساس لها من الصحة».
وأكد أنه لم تصدر عن موسكو فكرة كهذه، واصفاً ذلك الحديث بـ«الهراء»، معتبراً إن هذه المعلومات لا تتطابق مع الواقع، بحسب وكالة «سبوتنيك» الروسية.
وأضاف بوغدانوف أن شكل الدولة يقرّره السوريون أنفسهم، مشيراً إلى أن المفاوضات المباشرة بين وفدي الحكومة السورية والمعارضة تكون ممكنة بعد تشكيل وفد موحد عن المعارضة.